استمرار “إعادة الانتشار” الأحادية في موانئ الحديدة والأمم المتحدة تؤكّـــد سلامة الإجراءات
المسيرة | ضرار الطيب
لليوم الثاني على التوالي واصلت قُـــوَّاتُ الجيش واللجان الشعبيّة المضيَّ في تنفيذ الخطوة العملية الأولى من اتّفاق الحديدة، من خلال عملية إعادة الانتشار الأحادية في موانئ الحديدة الثلاثة، بحضور وإشراف وترحيب من قبل الأمم المتحدة التي أكّـــدت، أمس أن العملية تسير وفق الخطة الموضوعة، في الوقت الذي ما زال فيه طرفُ المرتزِقة يواصلون التأكيدَ على رغبة تحالف العدوان في عرقلة تنفيذ الاتّفاق من جانب، إلى جانبِ التأكيد على كونهم مجرد أدواتٍ بعيدة عن مصدر القرار، حَيْــثُ أثبتت ردود أفعالهم منذ أمس الأول، أن فهمهم لعملية إعادة الانتشار لا يمُتُّ بأية صلة لواقع اتّفاق السويد.
وفي بيان رسمي عنها، أكّـــدت الأمم المتحدة، أمس الأحد، أن عملية إعادة الانتشار الأُحادية من قبل قُـــوَّات الجيش واللجان الشعبيّة في موانئ الحديدة الثلاثة “تسير وفْــقاً للخطط الموضوعة”، وهو ما يجدد التأكيد على زيف التضليلات التي حاول طرف المرتزِقة إثارتها حول سلامة وقانونية هذه الخطوة.
وأضاف البيان أن “فرق الأمم المتحدة راقبت الموانئ الثلاثة في وقت واحد، عند خروج القُـــوَّات العسكرية منها، وتولي خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها” وهو أَيْضاً ما ينسف مزاعم العدوان التي أثارها سابقاً حول طبيعة السلطة المحلية التي ستتولى إدارَة الموانئ، حَيْــثُ حاول على مدى الفترة الماضية تكريس تفسيره المغلوط لهذه الجزئية، مدعياً أنه يجب تسليم الموانئ لسلطات المرتزِقة.
وأوضحت الأمم المتحدة أنها ستقوم بإجراء التحقيق الرسمي لعملية إعادة الانتشار هذه يوم غد الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيسُ لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الفريق مايكل لوليسغارد، ضمن البيان نفسه: إن هذه الخطوة تمثل “الجزء الأول من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة وفْــقاً لاتّفاقية ستوكهولم”، في تأكيد إضافي على جدية الجيش واللجان في تنفيذ الاتّفاق بشكل عملي.
بيانُ الأمم المتحدة قطع الطريق أمام كُــــلّ التضليلات والمغالطات التي ظل طرفِ المرتزِقة يرددُها منذُ أمس الأول، حَيْــثُ زعموا عدمَ سلامة هذه الخطوة ولجأوا إلى مهاجمة الأمم المتحدة نفسها ووصفها بـ “العدو”.. تضليلات مرتبكة أفصحت عن كونها ترجمةً سريعة لرغبات وتوجهات دول العدوان في عرقلة الاتّفاق بأي شكل من الأشكال.
ويكشفُ صمتُ تحالف العدوان إزاء خطوة الجيش واللجان الأُحادية، ودفعه بمرتزِقته للاعتراض، أن “التحالف” لجأ إلى توقيع اتّفاق السويد فقط للهروب من الضغوط الدولية، وأن حكومة المرتزِقة لم تكن إلا مجرد أداة للتوقيع، وهي الحقيقة التي تؤكّـــدها أَيْضاً ردود فعل قيادات وممثلي حكومة المرتزِقة منذُ أمس الأول، حَيْــثُ كانت تفسيراتهم لعملية إعادة الانتشار بعيدةً كُــــلَّ البُعد عن الواقع، وكشفت أنهم لم يكونوا طرفاً حقيقيًّا في اتّفاق السويد ولم يفهموا أبسطَ ما جاء فيه.
وقد تضمن بيان الأمم المتحدة، أمس، توضيحاً حاسماً لعملية إعادة الانتشار، حَيْــثُ تحدث البيان عن عملية انسحاب القُـــوَّات العسكرية وإحلال قُـــوَّات الأمن المحلية بدلاً عنها، وليس كما يحاول المرتزِقة تفسيرها بأنها عملية تسليم للموانئ لقُـــوَّاتهم؛ لأَنَّ ذلك لا علاقة له بالاتّفاق، علاوة على كونه زعماً هزلياً وغير واقعي، إذ لو كان الأمر عملية استسلام لما كان هناك ضرورةٌ للجوء إلى مشاورات والتوقيع على اتّفاق برعاية الأمم المتحدة.