موقع أمريكي متخصص: انحياز أمريكا وبريطانيا لتحالف العدوان يُعيق جهودَ السلام في اليمن
المسيرة: ترجمة
أكّــــد موقعٌ أمريكي متخصص أن المشاركة الأمريكية البريطانية في العدوان على اليمن أسهم في عرقلة كُـــلّ جهود السلام، متطرقاً إلى الفيتو الذي استخدمه ترامب لاستمرار الدعم الأمريكي في الحرب على اليمن وقتل المدنيين.
ولفت موقع “لوبلوج” الأميركي التابعُ لمعهد الدراسات السياسيّة بواشنطن، أن الأسلحة الأمريكية والبريطانية لا تُستخدَمُ في المناطق المدنية اليمنية فحسب، بل إن الدعم العسكريّ والموافقة على الحرب التي تقودها السعوديّة على اليمن تُلحق أضراراً بجهود السلام الهشة فعلاً بين من أسماهم جماعة الحوثيين وحكومة الفارّ هادي.
وأشار الموقع في تقرير للصحفي الأمريكي “جوناثان فنتون هارفي”، وهو باحثٌ متنقل يركز على النزاعات والعلاقات الدولية والقضايا الإنسانية داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى “أن الدعم غير المشروط تقريباً من جانب كُـــلّ من الإدارتين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للتحالف الذي تقوده السعوديّة يزيدُ من عدم الثقة لدى من أوصفتهم بالحوثيين ويزيد من حدة التوتر بين الأطراف المتحاربة”.
ولفت الموقع الأمريكي إلى تقارير الأمم المتحدة التي “وصفت في وقت سابق الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم، كما أعلنت مؤخراً أن عدد القتلى قد يتجاوز 230.000 بحلول أواخر العام 2019، مضيفاً “أصبح من الواضح أن هناك حاجةً مُلحة لإنهاء الصراع، فقد بات الوضع في اليمن وفقاً للأمم المتحدة على شفا “أسوأ مجاعة في العالم حدثت منذ 100 عام”.
وأكّــــد أن “استخدام الرئيس دونالد ترامب حَــقّ النقض (الفيتو) ضد قرار الكونغرس المستنِد على قانون صلاحيات الحرب لإنهاء الدعم العسكريّ الأمريكي للمملكة العربية السعوديّة يدل على أن البيت الأبيض يهتم أكثرَ بالعلاقات التجارية السعوديّة وبضعة آلاف من الوظائف الأمريكية مقابل حياة ملايين اليمنيين”، مشيراً إلى تصريحات بومبيو المؤكّــــدة على ضلوع واشنطن شريك أساسي في العدوان على اليمن.
وَأَوْضَــحَ الموقع الأمريكي المتخصص أن “بريطانيا تتبنى مواقفَ مساندة للتحالف الذي يشن الحرب على اليمن وتركز فقط على الدور المزعوم لطهران وهو ما يطيل أمد الحرب ويزيل الثقة بين الأطراف بعملية السلام”.
وعن الدعم الأمريكي الشامل لتحالف العدوان، أضاف الموقع أنه “سيكون من الصعب التفاوض مع من أسمتهم الحوثيين، الذين تحَــرّكهم المشاعر المعادية للولايات المتحدة، والثقة في عملية السلام باتت منعدمة، بعد أن أشار ترامب إلى استمرار تورط الولايات المتحدة في الحرب”، متبعاً “وقد تبنت من وصفتهم جماعة الحوثيين موقفاً معادياً للولايات المتحدة إلى حَــدٍّ كبير في عام 2003 في أعقاب الغزو الذي قادته الولاياتُ المتحدة للعراق”، في إشارة إلى انطلاقة المشروع الذي أحياه الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي قبيل الحروب الظالمة على صعدة.
وأشار الموقع إلى أن من أسمتهم الحوثيين أطلقوا حملةً على الجُدران في العاصمة صنعاء، تحملُ عبارةَ “الولايات المتحدة تقتل الشعب اليمني”، وهو ما يجعل الثقة في عملية السلام مهزوزةً في ظل السياسة التي تتبنها الولاياتُ المتحدة والمملكة المتحدة.
وأكّــــد “أن هذه السياسة الغربية المستمرة المتمثلة في تمكين التحالف الذي تقودُه السعوديّة من الإفلات من العقاب، مع الفهم غير الصحيح للعلاقة الحقيقية بين إيران ومن أسمتهم “الحوثيين” كانا عاملين أساسيين ساعدا الأخيرين على زيادة الانتشار والتوسع في مناطقَ جغرافية واسعة من اليمن، كما أن هذين العاملين جعلا عمليةَ السلام غيرُ واردة “.
وأضاف “لو كانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد تعاملتا بنزاهة على الأقل مع الانتهاكات السعوديّة والإماراتية، أَو حتى قلصتا دعمهما العسكريّ الواسع للمملكة العربية السعوديّة والإمارات العربية المتحدة، فإن كان من شأنه أن يبنيَ الثقة بين اليمنيين في عملية السلام”.
واختتم الصحفي “جوناثان فينتون هارفي” تقريرَه بالقول: “طريق اليمن نحو السلام ليس واضحاً، وهناك حاجة إلى التفكير في ديناميكيات أُخْــرَى قد تكونُ متمثلةً في عملية طويلة الأمد، ومع ذلك، يتعينُ على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إعادة تقييم دعمهما للتحالف السعوديّ بشكل كبير من أجل المساعدة الحقيقية في تقليص التوترات وَكذلك تقليص استمرار المعاناة اليمنية”.