القتلُ الناعم واستهتارُ المنظمات الإنســانية .. بقلم/ أكرم الرحبي
الموتُ الناعمُ هو موتٌ بطيء، موتٌ بإرادَةِ واختيار الإنْسَــان، حَيْــثُ يتغلغل هذا الموت الناعم إلى الأجساد بكل صمت وبكل هدوء؛ ولذلك يعد الموت الناعم الأشد خطرا والأقوى فتكا بصحة وسلامة البشرية.
عندما هرب النازحون الفقراء؛ خوفاً من استهداف صواريخ وقذائف ورصاص تحالف العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ الإماراتي، هربوا إلى استهداف الموت الناعم.!؟.
حيث تستقبل منظمات الموت الناعم منظمة الغذاء العالمي وغيرها من المنظمات اللاإنْسَــانية النازحين وتمد لهم يد الغدر والخيانة.
تقابل معاناة النازحين بشحنات من الأغذية والمعونات التالفة والفاسدة والمنتهية الصلاحية!، لتستهدفَ بكل وحشية وإجرام تلك المنظمات البشعة بطونَ وصحةَ النازحين، والهاربين من موت تحالف العدوان إلى الموت الناعم لأغذية منظمة الغذاء وباقي المنظمات والتي هي تعد الأشد خطراً والأقوى فتكاً وضرراً بالإنْسَــان اليمني، وهنا كان القتل لهم هو بنوع آخر “قتل ناعم”.
هذه الجريمة اللاإنْسَــانية لا تلقى الاتهام لمنظمة الغذاء العالمي فقط بل هناك شركاء لهم لجريمتهم هي أخطر من جريمة تلك المنظمات، إنهم موظفو تلك المنظمات والذين لهم علاقة مباشرة في استقبال وتخزين وتوزيع كُــــلّ تلك المواد والأغذية التالفة والمنتهية للصلاحية لقتل النازحين بكل هدوء إجرامي.
أيُّ قلبٍ أسودَ يحمل هؤلاء الخَوَنَـة العُمَلَاء؟..
أيَّةُ جريمة بشعة يتسترون عليها بل يباشرون في تنفيذها وبدون رحمة ولا إنْسَــانية ولا يكترثون لأية معاناه من معاناتهم وأي موت قد تتسبب تلك الأغذية المنتهية والفاسدة في قتل النازحين؟.
لماذا تعمل تلك المنظمات بكل أريحية بدون رقابة مباشرة وبدون محاسبة لأية منظمة كانت؟
لماذا الحبل مرتخٍ لتلك المنظمات تسرح وتمرح وتعمل ما يحلو لها حتى لو أَدَّى استهتارهم إلى إزهاق الأرواح البريئة؟
لا بد من معرفة كاملة بكل المعلومات المتعلقة بنشاط وتحَــرّك أية منظمة كانت؟
لا بد من إعَادَة النظر في السياسة المتبعة لتلك المنظمات من حَيْــثُ الرقابة والمحاسبة وكل ما يتعلق باللوائح ونشاط وإلا فمسلسل القتل الناعم مستمرّ!.