بيانُ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة شهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على خاتم أنبيائه محمدٍ وعلى آله الطاهرين، ورضي اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
قال اللهُ تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، صدق الله العلي العظيم.
بمناسبة حلول الشهر الكريم شهرِ رمضانَ المبارك، نتوجّهُ بالتهاني والتبريكات لشعبنا اليمني المسلم العزيز ولكافة المسلمين في كُـــلّ أنحاء المعمورة، كما نخُصُّ بالتهاني والتبريك أُسَرَ الشهداء وكذلك الجرحى والأسرى، والمرابطين في سبيل الله تعالى في كافة الجبهاتِ للتصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ الإجرامي، سائلين اللهَ تعالى التوفيقَ لصيام وقيام هذا الشهر المبارك ولأعمالِ الخيرِ والبِرِّ فيه وللتقرُّبِ إلى الله تعالى بصالح الأعمال، والتوفيقِ للنهوض بالمسئولية لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، كما نرجو اللهَ تعالى أن يكتُبَ لنا ولكافة المؤمنين والمؤمنات الثمرةَ المباركةَ لهذا الشهر في صيامه وبركاتِه بتحقيقِ التقوى وزيادةِ الإيمان.. إنه سميع الدعاء.
ومن المهم العنايةُ في هذا الشهر المبارك مع صيامه بتلاوة القُـــرْآن الكريم وتأمل آياته المباركة والعناية بالاهتداء به، والاهتمام بالدعاء، وبالصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى والعناية بالفقراء والمحتاجين، والعنايةِ بالأعمال الصالحة وفي مقدمتها المرابطة في سبيل الله تعالى والتصدي للعدوان، ومن المهم أيضاً لكل العلماء الصالحين والمثقفين المتنوِّرين أن يكثّفوا جهودَهم في نشر الوعي وتبصير المجتمع والتصدي لكل فئات التضليل والنفاق الذين يروّجون لأفكارهم الظلامية الهادفة إلى تدجين مجتمعنا المسلم لصالح أعدائه وتكبيله عن النهوض بمسئولياته الكبرى للتحرّر من الطاغوت والاستكبار في مرحلةٍ يسعَى أعداءُ الأُمَّــة فيها بكل جهدهم وبكل وضوحٍ للسيطرة المباشرة على أُمتنا الإسْـــلَامية واحتلال أرضها ونهب مقدراتها واستغلال أبنائها، وفي وقتٍ يرتكب فيه العدوّ الإسرائيلي أبشعَ الجرائم اليومية بحق شعب فلسطين المظلوم، وينتهكُ حُرمة المقدسات بكل وقاحة واستهتار، وتنزفُ جراحُ الأُمَّــة في اليمن وغير اليمن؛ بفعل جرائم الأمريكي وعملائه من المنافقين، ويتجاهل الظلاميون من المحسوبين على العلماء والثقافيين كلَّ ذلك ويصدُق بحقهم قول الله تعالى في كتابه الكريم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (البقرة:18).
إنَّ مجتمعَنا الإسْـــلَامي في هذه المرحلة لَــهُوَ أحوجُ إلى عطاءِ الإسْـــلَام الحقِّ الذي يُربِّي ويزكِّي ويهدي ويبني ويستنهضُ ويحركُ الأُمَّــة ويحقّقُ لها حريتها وكرامتها واستقلالها وتحرُّرها من التبعِيَّة لأعدائها كثمرةٍ لتوحيدها لله تعالى، ويحميها بالوعي والبصيرة من التضليل والإفساد من جانب القوى الشيطانيّة؛ ولذلك فالمسئوليةُ كبيرةٌ على كُـــلِّ الربَّانيِّين والمثقفين المتنورين للإسهام في صناعة الوعي وكشفِ مؤامرات الأعداء والعناية بتربية المجتمع الإسْـــلَامي وَفق منهج القُـــرْآن الكريم، والاستفادةِ من شهر رمضانَ المبارك كمحطةٍ تربويةٍ وتنويريةٍ مهمة، فهو شهرُ الصيام وشهرُ نزول القُـــرْآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانَ} (البقرة:185)، صدق اللهُ العظيم.
واللهُ وليُّ الهداية والتوفيق..
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه..
عبدالملك بدرالدين الحوثي
30/ شعبان/1440هـ