المستحيل لن يصبح ممكناً .. بقلم/ زيد البعوة
أبعدُ من الخيال وأصعبُ من المستحيل وضربٌ من الجنون وحالةٌ من الوهم والسراب وغير ممكنٍ أن تتحقّق أحلام وطموحات العدوان في اليمن لا سياسيّاً ولا عسكريّاً ولا فكرياً ولا ثقافياً وما دام الشعب اليمني يرفضُ الاستعمار جملة وتفصيلاً، فهذا يعني أن العدوان يحطّم نفسَه بين أقدام اليمنيين ولن يحقّق أية نتيجة.
أولاً حاولوا إقناع الشعبَ اليمني بتقبل الاستعمار، وبعدها يمكنُكم الوصولُ إلى أهدافكم، لكن ما دام الشعب اليمني يرفض العبودية والاحتلال ويتمتع بالحرية والاستقلال فلا تتعبوا أنفسكم؛ لأَنَّكم تخوضون معركةً عكس التيار وقبل التفكير في الاستعمار لا بد أن تصلوا إلى قناعة أنه من غير الممكن إرغَام الشعب اليمني على القبول بالاحتلال لا بالقوة ولا بالمكر والسياسة.
وقبل خوض غمار المعركة العسكريّة واستخدام القوة المفرطة كان المفترض أن تفكروا جيداً في كيفية التغلُّب على نفسيات اليمنيين وقهر معنوياتهم وإرغَامهم على الكفر بالحرية والتخلي عن العزة والكرامة، وهذا بحدِّ ذاته تحَدٍّ صعبٌ وتفكير خاطئ ومشروعٌ فاشلٌ وأضغاث أحلام لا تفسيرَ لها وشيءٌ من السذاجة والغباء.
الشعبُ اليمنيُّ يملكُ فِطرةً إنْسَــانية غرسها اللهُ في كيانه لا يمكنُ اجتثاثَها، قائمةً على الاستقلال والحرية والصمود، ويملك غرائزَ معنويةً ونفسية قائمة على الرفعة والسمو والشجاعة لا يمكن قهرها ويملك إيْمَـــاناً وإرَادَة وعزيمةً لا يمكن هزيمتها ويملك ثقةً مطلقة بالله تعالى لا يمكنُ التغلبُ عليها.
لقد حان الوقتُ بعد أربع سنوات من العدوان الشامل الذي تشُنُّه أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعوديّة والإمارات ومرتزقتهم لا عسكريّاً ولا سياسيّاً ولا ثقافياً ولا إعلامياً ولا اقتصادياً ولا غير ذلك كُــــلّ أنواع الصراع تم تجربتُها لكنها بآت بالفشل، وهذه نتيجة طبيعية لمن كان يملك عقلاً سليماً.
لقد استخدمت دولُ تحالف العدوان كُــــلَّ أساليب الصراع السياسيّة والعسكريّة والأمنية والاقتصادية وحتى الإنْسَــانية في سبيل استعمار الشعب اليمني وفي سبيل أن تصل إلى أهدافها وأطمَاعها، ولكنها فشلت، ونستطيع القول: إنها هُزِمَت شر هزيمة بفضل الله أمام وعي وقوة وصلابة الشعب اليمني المجاهد الصامد.
الشعبُ اليمنيُّ يعرِفُ مصلحةَ نفسه، ويعرف ماذا يريد الأعداء، ويعرف ماذا يجب عليه أن يفعل لهذا لا يمكن على الإطلاق أن يُهزَمَ الشعبُ اليمني في مواجهة الطواغيت حتى لو استمر العدوان إلى يوم القيامة.