مجزرة حي الرقاص بالعاصمة صنعاء.. الإفلاسُ الأخلاقي للعدوان
المسيرة| خاص:
استفاق سكانُ العاصمةِ صنعاءَ بشكل مفاجئ عند حوالي الساعة الثامنة صباحاً، أمس الأول الخميس على وقع جريمة بشعة اهتزت لهولها كُــــلُّ المحافظات اليمنية، حَيْــثُ كان أهالي حارة الرقاص تقاطع شارع الرباط جوار مدرسة نسيبة على موعد مع الموت نائمون وصائمون في اليوم الحادي عشرَ من شهر رمضانَ المبارك عندما شنَّت طائراتُ العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي عَــدَداً من الغارات الإجرامية استهدفت حياً سكنياً مكتظاً بالسكان من بينها منزل الصحفي عبدالله صبري -رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين-، ومنزل المواطن خالد البحري، ومنازل أُخْــرَى، أودت بحياة 77 مواطناً ما بين شهيداً وجريحاً.
ووفقاً لبيان وزارة الصحة، أمس الجمعة، فإن الحصيلة النهائية لحصيلة ضحايا غارات العدوان السعوديّ الأمريكي في حي الرقاص بعد انتهاء عمليات انتشال الضحايا والجرحى من تحت الأنقاض بلغت ستة شهداء، منهم أربعةُ أطفال من أسرة واحدة ورجلين، فيما بلغ عدد الجرحى 71 منهم 27 طفلاً و17 امرأة و27 رجلا.
وفي ردود الأفعال الواسعة، ندّد محمد عبدالسلام –الناطق الرسمي لأنصار الله-، بجريمة قصف حي الرقاص السكني، معبراً عن تضامُنِه الكامل مع رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري، الذي أصيب مع عدد من أفراد أُسرته في المجزرة المروّعة، وكذا بقية الضحايا المستهدفين في هذه الجريمة، داعياً المنظمات والهيئات الإعلامية وكل الأحرار في العالم إلى إدانة هذه السلوك السعوديّ الأمريكي المتوحش.
وأضاف عَبدُالسلام في تصريح على صفحته الشخصية بـ “تويتر”، أمس الأول الخميس: على حالها من الإفلاس الأخلاقي تصرُّ مملكة العدوان على ارتكاب جرائمها الوحشية، حَيْــثُ أغار طيرانُها الأمريكي في نهار هذا اليوم من رمضانَ على حي سكني وسط العاصمة صنعاء مخلفاً عَــدَداً من الشهداء والجرحى جلهم أطفال ونساء، مبيناً أن عدمَ تحييد المدنيين حماقةٌ كبرى وعواقبها كارثية على قوى العدوان.
واستغرب ناطقُ أنصار الله من وقاحة وقباحة ناطق تحالف العدوان الذي يخرج بعد كُــــلّ جريمة وحشية ليسوقها إنجازاً عسكريّا، فيما العالم يراها أشلاء ممزقة للنساء والأطفال تنتشل من تحت ركام المنازل.
وما يزيد الوجع وجعاً ورقعة المأساة الإنْسَــانية اتساعاً هي قصة الأم “جمالة” الناجية من تحت الركام بعد أن فقدت أطفالها الأربعة في مجزرة حي الرقاص بصنعاء، والتي لا يسع كُــــلَّ من سمعها أَو شاهداً إلا أن يذرفَ دموعَه ألماً وحسرةً على تلك الأُم الثكلى والمكلومة بشكل خاص وعلى هذا الوطن المسفوح دمه في كُــــلّ بقعة ظلماً وعدواناً على أيدي النظام السعوديّ ومن وراءه أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل دول ومنظمات العالم بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذين يفضلون التزام الصمت مدفوع الثمن تجاه ما يجري بِحَـقّ الشعب اليمني من حرب إبادة وقتل جماعي وحصار اقتصادي مميت لم يشهد له العالم مثيل من قبل على مدى أَكْثَـــرَ من أربع سنوات.
لم تكن تعلم المرأةُ اليمنيةُ الجريحة “جمالة” الناجية من قصف العدوان على حي الرقاص وهي تتحدث من فوق سريرها بأحد المستشفيات لعدسة قناة “المسيرة” ولا تزال تجهل مصير أبنائها قائلة:” يارب طمني على أولادي، الله ينتقمهم الله ينتقمهم، ابني بصف سادس نجح لصف سابع، وطفلي الصغير بصف أول نجح وجاء الأول على زملائه، وابني عبدالرحمن المعاق ماعيقدر يتحمل الكبده هذه بكلها”.
الأم “جمالة” هي زوجة المواطن أحمد شرف مقبل، رجل مريض فقير ومقعد جراء المرض، حَيْــثُ لا يزال في يرقد في العناية المركزة، بعد أن فقد كُــــلَّ أطفاله ولم يبقَ له في هذه الدنيا سوى “جمالة” وحزنُهما المكبودُ في قلوبهما مدى الحياة.