أهميّةُ التذكير بالآخرة في محاضرات القيادة القُـــرْآنية .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
لو تأمّلنا قليلاً في قصص الأنبياء – عليهم صلواتُ الله أجمعين – ورأينا مدى المسؤولية الكبيرة التي حملوها على كواهلهم لهداية البشر، ودعوتهم إلى دين الله وعبادة الله الأحد والتنفير من عبادة الأوثان والوحوش الصّمّاء والتذكير بوعيد الله الأعظم الذي سيجتمع به بني آدم قاطبة في ساحة المحشر للحساب والجزاء..
السيّدُ القائد – حفظه الله – الآخذُ بمجامع علم تفسير آيات كتاب الله بدقّة، حمل على كاهله هذه المسؤوليةَ الكبيرة وهي ”هداية الأمّة“ التي أصبحت شبه غافلة ونائمة.
ولا يستطيعُ أحدٌ أنّ يتحمّلَ هذه المسؤولية سوى ”الأنبياء وَالأولياء“ فكان السيّدُ القائد نِعْمَ القُـــرْآن الذي مشى الأرض بعد أخيه الشهيد القائد والإمام الخُميني والسيّد حسن نصر الله والقائد الخامنئي..
أشار القائد في محاضراته ”الرابعة والخامسة“ عن أهمّ شيء وأهمّ ما يُذكِّرنا الله به في مُحكم كتابه مراراً وتكراراً وهو ”الوعد والوعيد“ وَ”الحساب والجزاء“ وكما تحدَّث القائد عن أسباب هذا النّسيان الخطير الذي قد يُحدق بالأمّة الإسلاميّة إلى الهلاك إذَا ما عادت إلى كتاب الله والتأمّل والخروج بفائدة واحدة على الأقل من الآيات العطرة..
الانحرافُ السائدُ في بعض الناس نتيجة إتباع شهواتهم ورغباتهم أدت إلى الغفلة التّامة ونسيان اليوم الموعود، وحالة الغفلة حالة خطيرة جداً فنتائجها السيئة الإعراض عن الأعمال الصالحة وتصحيح وضعيّة الإنْسَان والتحَــرّك الجاد.. وأهمّ نتيجة مرض الغفلة وأخطرها هي ”ضعف الإيْمَــان والبصيرة “ وكذا تُسبب في إنكارهم وتكذيبهم لليوم الموعود.. وجعلوا الحياة الدنيا المؤقتة إلى حياة عابثة لا قيمة لها!! وهذه نتيجة ما ذكرتهُ الآية العظيمة عن حالة الغافلين الذين نسوا الله ونسوا الآخرة ”اقْتَرَبَ للنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ في غَفْلَةٍ مُعْرِضُوُنَ“.
ووضعنا السيّد القائد عند محطّة ما سيحدثُ في الطامّة الكُبرى من هولٍ وخوف وتعجّب التي ستحدثُ فيها نهاية الحياة الدنيا ونهاية الكون وما فيه من دوائب وجبال وسماوات وأراضين، وستُحشر كُلُّ الأجيال والأمم من أول مولود في عهد أبينا آدم إلى آخر مولود على هذه الأرض في أي زمانٍ كان..
فخُلاصةُ القول أنَّ القُـــرْآن كما ذكر السيّد القائد ”كتاب إنذار وإشارة“ يُنذرنا في الوقوع في زلّات الخطايا وعثرات الابتعاد عن الله، وكما أنّ الأنبياء والرسل ”مُبشّرون ومنذرون“.. فما أحوجنا للرجوع إلى هذا الكتاب الذي جاء ليُعيدَ ترميمَ أنفسنا ويضع لنا حالةَ اليقظة لتصحيحِ استقامتنا الدينيّة وضبط مسيرة حياتنا قبل فوات الأوان.