صحيفة ألمانية: الإعلام الغربي يخفي الأرقام الحقيقية لحجم الخسائر والأضرار التي تعرضت لها اليمن بفعل العدوان
المسيرة: ترجمات
مع حلول العام الخامس من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، واستمرار بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا في بيع مختلف الأسلحة لتحالف العدوان لقتل المزيد من اليمنيين، ما تزال وسائل الإعلام الغربية متمسكةً بالأرقام الأولية لإحصائيات الخسائر المادية والبشرية التي أحدثها العدوان على اليمن في الربع الأول من عمره، على الرغم من تضاعف تلك الإحصائيات حتى وصلت إلى أرقام مخيفة بعد أَكْثَـــر من أربعة أعوام.
التعتيمُ الإعلامي المتعمد الذي تنتهجه وسائل الإعلام الغربية حول الإحصائيات والأرقام الحقيقية والكارثية يكشف انسجام المواقف بين وسائل الإعلام وأنظمة بعض الدول، وهو ما يؤكّــــد حجم النفاق العالمي تجاه القضية اليمنية، وهذا ما تحدثت عنه صحيفة ألمانية وصفت هذا التعتيم الإعلامي المتعمد بإحدى السمات البارزة في العدوان على اليمن.
وأشارت صحيفة “شاتن بليك” الألمانية في تقرير لها إلى أن وسائل الإعلام الغربية بعد أربع سنوات من الحرب على اليمن ما زالت تتحدث عن سقوط 10 آلاف مدنيّ جلهم أطفال ونساء، مؤكّــــدةً أن هذا الرقم هو ذات الرقم الذي تحدثت عنه تلك الوسائل الإعلامية بعد انتهاء العام الأول فقط من العدوان الأمريكي السعودي على اليمن.
وأبدت الصحيفة استغرابها إزاء هذا الإعلامي المفضوح، والذي يتزامن مع تحَــرّكات لإبعاد التهم عن دول أوروبية متورطة في دعم تحالف العدوان بالأسلحة التي يتم استهداف الأطفال والمدنيين بواسطتها، ويأتي في مقدمتها “فرنسا”.
وإزاء ذلك أكّــــدت الصحيفة أن “الرفض اللافتَ لعدد من وسائل الإعلام الغربية والسياسية الغربية لتسمية ما يجري في اليمن بالمذبحة الكبرى والعمل على تصحيح الرقم المتداول بصورة مستمرة وفقاً لمجريات الحرب لا يمكن فهمُه سوى بأنه تقليل من شأن ما يجري في اليمن مراعاة للطغاة في الرياض وأبو ظبي، الذين أصبحوا على مدار الأربعة أعوام الماضية من أهم العملاء الأجانب للمعدات العسكرية الأميركية والفرنسية والألمانية”.
وقالت شان بليك: “إن إحدى السمات البارزة للحرب في اليمن هي تمسك وسائل الإعلام الغربية منذ أمد طويل بعدد القتلى البالغ 10 آلاف قتيل على الرغم من أن وكالات الأمم المتحدة العاملة في مجال الإغاثة وتشغيل اللاجئين في اليمن قد أعلنت عدة مرات عن “أشد أزمة إنسانية في العالم” بسبب انتشار المجاعة وتفشي وباء الكوليرا”.
وفي السياق أشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على أرقام أَكْثَـــر موثوقية لحجم الأضرار والخسائر المادية التي تعرضت لها اليمن، وذلك من خلال دراسة مكونة من 68 صفحة بعنوان “تقييم تأثير الحرب على التنمية في اليمن”، قامت بها جامعة دنفر، وهي أقدم جامعة خاصة في منطقة جبال الروكي في الولايات المتحدة بتكليف من الأمم المتحدة.
وبحسب الصحيفة الألمانية فإن الدراسة تشير إلى أنه “نظراً للتطورات الجارية في هذه الحرب حتى نهاية العام 2019 يكون عدد الأشخاص الذين سقطوا 230 ألف قتيل بشكل مباشر عبر القصف وغير مباشر لدواعي الجوع أَو المرض أَو اعتلال الصحة نتيجة قصف الطائرات المقاتلة السعودية والإماراتية للبنية التحتية للدولة أَو بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على المناطق الواقعة تحت سيطرة من وصفتهم “الحوثيين””، لافتةً إلى أن “غالبية ضحايا اليمن هم أطفال دون سن الخامسة”.
ومع استمرار العدوان وارتكاب المجازر المروعة وسط النفاق الدولي والأممي، أكّــــدت الدراسة وفقاً للصحيفة أن “هذا سيفقد اليمن بحول نهاية هذا العام 0.8 بالمائة من سكانها البالغ إجمالي عددهم 30 مليون شخصاً نتيجة الحرب”.
وأضافت الصحيفة “خلص مؤلفو الدراسة إلى أن سنوات الحرب الخمس تسببت في إحداث 89 مليار دولار من الأضرار الاقتصادية لليمن. في تقرير دنفر”، مشيرة إلى تصريحات المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك التي قال فيها “إن الصراع المستمر في اليمن قد أعاد التنمية الاجتماعية هناك بالفعل إلى ما قبل واحد وعشرين عاماً”.
وقالت الصحيفة “إن الدراسة حذرت من تعاظم الآثار السلبية للصراع الدائر بأضعاف مضاعفة على مسار التنمية”، مضيفةً “حتى حكومة هادي، التي تحكم من مدينة عدن الساحلية منذ أربعة أعوام بعد طردها من العاصمة صنعاء، لا يمكنها أن تساعد في إدراك العواقب المدمرة للحرب”، متطرقةً إلى التصريحات التي يدليها وزراء حكومة فنادق الرياض والتي تؤكّــــد مساعيَهم الحثيثة في التغطية على الجرائم والممارسات الكارثية التي يرتكبها تحالف العدوان.