الجيش واللجان ينفردون بتنفيذ الخطوة الأولى من اتّفاق الحديدة والعدوان يجاهر بالعرقلة
المسيرة | ضرار الطيب
في خطوةٍ جديدةٍ قطعت الطريقَ أمام ألاعيب ومغالطات تحالف العدوان ومرتزِقته وفضحت عرقلتَهم لتنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، بدأت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة، أمس السبت، تنفيذَ عملية إعادَة الانتشار (من طرف واحد) في كُـــلٍّ من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، بترحيب وإشراف من قبل الأمم المتحدة ولجنتها المختصة برئاسة الجنرال مايكل لوليسغارد، خطوة قابلتها حكومة المرتزِقة بارتباك دفعها لكيل الاتهامات للأمم المتحدة ومحاولة التشكيك في إعادَة الانتشار، الأمر الذي مثّل اعترافاً بأن تحالف العدوان وأتباعه لا يريدون تنفيذ الاتّفاق بأي شكل من الأشكال.
ترحيبٌ أممي: هذه أول خطوة عملية منذ إبرام الاتّفاق
إعادَةُ الانتشار من طرف واحد، جاءت على ضوء مبادرة أحادية قدمها الفريق الوطني إلى الأمم المتحدة، وقد أعلن رئيس لجنة تنسيق إعادَة الانتشار الأممية، لوليسغارد، مساءَ أمس الأول في بيان، “ترحيبه” بهذا العرض.
وأكّــــد لوليسغارد أن “بعثة الأمم المتحدة لدعم اتّفاق الحُديدة (أونمها) ستقوم بمراقبة عملية إعادَة الانتشار الأُحادي الجانب هذه والإبلاغ عنها، والتي سوف تبدأ في يوم 11 أيار/ مايو 2019 وستكتمل يوم 14 أيار/ مايو 2019”.
وأضاف أن “هذه هي الخطوة العملية الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتّفاق الحديدة”، وهو ما يشهد على جدية الطرف الوطني في تنفيذ الاتّفاق كون هذه الخطوة تأتي بشكل أحادي.
ويوم أمس بدأت فعلاً عملية إعادَة الانتشار الأحادية من الموانئ الثلاثة، بإشراف من الأمم المتحدة، وبحضور رئيس لجنة التنسيق وإعادَة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد.
وصرّح المبعوثُ الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس السبت، أن بعثة الأمم المتحدة قامت برصد البدء في إعادَة الانتشار الأحادي في الموانئ، في تأكيد على المضي في التنفيذ العملي.
هذا الترحيب والإشراف من قبل الأمم المتحدة، قطع كُـــلّ الطرق أمام تحالف العدوان ومرتزِقته لمحاولة التشكيك في سلامة العملية، وأكّــــد على الجدية العملية من قبل قوات الجيش واللجان في المضي نحو السلام، فيما بقي طرف المرتزِقة غائباً ليؤكّــــدَ على موقفه السلبي وعرقلته الواضحة للاتّفاق.
تحالفُ العدوان على لسان مرتزِقته: الأممُ المتحدة عدوتنا ولن نتحَــرّكَ من أماكننا
بالنسبة لتحالف العدوان، فقد كانت إعادَة الانتشار الأحادية من قبل الجيش واللجان، بمثابة فضحية له ولرغبته ومخطّطاته لإفشال الاتّفاق والسعي لعرقلته بأي شكل من الأشكال، ولم تكد الأمم المتحدة تعلن عن ترحيبها وإشرافها على هذه الخطوة، حتى أوعز “التحالف” إلى حكومة المرتزِقة بأن تبدأ بالهجوم على الأمم المتحدة نفسها، ومحاولة التشكيك في سلامة العملية، وهو ما يضيف إلى الفضيحة مزيدا من “الوقاحة” في المجاهرة بنوايا عدم الالتزام بالاتّفاق.
وفي هذا السياق ظهر محافظ الحديدة المعيّن من العدوان، المرتزِق “الحسن طاهر” على قناة العربية السعودية، أمس، ليعلن بحماس أن “الأمم المتحدة هي العدو الواضح” وان حكومته “لا تثق بها”، وهو هجومٌ يكشف حقيقة موقف العدوان ومرتزِقته من اتّفاق السويد وسعيهم الواضح لمنع تنفيذه حتى ولو كلف اللجوء إلى الأساليب المتهورة الطفولية.
المرتزِق طاهر لم يكتفِ بذلك، وأضاف معلناً التعنتَ بالوضوح والمجاهرة بمواصلة عرقلة الاتّفاق: “نحن متمركزون في أماكننا ولن نتحَــرّك قيد أنمله” وهو اعترافٌ آخر أكثر وقاحة في الإعلان عن رغبة تحالف العدوان في منع التقدم حتى في الخطوة الأولى من الاتّفاق.
فريقُ حكومة المرتزِقة، هو الآخرُ انطلق لإشباع رغبة العرقلة المستعرة لدى تحالف العدوان، وبحسب وسائل إعلام العدو فقد، أبلغ فريق المرتزِقة الجنرال لوليسغارد بالاحتجاجِ على عملية إعادَة الانتشار الأحادي، كما أعلن تعليق الاجتماعات مع بعثة الأمم المتحدة في محاولة واضحة ومستميتة لمنع المضي قدماً في الاتّفاق.
وعلى المستوى الفردي، تباينت ردود أفعال أعضاء فريق حكومة المرتزِقة في لجنة إعادَة الانتشار، فبينما وصف المرتزِق صغير بن عزيز، هذه الخطوة بأنها “تحايل” على الاتّفاق، أعلن المرتزِق صادق دويد دعمَه لها، فيما قال المرتزِق عسكر زعيل، إن فريقه لا يقبل بأية خطوات أحادية.
