إعلانُ النفير العام لمجاهدي الكلمة .. بقلم/ عبدالرحمن الحوثي
قال تعالى: “يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”..
إرادتُهم بإطفاء نور الله كائنةٌ، ومتمثلةٌ في التعدّي على حدود الله (من قتل وتجويع اليمنيين وغيرهم من العرب والمسلمين).
ومتمثلةٌ أَيْضاً في معاداة أحرَار العالم (مثل إيران، حزب الله، اليمن وفنزويلا وغيرها).
ومتمثلةٌ في الاستيلاء على المقدسات الدينية (الأقصى، القدس، مكة والمدينة، وتدمير كُــلّ معلم ديني).
ومتمثلة في استعباد البشر وعباد الله (مثل دول إفريقيا، التمييز العنصري الأمريكي والغربي، نهب وإفقار شعوب العالم).
وكثيرٌ من المظاهر التي تمثل الحرب والعداوة لنور الله الذي أراد لنا العزة، السلام، العدل، الأمان، المساواة، الحرية، المؤاخاة، التعايش، والحق.
أليس ما يقومُ به السعودِيُّ والأمريكي والبريطاني ومَن والاهم إرَادَةٌ صريحةٌ لإطفاء نور الله الذي هو ربنا وربهم، خالقنا وخالقهم، موجدنا وموجدهم، سيدنا وسيدهم. أليس ذلك تعدٍ صارخ منهم على نور الله؟!
وقال سُبَـحَـانَه (بأفواههم) ليس بدباباتهم وصواريخهم..؛ لأَنَّها لن تنفعَ في إطفاء ذلك النور إلا بعد أن يبدأ بالإطفاء في نفوسِنا؛ تأثراً بإعلامهم، كذبهم، غشهم، زيفهم وتحريفهم للحقائق وتشويههم للصور.
ويأبى اللهُ إلا أن يتمَّ نورَه ولو كَرِهَ الكافرون. اللهُ قادرٌ على نشر نورِه بطُرُقٍ لا نتخيَّلَها، فكُلُّ ما في الأرض والسماء واقعٌ تحت قهره إلا أنه سُبَـحَـانَه جعل من سُننه أن يحملَ المؤمنون مسئوليةَ هذا الإتمام على عواتقهم؛ لأَنَّ هذا النورَ هو لمصلحة البشر فاللهُ غنيٌّ عن كُــلّ شيء، النورُ في مصلحتنا فجعل سُبَـحَـانَه مسئوليةَ إتمامه والدفاع عنه على عواتقنا جَميعاً دون استثناء، من يستفِدْ من نور الله يجبْ أن يدافعَ عنه، من يُرِدِ الجزاءَ الإيجابي فعليه بالدفاع عن النور وإلا فجزاؤه سلبيٌّ (جهنم) والعياذُ بالله.
هل منا واحد لا يستفيدُ من نور الله، فعكسه أنه يعيشُ في الظلام وما فيه من مظالمَ وجرائمَ.
من كان في غِنىً عن نور الله ولا يتضرر بالظلم فهو ليس مخلوقاً مثلنا (وحاشاه أن يكونَ له نِدُّ أَو نظيرٌ سُبَـحَـانَه).
نحن مشتركون في الدفاع عن هذا النور؛ لأَنَّ مَن يطفئ هذا النور ويكرهه هم الكافرون وهم جزاؤهم جهنم، ومَن هو ضدهم هم المؤمنون والجزاء أَيْضاً بالضد وهو الجنة.
وكُلُّ البشرية تسعى إلى إحقاق الحق والعدل و… و… (نور الله) ولكن تحت مسميات أُخْــرَى، وَأَيْضاً كُــلّ البشر يكرهون بطبعهم الفطري الظلمَ والاضطهاد.
وانطلاقاً من هذا المبدأ.. وتتويجاً للصمود، ونصرةً لمستضعفي الأرض، وسعياً للحرية ونوال الجزاء والثواب، وحباً في البشرية جمعاء..
علينا أن نشكِّلَ جيشاً قادراً على اختراق صفوف العدوان والالتفاف عليه من خلفه العميق.
علينا أن نتصدّى لأفواههم المضلة لشعوبهم، علينا أن ننتزعَ منهم حواضنَهم الشعبيّة، علينا أن نضربَهم في عقر دارهم، علينا أن نقص أجنحتهم وأذرعهم وأرجلهم.
علينا أَيُّـهَا الأحرَار في العالم أن ننشُرَ مظلوميةَ المظلومين، نفضحَ الأشرار، نُسقِطَ أقنعتهم، ننشُرَ الوعيَ بين الشعوب.
