ميادين الصمّــاد: رجلٌ مطارَدٌ في رحلة مليئة بالمعاناة في سبيل الله (الحلقة الثالثة)
المسيرة: إبراهيم السراجي
إن تتبُّعَ سيرةِ الرئيس الشهيد صالح الصمّاد أشبهُ بالارتقاء على سلّم القيم والأَخْــلَاق والتضحية والإقدام، والتعمقُ فيها يقودُنا إلى النموذج المثالي للرجل والداعية والمعلم والمجاهد الذي يجب أن يكونَ عليه من يتخرج من مدرسة الثقافة القُـــرْآنية التي أسّسها الشهيدُ القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، غير أن الشهيد الصمّــاد كان نموذجاً استثنائياً، وصدق والدُه المرحومُ الحاج علي الصمّــاد الذي تحدث في تسجيل مصور عُرِضَ في الفيلم الوثائقي لقناة المسيرة “الصمّــاد” عندما قال بلُغة عفوية وفطرية إنه لا يوجد من قبل رجل مثل الصمّــاد، متمنياً أن يكون هناك من بعده من هو مثلُه أو حتى أعظم، وما استعرضناه نحن في صحيفة المسيرة خلال الحلقتين الأُوليين من تتبعنا لسيرة الشهيد الصمّــاد، وصولاً إلى نهاية الحرب الثانية، يؤكّـــد استثنائية ابن المسيرة القُـــرْآنية، فمن يقرأ تلك السطور وما تضمنته من أحداث جسام وتضحيات كبيرة قد لا يتصور أن الصمّــاد إلى ذلك الحِين لم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
عندما عاد الصمّــاد ورفيقُه الوحيدُ بعد نجاتهما من العملية الاستثنائية في مدينة صعدة تزامناً مع حرب السلطة الثانية على أبناء المحافظة، إلى منطقة نشور بالرزامات اطّلع عن قرب على حجم الإجرام الذي مارسته السلطةُ التي تركزت حربُها بشكل رئيسي على تلك المنطقة التي كانت تحتضن السيد العلامة بدر الدين الحوثي رحمه الله وثلةً من أوائل القادة والمجاهدين، لم تخفت عزيمةُ الصمّــاد بل راح يفكر بالمرحلة القادمة ليس على سبيل الحرب، وإنما مضياً في نشر الثقافة القُـــرْآنية والعمل على إيقاظ الأُمَّـــة وتنبيهها بالأخطار التي تتعرض لها والواجبات التي عليها انطلاقاً مما تعلمه من الشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ-ما، غير أن ذلك الوقت كان صعباً للغاية، فالسلطةُ منتشيةٌ بالجرائم التي ارتكبتها، معتبرة إياها نصراً يرضي أمريكا عنها، فراحت توزع المخبرين والجنود لملاحقة المجاهدين، وهنا أصبح الصمّــاد مطارَداً يتحَــرّك في أوساط مجتمع سيطر على نسبة كبيرة منه الخوف من السلطة وإرهابها، وهو ما ضاعف معاناة المجاهدين.
التقى الصمّــاد في مرحلة ما بعد الحرب الثانية بثلة قليلة من رفاقه معظمُهم من أبناء منطقته ساحة صبر في بني معاذ لا يتجاوزون عددَ الأصابع، باحثين عن مخبأ لا تصل إليه عيونُ السلطة ومخبروها إلى أن يقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولاً، فوقع الاختيارُ على منزل مهجور في ساحة صبر مسقط رأسه، وهو المنزل الذي -وفقاً لرواية رفاقه- كان وما يزال شاهداً على عظمة الشهيد الصمّــاد ورسوخ القيم التي كان يحملها وجعلته لا يشعر باليأس رغم كُــلّ ما حصل، بل إنها جعلته واثقاً من أن الله سينصرُ الحق الذي يحملونه على عواتقهم، مدركاً حجمَ العدوّ الذي يتكونُ من المشروع الكوني الصهيوأمريكي وعملائه، لكنه ورغم أنه ومن حوله لا يتجاوزون عدد الأصابع وأمثالهم المطاردون في مناطقَ متفرقة من محافظة صعدة، إلا أن ذلك كله لم يوهن عزيمته ولم يضعف إيْمَانه بصوابية المشروع الذي يمضي فيه.
