حدوثُ ما لم يكن في الحسبان .. بقلم/ صفاء السلطان
تتسارعُ الأيّامُ تلو الأيّام يمر شهر يعقبُه آخر، ليأتي الشهر الذي يرقبه جميعُ الناس، يستعدون له بشكل مغاير عن جميع الأشهر تمر الأيّام، تنوي الأسرتان النزولَ للمدينة لشراء احتياجات رمضان، يشعر الطفل بسعادة غامره بنزوله بصحبة والديه لشراء ما يرغب به، حلم طفولي بمحاولة صيام جزء من يوم، أما الأُمُّ فقد أعدت قائمة من المتطلبات والتي حاولت الاقتصاد في الكثير فحالة الكثير؛ بسَببِ الحصار والعدوان أصبحت صعبة، أما الأبُ فقد كان برجله الصناعية يحاول ولو بالشيء اليسير إسعاد أسرته بالرغم من عدم خروجه من بيته عدة أشهر؛ بسَببِ إعاقته، يتشوق الأطفال والكبار لأيام الشهر المبارك ويعدوا له الأيّام، لكن يحدث في طريق العودة ما لم يكن في الحُسبان، وبينما كان الطفل يحلم بأول أَيَّــام رمضان حسب ما تحكيه والدته له بروحانيته والتكافل الاجتماعي بين الناس وأنه عند الإفطار تطلق المدافع؛ إيذاناً بالإفطار، وما أن مرت صورة المدفع في خيال الطفل حتى أطلقت الطائرة صاروخها؛ إيذاناً بسلب أرواح 5 أشخاص، تتشظّى أجسادهم جَميعاً فهناك جثة الأم، وهنا جثة الطفل ذو الأربعة أعوام، بل إن هنا بقايا رجل صناعية لرب الأسرة المعاق، أشلاء متناثرة اختلطت مع مشترياتهم.
ما حدث في قعطبة من جريمة شيءٌ مؤلم وما يحدث كُـــلّ يوم شيء موجع ويعطي لدول العدوان الجدارةَ والصدارة في الفحش والتدمير والظلم واستباحة الدماء، بل إن تماديَهم في استباحة الدم اليمني انما يعطي إشارة البدء في خيارات السيد القائد الذي قال عنها أنه في حال استمروا في طغيانهم فلدينا خيارات استراتيجية ومن المؤكّـــد أن دول الإجرام باتت تعرف ما الخيارات الاستراتيجية وما المواقع الحساسة التي من الممكن استهدافها، الرحمة لشهداء جريمة قعطبة ولا نامت أعين الجبناء.