نسائمُ رمضان ونورانياتُ قرين القُــرْآن .. بقلم/ سعاد الشامي
شهرٌ ليس كبقية الشهور، وقائدٌ ليس كبقية القادة، وشعبٌ ليس كبقية الشعوب، وأحاسيسُ مختلفةٌ لها نفحاتُها المقدَّسة ونبضاتُها الروحانيةُ الفريدة.
إنها رسالةُ النور على بساط الأثير تطرِّزُها المحاضراتُ الرَمْضَــانَيةُ العابرة قلوبنا مع المكوث من أقصى شمال الوريد إلى أقصى جنوب الشريان وثائرة في الوجدان من أطراف مغارب الغفلة والضلال إلى أطراف مشارق الهدى والبصيرة..
إنها رسالةٌ والمرسِلُ فيها هو علَمُ الهدى ونبراسُ الاتقياء وسيدُ النبلاء وحليفُ الأولياء هو القائدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه والذي تفرّد بالخوف الشديد على أبناء شعبه من آفة الانزلاق إلى مربع الضلال والذي يعد أخطرَ عليهم من أي شيءٍ غيره، فكيف يكون منه وهو الحريص عليهم أن يضيع فرصة عظيمة كشهر رَمْضَــانَ دون استثمارها ومنح شعبه المؤمن العظيم قبساً من نور الهداية بما يعود عليهم بالمنفعة العظيمة عبر دروسه الإيْمَانية والتربوية التي تلامس وجدانهم وتزكي نفوسهم وتشرق بها أرواحهم وَتبدد فيهم ظلام الضلال ودجى الغفلة.
رسالةٌ فحواها ومحتواها وميدانها هي النفس المؤمنة فلم تخرج مفردة واحدة في هذه الدروس عن هذا النطاق الإيْمَاني، فكل الكلمات تبحثُ عن جوانب القصور والضعف لدى النفس المؤمنة وتبين المخاطر التي تهدّد فطرتها الإنْسَانية وتهتك ستر إيْمَانها، فتضع لها الحلولَ والمعالجاتِ وترشدُها إلى أساليب الوقاية والحماية وتحذرها من العواقب وترسم لها الغاية المنشودة من هذه الحياة.
إنها رسالةٌ والمستقبلُ هنا هو شعبُ الإيْمَان والحكمة وأبناؤه ذوو القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة، يمن الأنصار الذين حملوا راية الإسْــلَام عالية وكانوا السباقين إلى الإيْمَان والنصرة والذين ما زالوا لليوم يجسدون قُــــوَّةَ إيْمَانهم بثقافة القُــرْآن ومواقف العزة والكرامة الرافضة للضيم والجبروت، وبما أن الرسالةَ الملقاةَ هي رسالةٌ إيْمَانية بحتة فإن من لم يستطع تقبُّلَها هم قساة القلوب وعميان البصيرة الإيْمَانية أما هذا الشعب اليمني المؤمن فهو يمتلكُ كُــــلَّ المقومات الإيجابية المؤدية إلى سرعة الاستقبال وحتمية التقبل.
رسالةٌ موعدُ إرسالها ثابت لا يتغير هو شهر رَمْضَــانَ، شهر القُــرْآن وترويض النفس وصفاء الوجدان، شهر الرحمة والمغفرة والرضوان، شهر الهدى والتقى، الشهر الذي يكون الناس فيه أقربَ إلى الله يسعَون إلى طاعته ويرجون مغفرته.
أوَليست مثل هذه الرسالة النورانية جديرة بأن نوليَها الرعايةَ والامتنانَ وأن نعيرَها جُلَّ اهتماماتنا ونقابلَها بالشكر والعرفان وأن نتركَ لعقولنا وافئدتنا فرصةَ اغتنامها وأن ندعَ خلايانا تسبح بقداسة هدفها كلما شربنا زلال الهدى من نهر غزير لا تنضب فوائده ومباركة روافده من وحي السماء.!!؟؟