خلف ذلك البيت المهجور في ساحة صبر كانت شقيقةُ الصمّــاد توافيه بالطعام له ولرفاقه وهي وهم يعلمون أن ذلك العمل الذي يجري بسرية يعدُّ مخاطرةً كبيرةً، خصوصاً أن السلطة كانت لا تتوانى عن ارتكاب أية جريمة أو عيب بحق رجل أو امرأة طفلاً أو شيخاً كبيراً، وهكذا كان الصمّــاد ورفاقه يتناولون طعامَهم على قلته ومن ثَم يعودون إلى ذلك المنزل الذي كان ملاذَهم من عيون السلطة ومخبريها والخائفين منها والباحثين عن مصالحَ مادية منها من وراء الإبلاغ عن أماكن المجاهدين.
• قصةُ الهروب من فاطمة
استمرَّ الصمّــادُ ورفاقُه في التخفي داخل البيت المهجور لمدة طويلة ولم تخفُتْ عزيمتهم أو يصِبْها الوهن، لكن هذه المرحلة لم تخلُ من المواقف الطريفة التي رواها الصمّــاد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- عدة مرات لمن رافقوه في المراحل التالية، أحدُ تلك المواقف كانت حينما بدأ الصمّــاد ورفاقُه يعتادون على التخفّي، وفي مرة استرخوا بعد تناولهم الغداءَ خلف البيت المهجور فطالت مدة استرخائهم حتى بدأ الناس يخرجون من بيوتهم وفي تلك اللحظة وفيما الصمّــاد ورفاقه يتبادلون الحديثَ، وفي تلك اللحظة ظهرت طفلة تُدعى فاطمة اكتشفت مكانَهم فما كان من الصمّــاد ورفاقه أن نهضوا من أماكنهم مسرعين إلى داخل البيت المهجور هاربين من “عيون فاطمة الطفلة”.
عاد الصمّــادُ ورفاقه إلى ذلك المنزل بعد أن تناولوا غداءهم وهربوا من “الطفلة فاطمة”، وكالعادة بدأ الصمّــادُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- يذكّر رفاقَه المجاهدين بالله ويحثهم على التمسك بمبادئهم وخطهم الجهادي، مستعيناً بقدراته المعروفة في الخطابة وغزارة ثقافته الإيْمَانية وقوة ارتباطه بالثقافة القُـــرْآنية، وبدأ أيضاً يؤكّـــد لرفاقه صحّةَ الخط الذي يمشون فيه وأن عاقبة الصبر والجهاد هي النصر على المعتدين وأعداء الأُمَّـــة الإسْلَامية كافة، وهنا وعلى سبيل التندر قال أحدُ رفاق الصمّــاد: “كيف سننتصر واحنا بنهرب من فاطمة؟”، فضحك الجميع وظل الصمّــاد يروي هذا الموقف الطريف كلما عادت به الذاكرةُ إلى الوراء، وكلما كان هناك مناسبةٌ لرواية الأحداث التي مر بها منذ انطلاقه في المسيرة وظل هذا الموقف من أكثر المواقف الطريفة التي ترسم البسمة وتجعل الصمّــاد يضحك أثناء روايته لهذا الموقف.
على الرغم من التضييق على مجتمع المجاهدين من قبل السلطة وأعوانها وتشتت المجاهدين الذين تحوّلوا إلى مطاردين، علاوةً على المصاعب المادية والصحية وغيرها من الظروف التي رافقت حروب السلطة على صعدة، إلا أن المجاهدين وبينهم الشهيد الصمّــاد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- لم يجعلهم ذلك ولو للحظة يشعرون بالإحباط، فالوقود الذي كان يحركهم أقوى من كُــلّ تلك المصاعب وهنا نقصُدُ وقودَ الثقافة القُـــرْآنية التي جعلت الصمّــاد ورفاقه يتعاملون مع واقعهم بثقة بالله وكأنهم يرون ما بعد ثورة 21 سبتمبر رأيَ العين.
• خضوعُ الصمّــاد المطارَد لعمليات جراحية
ثمة مصاعبُ عارضة كانت تواجه المجاهدين في فترة ما بعد الحرب الثانية وما قبل الحرب الثالثة، أحد تلك المصاعب حدثت عندما أصيب الصمّــاد بالتهاب “الدودة الزائدة” لم يكن هذا المرض وهذه المعاناة بحد ذاتها هي المشكلة بل كانت المشكلة تكمن في كيف يمكن إسعافه وإخراجه من البيت المهجور إلى أي مستشفى وكل عيون المخبرين والعسس وأعوان السلطة تطارد المجاهدين وتترصدهم؟
كانت عملية إسعاف الصمّــاد تعني القبض عليه من قبل السلطة والقبض على مسعفيه من رفاقه وفي الوقت ذاته كان ترك الصمّــاد يعاني الآلام تعني انتظار أن تنفجر “الدودة الزائدة”، وهذا ما كان سيؤدي إلى وفاته فما كان من رفاقه إلا أن قرّروا خوض ما يمكن وصفُها بالمغامرة عندما قاموا بالتحَــرّك لإيجاد طبيبٍ يمكنُ التنسيقُ معه لإجراء عملية جراحية للصمّــاد وأن يستجيب هذا الطبيب للدواعي الإنْسَانية رغم ما قد ينجم عن ذلك من ضرر عليه فالسلطة كانت لا تتسامح مع هذه المواقف ولم تكن الإنْسَانية موجودة في قاموسها.
