البرنامج الرمضاني.. فرصةٌ متعددة الأبعاد .. بقلم/ هنـادي محمد
ككُلِّ عامٍ يحلُّ فيه شهرُ الله الأعظم، وكالعادة الإيْمَانية التي باتت ملاصِقةً لروحِ كُلِّ مؤمنٍ صادقٍ ومؤمنةٍ صادقة وكهُويَّة لا يشعرون بروحانية الشهر المبارك إلا بتأصيلها وتطبيقها، ينشغلون في الليالي الفضيلة بتطبيق برنامج رجال الله الرَّمضاني الذي تقرّرهُ القيادة القُـــرْآنية الحكيمة ممثلةً بسماحة السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- والذي يشملُ القُـــرْآنَ الكريم والدعاءَ والمناجاة ودرساً من هدي القُـــرْآن ومعين النور الإلهي.
هذا البرنامجُ الإيْمَاني المُختارَةُ موادُّهُ بعناية شديدة بما يتناسبُ مع النَّفسيات ويعالجها وبما يواكبُ الأحداثَ العامة في السّاحة، والهدفُ من تقريره هو استثمارُ واستغلال الفرصة والمنحة التي امتنَّ اللهُ بها على عباده المؤمنين استغلالاً أمثلَ وأسمى وأكمل؛ لتهذيب أنفسنا وتربيتها التَّربية الإيْمَانية القُرآنية الخالصة والارتقاء بها ما استطعنا وما وفَّقنا الله إليه، ولتزكيتها وتنقيتها مما قد علق بها من شوائبِ وغُبارِ الدُّنيا وحطامها، في هذا الوقت يشعرُ الواحدُ منّا وكأنّ روحَهُ مُحلقةٌ في عنان السَّماء نحو الخالق -جلَّ شأنُهُ- ينفردُ معه، يتوجّه إليه، يدعوه، يناجيه، يتوسلُ إليه، يخشعُ بين يدي رحمتهِ ولطفهِ ونعمائه، يفتح لهُ قلبَه ويستعين به ويتوكلُ عليه في أمور دينهِ ودُنياه، في هذهِ المِحطَّة الخاصّة تشعرُ وكأنَّ ذهنَك يتعرّض لعمليةِ فلترة لتصفيته وضبطه على الموجة الرَّبانيةِ التي لا يمكن أن تتعرضَ لحجبٍ أَو تشويش.
لكن.. يا ترى إن كان هناك منا من لا يمر بكل هذه المشاعر وهو يطبق برنامجُه، فما السببُ في ذلك..؟
الجوابُ هو: أن حضورَ القلب مطلوبٌ قبل الجسد، والشعور بالحاجة الماسَّة والمُلحّة للهداية والانتفاع والتشرّب من نبع الهدي لا بـُـدَّ من توفرهِ مسبقاً، بمعنى أن تستشعر أنك ما زلت قاصراً في الوعي وناقصاً في الإيْمَان وأنك بحاجة لما تنمّي به إيْمَانَك ووعيَك، وقبل كُــــلّ شيء أن نستعينَ بالله في أعمالنا الصّالحة ونسألَه الهدايةَ ونسعى للحصول عليها.
برنامجُ رجال الله الرَّمضاني ضرب العدوّ ضربةً قاصمةً وأفشل رهاناتِه في تلطيخ الليالي المباركات فيما يُضِل ويضيع الوقت، فكما هم يعملون جهدَهم في إنتاج الأعمال السافرة لإلهاء الأُمَّــة يجب أن نعملَ جميعاً كمؤمنين وبطاقةٍ أقوى على حثِّ أهلينا وأقربائنا وأصدقائنا ودعوتهم إلى حضور البرنامج وبيان ما يتركه من أثر في النّفس وما يمكن أن يخرجوا به من مكاسبَ على مستوياتٍ عدة مثل: التزوّد بالإيْمَان والوعي وامتلاك نظرة سليمة وثاقبة نحو الأحداث وما شابه ذلك..
يجبُ أن نستغلَّ الشهرَ المباركَ في إحداث ثورة ثقافية في أوساط المجتمع؛ لربطهم بالله ولتعزيز ثقتهم به وتعزيز عوامل الصمود في مواجهتهم للعدوان الذي يأتي شهرُ رمضانَ للعام الخامس وما زالت قوى الشر تتفرعنُ وتستبيحُ الدماءَ، هي فرصةٌ لشدِّ العزم والحزم الذي شنوا عاصفتهم الهوجاء باسمه، فرصةٌ لاستمداد العون والصبر وبذل الجهد لتحقيق الانتصارات البدرية في شهر الجهاد والعطاء، والبرنامجُ مفتاحُ كُــــلّ هذا، فلا نفرط فنصبحْ غيرَ مستحقين لرحمة الله، والعياذُ بالله..
أسألُ اللهَ الهدايةَ والتَّوفيقَ والثَّباتَ، والعونَ والسَّدادَ والرَّشادَ، وحُسنَ الخاتمة بالاستشهاد..
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.