المقاومة الفلسطينية تحقّق انتصاراً جديداً وتفرضُ شروطها لقبول الهدنة التي سعى إليها الاحتلال
المسيرة| فلسطين المحتلة
انتهى العدوانُ على قطاع غزة سريعاً كما توقّعه معظمُ المراقبون؛ وذلك؛ بسَببِ الرد القوي والعنيف والمزلزل من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية للكيان الصهيوني، وساطة مصرية أتت سريعاً تنقذُ الصهاينة من صواريخ غزة لإنهاء المعركة التي كانت اليد الطولى فيها للمقاومة، وخير دليل على ذلك أن الملاجئ الصهيونية استقبلت الآلاف الصهاينة؛ هرباً وخوفاً من الموت، بينما سكانُ القطاع يصرخون ويهتفون بالنصر للمقاومة وكذا استمرار المقاومة في ردها حتى الدقائق الأخيرة قبيل إعلان الهُدنة.
وساطة مصرية أممية قطرية أنهت العدوان باتّفاق على وقف إطلاق النار، بشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار من بينها إدخال الأموال القطرية وتوسيع مساحة الصيد؛ لتفرض المقاومة في هذه الجولة شروطَها على العدوّ الصهيوني.
إذاً هي جولةٌ وُصِفت بالأعنف منذ عدوان 2014 قُتل خلالها أربعة مستوطنين وجُرح العشرات، وَربما لن تكون الأخيرة في ظل غياب حَــلّ جذري لأزمات غزة.
تجاوز صواريخ المقاومة للقبة الحديدية للعدو أحد نجاحات المعركة الأخيرة، مما أوقع خسائرَ كبيرةً في صفوف العدوّ، وفي سياق ذلك، أعلن الناطقُ باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أمس الاثنين، تمكّن صواريخ المقاومة من تجاوز القبة الحديدية.
وقال أبو عبيدة في تصريح له على موقع التواصل الاجتماعي “تلغرام”: “لقد نجحت كتائب القسام في تجاوز القبة الحديدية من خلال اعتماد تكتيك إطلاق عشرات الصواريخ في الرشقة الواحدة”، مضيفاً: “كثافةُ النيران العالية والقدرة التدميرية الكبيرة للصواريخ التي أدخلها القسّام على خط المعركة نجحا في إيقاع خسائرَ كبيرة ودمار لدى الاحتلال، ما أربك كُــلّ حساباته”.
فيما شيّعت الجماهيرُ الفلسطينية، أمس الاثنين، عَدَداً من شهداء العدوان الصهيوني على غزة بمشاركَة آلاف الفلسطينيين، مرددين شعارات غاضبة ضد الاحتلال.
وسادت حالةٌ من الغضب في صفوف المشيعين، مع هتافاتٍ تطالب بمواصلة المقاومة حتى آخر قطرة دمٍ من آخر فلسطيني،؛ بسَببِ بشاعة العدوان الصهيوني الذي لم يسلم منه طفلٌ ولا امرأة ولا شيخٌ ولا بيت ولا منشأة.
واستغرق العدوانُ على غزة 60 ساعة دمّــر خلاله العدوّ 130 وحدة سكنية بشكل كامل و700 وحدة بشكل جزئي ويستشهد 28 فلسطينياً منهم أطفال رضع وأجنة ما زالوا في أرحام أمهاتهم.
وفي السياق سادت حالةٌ من الجمود والذهول الأوساط الصهيونية عقب الهزيمة المريرة التي تلقوها على يد المقاومة الفلسطينية برغم فارق الإمكانيات، وعلّق قال الكاتب والمحلل الصهيوني المختص “ناحوم بارنياع”: “إن ما رضخت له حكومة بنيامين نتنياهو لا يمكن قبولُه من أية حكومة إسرائيلية سابقة أَو لاحقة”.
وقال “بارنياع” في مقال نشره في صحيفة “يديعوت أحونوت” الصهيونية: “لا يمكن لأية حكومة إسرائيلية قبولُ مثل هذا العدد من الصواريخ، مع هذا الحجم الهائل من الأضرار التي لحقت بالحياة والممتلكات، مع مثل هذا الانتهاك للحياة اليومية لمئات الآلاف من الإسرائيليين- ولا حتى حكومة يمينية”.
وأضاف: “من المستحيل احتواءُ الموقف الحالي دون هزيمته، وقف لإطلاق النار أَو لا وقف لإطلاق النار، لقد تعبنا”.
ولفت إلى أن “نتنياهو كان خائفاً من عقد المشاركة المحدودة في اليوروفيجن، حَيْــثُ خاف أن تلغيَ بعضُ الدول مشاركتَها، وَيلغي السياح حجوزاتهم”.
وأكّد أن حركة “حماس” ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية تصرّفت “بحكمة عندما تم توجيهها إلى هذا التأريخ، فهم يعرفون ما عليهم القيام به”.
من جانبه قال زعيم حزب أزرق أبيض “بيني جانتس” المعارض لنتنياهو: “إن ما يقرب من 700 صاروخ أطلقت من قطاع غزة، خلفت دماراً كبيراً وعشرات الجرحى وَ4 قتلى”، مُشيراً إلى أن ما حصل يأتي نتيجةً لفقدان الردع الصهيوني.
فيما قال عضو الكنيست جدعون ساعر: إن الكيان الصهيوني لم يحصل على إنجازات من هذه الجولة القاسية، مبيناً أن المقاومة في غزة أقوى.