توجه رفاق الصمّــاد نحو المستشفى الجمهوري بمدينة صعدةَ رغم ما كان يمثله ذلك من خطر وكان قسمٌ آخر منهم قد نجح في إيجاد طبيب وافق على إجراء العملية للصمّــاد على أن يكونَ ذلك في الليل الذي يشهد تراجعاً للحركة داخل المستشفيات، وكان على الصمّــاد في حينها مكابدةُ الآلام التي كانت تتصاعدُ في كُــلّ لحظة، ومن المعلوم أن الآلام التي يتسبب بها التهاب الدودة الزائدة لا تُحتملُ ولا تهدأ.
بعد تجاوز الصعوبات، خضع الصمّــاد للعملية الجراحية وكونه مطارداً من السلطة وأعوانها لم يكن بمقدوره أن يبقى في سرير المستشفى بعد إجراء العملية ولا بمقدوره العودة كباقي المرضى لإجراء جراحات ما بعد العملية، فقرّر ورفاقه التوكل على الله ومغادرة المستشفى مباشرة فيما كانت سيارة أحد المجاهدين تنتظر لتعيده ورفاقه إلى ذلك البيت المهجور الذي اتخذوا منه مسكناً يبعدهم عن أعين المخبرين.
مرت أيامٌ قليلة قضى فيها الصمّــاد ورفاقه المطاردون روتينهم اليومي وتطبيق البرنامج المعروف لدى المجاهدين والمتمثل بقراءة القُـــرْآن وتدارس ملازم السيد حسين بدر الدين الحوثي، وكان الصمّــاد على رغم من آلامه بعد العملية يواصلُ دورَه الثقافي والجهادي ولو على مستوى الدائرة الضيقة من رفاقه في ذلك الوقت، لكن حدث أمرٌ لم يكن متوقعاً فقد عاودت الآلامُ وظهر أن العملية الجراحية التي أجريت للصمّــاد لم تنجح وربما بسببِ الظروف الأمنية والمخاوف لم يتمكّن الطبيب الجراح من استئصال الدودة الزائدة بالكامل والآن بات على الصمّــاد ورفاقه أن يكرّروا المغامرة والبحث مجدداً عن طريقة لإجراء عملية جراحية أُخْرَى وكان على الصمّــاد أيضاً أن يحتمل ما لا يطاق من الآلام المبرحة.
بعد عناء نجح رفاق الصمّــاد مجدداً في إيجاد طبيب جراح قَبِلَ بهذه المهمة الإنْسَانية على الرغم من مخاطرها، فسُمعةُ السلطة كانت سيئةً جداً فيما يتعلق بتعاملها مع المجاهدين أو من يتعامل معهم أو يقدم لهم أي نوع من العون ولو كان عوناً إنْسَانياً، ووقع الاختيار هذه المرة على مستشفى السلام بصعدة لإجراء العملية الثانية، ولنا أن نتخيلَ صعوبة الرحلة من بني معاذ إلى المستشفى والطريق المليء بنقاط التفتيش؛ ولذلك كانت كُــلّ خطوة محفوفةً بكل أنواع المخاطر إلا أن رعايةَ الله كانت حاضرةً وتمكّن رفاق الصمّــاد من إسعافه إلى المستشفى ليلاً بحسب الموعد المتفق عليه مع الطبيب الجراح.
كانت العملية الجراحية هذه المرة أخطر؛ لأَنَّها ستتم على أثر عملية لم تنجح ولأن الصمّــاد لم يخضع لأي نوع من الرعاية الطبية أو الراحة بعد العملية الأولى الفاشلة.
