محطّةُ رمضان في بلد الإيمــان .. بقلم/ سكينة المناري
يبزُغُ فجرُ رمضانَ لينثر على عتبات قلوبنا الظامئة وشرفات أرواحنا التوّاقة للمغفرة والرضا نسماته الإيْمَــانية في ثنايا الوجدان تروي تلك القلوب العطشى بسناء الإيْمَــان وجرع التقوى والمغفرة، فتُغسل النفوس من كُــلّ كدر وذنوب وخطايا وتصفّى الأرواح من كُــلّ حقد وكراهية.
محطّاتُ عبرناها على قطارات الحياة كانت طرقها مليئة بالمصاعب والعوائق، مليئة بالذنوب والتقصير، حوافها الدنيوية خطيرة الانزلاق في غياهب البعد عن الله، سارت بنا عجلاتها على عجل وركضت الأَيـَّـام بسرعة فائقة لتحطّ ساعاتها القلائل في محطة رمضان الإيْمَــانية لنتزود بالوقود الإيْمَــاني المحرك والطاقة المعنوية والنفسية التي تجعلنا في خط الثبات والصمود اللامتناهي في وجه عدوان مجرم قتل أحبابنا بغاراته الغادرة استخدم كُــلّ سلاح القتل لتركيعنا وقتلنا لكنه وجد نفسه مهزوماً خاسراً.
وكم نحن بحاجة للتزوُّد الإيْمَــاني في مرحلة حساسة يبذل فيها الأعداء أقصى الجهد لنبتعد عن خط الإيْمَــان والذي هو السلاح الفتّاك في مواجهتهم وهزيمتهم!!
في محطة رمضان ستجد اليمانيين تشربوا من ثقافة القُـــرْآن ونبعها الصحيح، لا أمن الثقافة الخاطئة التي جعلت رمضان للإسراف المبتذل في الأكل والشراب، التي جعلت رمضان موسماً للمسلسلات والنوم والركود والجمود وتلك الثقافة الوهابية التي جعلت من القُـــرْآن كسب حسنات وكفى!
أليس رمضان هو شهر القُـــرْآن! والقُـــرْآن ما هو وما يتضمن؟
هل يتضمن كسب حسنات وكفى!
أم أنه أوامر وتوجيهات للعمل على إعلاء كلمة الله والجهاد ضد الكفار والمنافقين!
أم إنه جهاد وتحَــرّك وعمل يطبق في واقع الحياة؟!
ستجدهم لن يمتنعوا عن الأكل والشراب فقط، وإنما امتناع عن حالة التثاقل والتباطؤ، امتناع عن التكاسل والتساهل والتهاون والمسارعة إلى عمل الخير والتحَــرّك في كُــلّ الميادين
في محطة رمضان ستجد أهل الإيْمَــان والحكمة أَكْثَــر إيْمَــاناً ووعياً ينهلون من ملازم هُدى الله معانيَ عظمة الله والثقة به لمواصلة صمودهم وجهادهم واستبسالهم الأسطوري.
ستجدهم -رغم ظروف العيش- يتقاسمون رغيفَ الخبز بالتكافل الاجتماعي الذي يعزز من الصمود ومعونة المجاهدين في جبهات الكرامة
ستجد اليمانيين يجري في أوردتهم حُبُّ الإمام علي وولايته وذلك الحزن في ذكرى استشهاده يتحوّل أمواجاً غاضبة في مواجهة يزيد العصر “سلمان” وأحفاده من بني أُمية، رجال الله يعيدون غزوةَ بدر في جبهات العزّة يذيقون أعداءَ الله ورسوله مُرّ العلقم ومنون المنايا، يعيدون الحق إلى نصابه وتلك يدُ خَيبرٍ تدك الحصون والمواقع وتحرق دبابات الإبرامز “بولاعة”.
ستجد القدسَ حاضرةً فوق القلوب رغم المعاناة والحصار هي أُولى قضاياهم والقضيةُ الكبرى التي يشدُّون الخُطَى نحوها بمسيرة كبرى عارمةٍ لتحرير الأرض وتحقيق النصر.