الوضع الراهن للتحقيق في الحوادث المرورية .. بقلم/ محمد عبدالمؤمن الشامي
تعتبر السلامة المرورية مطلب هاماً ورئيساً للحفاظ على أرواح مستخدمي الطريق والتخفيف من الأثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عنها. لذلك فقد اهتمت العديد من الدول وخَاصَّة الدول الصناعية بالسلامة المرورية واعتبرتها من القضايا الرئيسية الهامة إدراكاً منها للعلاقة المتبادلة بين الحوادث المرورية والنواحي الاجتماعية والاقتصادية وتبدي الدول المتقدمة في مجال السلامة المرورية اهتماماً بالغاً بمشكلة حوادث الطرق ونتائجها ضمن استراتيجيتها للسلامة المرورية، لذلك فلقد وضعت الخطط والإجراءات الاحتياطية التي تهدف إلى رفع مستوى السلامة المرورية والحد من خسائرها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والتخفيف من آثارها وأضرارها، حَيْــثُ تم تخصيص ميزانيات مستقلّة لخطط ومشاريع السلامة المرورية التي شملت إجراء الدراسات وتنفيذ أعمال التحسينات الهندسية ومعالجة مواقع الحوادث المرورية الخطرة مما كان له أَكْبَــر الأثر في انخفاض وفيات حوادث الطرق في اوروبا الغربية بنسبة 10 % خلال العشر سنوات الأخيرة. أما في فرنسا فقد انخفضت وفيات حوادث الطرق بنسبة 20 % عام 2003 وتشير التوقعات إلى أنه حتى عام 2020م ستنخفض نسبة وفيات حوادث الطرق في هذه الدول لتصل إلى حوالي 30 %.
أما في الدول العربية وبسبب ضعف الجهود المبذولة في مجال تحسين مستوى السلامة المرورية على الطرق ازداد الوضع سوءاً حتى وصلت نسبة الوفيات الناجمة من الحوادث المرورية في المنطقة العربية إلى حوالي 20 % خلال العشر سنوات الأخيرة ومن المتوقع أن تحتل الوفيات الناجمة عن حوادث المرور العنصر الرئيسي الثالث في قائمة أسباب الوفيات والإصابات الخطرة في المنطقة العربية بحلول عام 2020 م وذلك في حالة استمرار الوضع الحالي وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة ومع ذلك فان معظم هذه الدول ليس لديها الاهتمام المناسب بمسببات ونتائج حوادث المرور، واليمن كسائر الدول العربية يعاني أيضاً من مشكلة ارتفاع معدلات حوادث المرور وما تخلقه هذه الحوادث من خسائر بشرية واقتصادية وتشير إحصائيات الحوادث المرورية الصادرة من الإدَارَة العامة لشرطة السير أن عدد الحوادث بين عام 2010م و2014م بلغت(46879) أما عدد وفيات الحوادث المرورية بلغت (12052) وفاة، أما بالنسبة للإصابات فقد بلغت عدد الإصابات البليغة 31625 إصابة والإصابات البسيطة 34915 إصابة.
وَفي ظل تلك الحوادث المرورية باليمن والآثار المترتبة عليها، وبالنظر إلى واقع إجراءات التحقيق المروري في اليمن نجد أن التحقيق عاجزًا عن الوصول إلى الأسباب الحقيقية للحوادث المرورية وذلك بسبب القصور في إجراءاته وعدم استخدام النموذج موحد لمحاضر التحقيق، وعاجزًا عن توفير معلومات وبيانات يمكن الاستفادة منها في النيابة العامة للمرور والقضاء المختص بإصدار الإحكام والقرارات لتحديد المسؤولية، ومن جهة ثانية لرسم السياسات والخطط التي من شأنها أن تسهم في تخفيض أعداد الحوادث المروريّة والتبعات الناتجة عنها من وفيّات وإصابات بشريّة وأضرار ماديّة..، نسأل الله السلامة للجميع.