تناقُضٌ يكشف الارتباكَ الواضح والعشوائية التي يتصرف وفقها وفد حكومة المرتزِقة بشكل عام، وخاصة إزاء الخطوة المحرجة التي أعلنها الطرف الوطني وبدأ بتنفيذها بترحيب وإشراف من الأمم المتحدة، لكن محصلة تلك التناقضات ما زالت تحمل كُـــلّ تأكيد على أن مسار تحالف العدوان ومرتزِقته يمضي باتِّجاه عرقلة الاتّفاق بشكل كامل، وعدم الاستعداد والرغبة حتى في تنفيذ خطوة أولى منه.
وتوضح هذه المواقفُ الفاضحة حقيقةَ تعامل العدوان مع اتّفاق السويد منذ البداية، حيث دأبت على عرقلته والاستفادة من تأخر تنفيذه زمنيا في محاولة تلفيق الاتهامات للجيش واللجان الشعبيّة، وتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي، على أنها فشلت حتى في ذلك، إذ لم تتوقف عن خرق الاتّفاق يوماً واحداً منذ بدء سريانه.
عبدُالسلام: أمام الأمم المتحدة فرصةٌ لإجبار الطرف الآخر على الالتزام
بمقابل التصريحاتِ والمواقف السلبية والفاضحة لحكومة المرتزِقة وممثليها، جاءت مواقفُ الطرف الوطني وحكومة المجلس السياسي الأعلى، معبرة عن حرص شديد على تنفيذ الاتّفاق والمضي نحو السلام، وهو حرصٌ تم إثباتُه عملياً قبل كُـــلّ شيء من خلال المبادرة الأحادية بإعادَة الانتشار من طرف واحد في الموانئ الثلاثة، وقد فضح هذا الحرص نوايا وخطط العدوان ومرتزِقته لعرقلة الاتّفاق ومنع تنفيذه.
وعلى هذا الجانب، أكّــــد رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عَبدالسلام، أمس، أن خطوة الأمس تمت بإشراف أممي، مُضيفاً أنه باتت “أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن فرصةٌ لإجبار الطرف الآخر على تنفيذ ما يلزمه دون مماطلة” بحكم ان الاتّفاق ينص على تنفيذ خطوات متزامنة من الطرفين.
وأضاف عَبدالسلام “بدلاً عن بيع الكلام فلتثبتوا ولو مرة واحدة مصداقيتكم على الأرض” في انتقاد لاستمرار المماطلة في دفع الطرف الآخر على الالتزام بالاتّفاق، بينما يقوم الطرف الوطني بخطوات عملية أحادية تقطع كُـــلّ الشكوك والتضليلات.
الفريقُ الوطني بلجنة التنسيق: على الطرف الآخر تنفيذُ ما عليه
من جانبه، أكّــــد عضو الفريق الوطني في لجنة التنسيق وإعادَة الانتشار، العميد محمد القادري، على أن الجيشَ واللجان “نفذوا ما عليهم من التزامات المرحلة الأولى لإعادَة الانتشار” وأن “على الأمم المتحدة إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته”..
وأوضح القادري أن هذه الخطوة جاءت بـ “مبادرة وجهت بها القيادة السياسية” وأضاف: “نأمل أن يتلقفها الطرف الآخر وينفذ ما عليه من التزامات بحسب الاتّفاق”.
وعلى السياق ذاته، قال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم في تصريحات لقناة الميادين الإخبارية إن “انسحاب الجيش واللجان يؤكّــــد أن دول العدوان هي التي تعيق تنفيذ الاتّفاقات” وَإن “على الطرف الآخر أن ينفذ التزاماته بدوره”.
نائب وزير الخارجية: خطواتنا الأحادية فضحت الأطراف المعيقة
بدوره، أكّــــد نائب وزير الخارجية، حسين العزي، أن خطوة إعادَة الانتشار الأحادية، تؤكّــــد “حرص القيادة على التخفيف من معاناة الشعب والتمسك بعملية السلام”.
وأوضح في تصريحات لصحيفة الثورة أن هذه الخطوة مثلت “رسالة معتمدة في فضح الأطراف المعيقة”، مشيراً إلى أن “فشل اتّفاق الحديدة سيفضي إلى مخاطرَ كبيرة لن تقتصر على مصالح اليمنيين فقط”.
وأضاف العزي: “نأمل في الضغط على الطرف الآخر للوفاء بالتزاماته والتخلي عن منهجية التعنت والتعطيل”.
المكتب السياسي لأنصار الله: هذه الخطوة تؤكّــــد جديتنا وحرصنا على السلام
إلى جانب ذلك، أكّــــد المكتب السياسي لأنصار الله ترحيبه وإشادته بالخطوة الأحادية التي نفذها أبطال الجيش واللجان في الموانئ الثلاثة بالحديدة والتي تمت بتنسيق وإشراف من قبل الأمم المتحدة.
وقال المكتب في بيان له، أمس: إن “هذه الخطوة الأحادية تعكس حرصنا وجديتنا في تنفيذ اتّفاق ستوكهولم وحرصنا على إنجاح كُـــلّ مساعي السلام”.
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي “في الوقت الذي يستمر فيه تحالف العدوان في المماطلة والعرقلة في تنفيذ التزاماته بهدف إفشال اتّفاق ستوكهولم، وتتزامن هذه العرقلة مع استمرار خروقاته اليومية ومحاولاته نحو التصعيد وتفجير الأوضاع”
وشدد مكتب أنصار الله السياسي على ضرورة قيام الأمم المتحدة بدورها في “الضغط على طرف العدوان لاتخاذ خطوات مماثلة بما يسهم في تنفيذ اتّفاق ستوكهولم وتحقيق السلام”.