في تلك الليلة أجريت العملية للصمّــاد بنجاح؛ ولأَنها العملية الثانية كان الطبيب يؤكّـــد ضرورةَ أن يحظى المريضُ براحة طويلة ورعاية طبية مركزة، غير أن ذلك لم يكن ممكناً ولم يكن متاحاً من الوقت سوى من آخر الليل أي بعد إجراء العملية وحتى بداية الصباح قبل أن يبدأَ الدوام الرسمي، فقضى الصمّــاد سويعات قليلة في سرير المستشفى ومع شروق الشمس كانت سيارة المجاهدين تنتظرُ لتقل الصمّــاد وتعيده إلى البيت المهجور في ساحة صبر بمنطقة بني معاذ، وفي تلك اللحظة بدا أن أحدَ المخبرين التابعين للسلطة قد عَلِمَ بأمر تواجد الصمّــاد في مستشفى السلام وأبلغ مشغليه الذين شعروا بالسعادة، معتقدين أنهم حصلوا على صيد ثمين سيجنون منه مصالحَ كثيرة ويحصلون على مكافآت وترقيات من قبل السلطة على صنيعهم، غير أن عنايةَ الله كانت حاضرةً دائماً فقد أدرك رفاق الصمّــاد أن ثمة شيئاً غريباً يحدث فتحَــرّكوا بسرعة جداً، وهنا يؤكّـــدُ كثيرون مما عايشوا الواقعة، أنه وفيما كان الصمّــاد يستقلُّ السيارة بمعاونة رفاقه كانت أجهزةُ السلطة قد وصلت إلى المستشفى، لكن الصمّــاد غادر وابتعد عن الخطر وخابت آمالُ السلطة التي كانت تُمَنِّي نفسَها بالقبض على الصمّــاد ورفاقه دفعةً واحدةً وتحقّق نجاحاً مجانياً.
• الصمّــادُ يبادلُ الوفاءَ بالوفاء
كانت صفةُ الوفاء من أبرز سمات شخصية الشهيد صالح الصمّــاد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ-، ويروي رفاقُه أنه على سبيل المثال لم ينسَ الصمّــادُ إلى حين استشهاده عدداً من الأشخاص الذين آزروه في فترات الشدائد بينهم الطبيب الجراح الذي أجرى له العملية وظل يسأل عنه ويزوره حتى بعد أن أصبح رئيساً لليمن، وظل يروي لرفاقه حجم امتنانه لهذا الطبيب.
شخصٌ آخر من بين أشخاص كُثْرٍ لم ينسَ الصمّــادُ جميلَهم، وهو ابن عمه عبدالله الصمّــاد. هذا الأخير أصيب بمرض في فترة رئاسة الصمّــاد الذي علم بمرضه ورقوده في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء فلطلب من مرافقيه الذهابَ معه إلى المستشفى لزيارة هذا المريض وفي الطريق روى لمرافقيه أن ابنَ عمه المريض الذي هم ذاهبون لزيارته كان يرعى أسرتَه ويتلمس احتياجاتها في الفترة التي كان فيها الصمّــاد مطارَداً من قبل السلطة خلال الحروب الست على صعدة.
بالعَودة إلى البيت المهجور بعد نجاح العملية الجراحية، يؤكّـــدُ رفاق الصمّــاد أن الأخير على الرغم من آلامه والمشاق التي ترافق مسيرته إلا أنه ظل مهموماً بالقضية التي غيّرت مجرى حياته، فالسلطة كانت قد أظهرت بعضَ المؤشرات على نيتها شنَّ حرب ثالثة على صعدة بعدما تنامى إلى مسامعها أن الحربَ الثانية لم تجتث كُــلَّ المجاهدين وأن مشروع الثقافة القُـــرْآنية الذي أرساه السيدُ حسين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- ما يزال يتوسعُ في أوساط المجتمع، فكان الصمّــادُ بموازاة ذلك يشُدُّ من أزر رفاقه ويحثُّهم على التمسك بمشروع الثقافة القُـــرْآنية وعدم جعل المصاعب تحُدُّ من اندفاعهم وثقتهم بالله ونصره.
في الحلقات القادمة سنواصل تتبع سيرة رئيس الشهداء صالح الصمّــاد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- وسنتعرف خلال الحلقة الرابعة القادمة على الدور الذي اضطلع به الصمّــاد خلال الحربين الثالثة والرابعة والجهود التي قام بها خلال الحربين وما بينهما، ومعاً سنواصل اكتشاف الكثير من الجوانب في حياة شهيدنا الصمّــاد الذي أحبه كُــلّ اليمنيين كرئيس لليمن وأحبه مع عرفوه قبل أن يكون رئيساً، فسيرتُه مليئةٌ بالجهاد والإخلاص والصدق والتقوى، وهي السيرة التي أكسبته محبةَ الناس ورضا الله، فقد كان الصمّــادُ خلال رئاسته يرد على الملاحظات التي تنتقدُه على عدم اهتمامه بالظهور الإعلامي بترديد هذه الآية “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا” (صدق الله العظيم). وهنا سندركُ خلالِ تتبعنا لسيرة الصمّــاد عمق ارتباطه بالله وثقته به وبوعده.