شهرُ رمضان.. ودورُه في ترويض النفس .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
في خضمِّ التوقُّف عند عربة الزمن، لا سيما في عربة شهر رمضانَ المبارك.. الذي جعلهُ اللهُ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَى- كأعظمِ أشهر السنة، من خلاله يُزوِّدُنا شهرُ رمضانَ بالزاد الإيْمَــاني والأَخْــلَاقي والإنساني وهو فرصةٌ لترويض النّفس من إمْرتِها السيئة وتخليصها من الأمراض الروحيّة التي يُعاني منها الإنسان كــ ”العجز والكسل وسوء النيّة“ وغيرها من الأمراض التي جاء فيه شهرُ رمضانَ؛ ليُصلِحَ ما أفسدته النفس الأمّارة..
شهر رمضان هو محطة من محطات عبور الطريق الإلهي ومِنَّةٌ مَنَّ الله بها على عباده المؤمنين ليسلكوا بها إلى ساحة الأُنس بالله -سُبْحَانَــهُ-، فكما أنزل اللهُ القُـــرْآنَ في شهره العظيم وجعل في هذا الشهر ليلةً هي خيرٌ من ألف شهر ”ليلة القدر“.. وأنَّ لهذا الشهر روحانيتَهُ وبركاتِهُ الخاصّة ورياحين عطرهِ الفواحة التي يشتمُ بها كُلُّ من أدرك عظمةَ رمضان وعطاياه..
الأُمَّةُ الإسلاميّة برُمَّتها -وللأسف الشديد- تواجهُ في شهر رمضان حرباً شيطانياً مُبتكرة ماسونياً أمريكياً، جاءت هذه الحربُ وقائدُها الشيطانُ اللعين تنزغُ في نفوس الأُمَّة الإسلامية من خلال ما ابتكرهُ الشيطانُ الأمريكي والصهيوني وما انتجته تلك القنوات الشيطانية من مُسلسلاتها التي تخلُّ بِقيمِنا وأَخْــلَاقنا وتضيع أوقاتنا وتهدر من قيمة شهر رمضان، لتجعلَ من شهر رمضانَ شهر إفسادَ النفوس وضعفَ الإيْمَــان وَإعماءَ البصيرة!!
الغايةُ من صيام شهر رمضانَ المباركِ هي الاستجابةٌ للتوجيهات الربّانية الإلهية، وتعويد النّفس على الصبر والتجلُّدِ والتحمُّل.. وفرصةٌ في العودة إلى ساحة حضرة الخالق وتجنّب المَيل إلى الشهوات والرغبات.. ويجبُ علينا كأُمّة الإسلام أنّ نستقبلَ رمضانَ بكلِّ شوق واشتياق تقرباً إلى الله، ونلتمسُ من الله أن يوفقَنا لصيام رمضانَ وقيامِه كما يُحِـــبُّ ويرضى.