لن يكونَ ذلك إلا بتحَـرُّك مركَّز، سريع، وفعَّال من قبل الجميع في الوطن العربي والإسْـلَامي ودول العالم.. ولتكن المظلوميةُ اليمنية هي محورَ الارتكاز؛ كَونها الأَكْـثَـرَ شهرةً، والأَكْـثَـرَ مأساويةً في العالم.. كُلٌّ منا ينشُرُ المقالاتِ والصور والمداخلات الداحضة لزيف إعلام العدوّ عبر المواقع والقنوات المسموعة والمرئية في كُــلّ الفضائيات العالمية حتى نجعلَ النائمَ من شعوب العرب والغرب والأمريكيين يستيقظون على وقع هذا الظلم.. لا يهمنا إن تجاوبوا مع المظلوميات أم لا، والأهمُّ أن تصلَ إليهم هذه المظلوميةُ واللهُ سُبَـحَـانَه سيهيءُ لها الداعمين والمناصرين؛ لأَنَّ النصرَ من عند الله وحدَه، وما علينا إلا الأخذُ بالأسباب وأهمُّها تبنِّي عمل الأنبياء والرسل بالصدوع بما أرادنا أن نبلِّغَه للبشرية. نعم هذه رسالة المفكرين، الأدباء، الإعلاميين، رسالة الأنبياء (رسالة شريفة سنفتخرُ بها وسنجازَى عليها)..
لنتواصلَ مع السياسيّين والإعلاميين في العالم، مع الجاليات الحرة، مع الكتل النيابية والرسمية. بإمكاننا فعل ذلك فأنتم صفوةُ المجتمع، ولا أعتقد أن علاقاتِكم تخلو من التواصل مع أُولئك. لنحث أحزابَنا ودولَنا للتفاعل معنا لتسهيل مهمتنا..
فلنعملْ كخلية نحل.. لا نظل نتراسلُ فيما بيننا (ولنجعل ذلك لتوفير المواد الإعلامية والمقالات)، أما المراسلات والتواصل فليكن هناك: في دول الأعداء، مع الشعوب، مع أقاربنا وأصدقائنا وجالياتنا هناك..
لن نخسر شيئاً إذَا بذلنا شيئاً من الجهد ((الممنهج)) لتحقيق هدفنا هذا ((تعريف العالم بالظلم الواقع)) ((تحريك الشعوب)) ((دعم نشطائنا في الخارج)) ((ضرب العدوّ من الخلف)).. وصدقوني لا يوجد مستحيل.. نحن مجربون كيف يهيءُ اللهُ التأثيرَ المذهل والنتائج الخارقة للعادة إذَا ما تحَـرّكنا في سبيله بنية خالصة وبجهد كامل دون تفريط..
النصرُ عندنا قائمٌ، ننتصرُ يومياً على العالم، صمودُنا نصرٌ في حَــدِّ ذاته، جبهاتُنا كلها انتصاراتٌ يومية فلماذا لا يأتي النصرُ الحاسم؟؟ مؤكَّـــدُ أن لله سُبَـحَـانَه حكمةً في ذلك، ولعلنا بتحَـرُّكنا الذي ندعوكم إليه سنحقّقُ هذه الحكمةَ المقدرةَ من الله لنبلغ النصرَ الحاسم الذي هو قاب قوسين أَو أدنى.
إخواني وأحبائي في لبنان، العراق، سوريا، مصر، وغيرها من عمداء الفكر، وقادة الحرية، وأحرَار الإنْسَانية، لطالما وقفتم بجانب مظلومية (البشرية) جمعاء (مظلومية 27 مليون (إنْسَان)(مسلم)، (عربي)، (طفل وَمرأة) (قتل وجوع)، (حصار وقصف)(ظلام وعطش)، (مرض وفقر)(مجاعة وخوف))) ((مظلومية اليمن)).
اشحذوا الهممَ على كُــلّ المستويات، لا نطلب شهرةً أَو جزاءً من أحد، هي فرصةٌ للجميع لنيل رضا الرب الكريم.. هي فرصةٌ لإثبات الإيْمَــان عملياً، اختبار يحدد مصيرنا جَميعاً في الدنيا والآخرة.. حرية وسعادة وجنات النعيم.. لن ينفعَ أحدَنا صلاةٌ أَو صومٌ وأمامَنا مثل هذا الواجب العملي الذي يمس الإنْسَان مباشرة الذي هو خليفة الله وهو المكلف أمام الله.
أعلم أنكم جَميعاً مجاهدون وجزاؤكم المكافِئ لعملكم هو عند الله.. ونحن نكِنُّ لكم عظيمَ المودة والتقدير والاعتراف. أتمنى أن نعملَ جَميعاً بالطريقة التي تحدثنا عنها لتحقيق الهدف وسترَون كيف ستتغيرُ الأوضاع وتنقلب الأمور رأساً على عقب، وسنعشق هذا العمل وسنصل جَميعاً إلى النصر، لنحتفل بنصرِنا الموحد، وسنرضى بما قمنا به ويرضى اللهُ عنا، إنه معينٌ سميعٌ مجيبُ الدعاء..