ناطق وزارة الصحة لصحيفة “المسيرة”: الوضع الصحي باليمن كارثي وخروج 95 % من الأجهزة في المستشفيات عن عمرها الافتراضي أَو تعطلها
المسيرة| هاني أحمد علي:
كشفت الأممُ المتحدةُ عن وجهِها الحقيقي واشتراكِها بشكل رئيسي إلى جانب تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي في قتل اليمنيين وحصارهم على مدى أَكْثَـــرَ من أربع سنوات، فبعدَ أعوام من الصمت المخجل والمخزي تجاه كُــلّ المجازر والجرائم التي ارتكبها طيران العدوان بحق المدنيين الأبرياء في عموم المحافظات اليمنية، خرجت لإطلاق تصريحات رسمية، أمس رداً على الدول التي عرضت استقبال جرحى جريمة حي الرقاص وتقديم العلاج وإجراء اللازم لهم كخطوة إنْسَــانية بعد تجاهل العالم دورَه في إنقاذ اليمن والضغط على تحالف العدوان بإيقاف الحرب العبثية التي يشنها بلا هوادة على شعبٍ أعزلَ وبدون وجه حق.
وفي الوقت الذي كان يجبُ على الأمم المتحدة الاستجابةُ سريعاً لدعوات تلك الدول الشقيقة والصديقة لاستقبال الجرحى اليمنيين أغلبُهم من النساء والأطفال في عواصمها لتقديم العلاج لهم، إلا أنها أطلقت تصريحاتٍ عاجلةً تزعمُ أنها تقومُ باللازم ولا حاجة لأية مساعدة، الأمر الذي دفع وزارة الصحة لإصدار بيان يوضحُ تخاذُلَ المؤسّسة الأممية ومنظماتها في تقديم الدعم اللازم للمستشفيات الحكومية التي باتت تخرج عن الجاهزية لتعطل الأجهزة وانعدام الأدوية فيها.
من جانبها شارت وزارة الصحة العامة والسكان إلى الوضع الكارثي الصحي في اليمن خَـاصَّــة في جانب الأجهزة والمعدات الطبية وانعدام الأدوية الأَسَاسية والمنقذة للحياة، وهو ما أظهره جريمة تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي الأخيرة التي أرتكبها صباح الخميس الماضي الموافق 11 رمضان وأوقع عشرات الضحايا من الجرحى والشهداء خَـاصَّــة من الأطفال والنساء وما سبقها من جرائم سواء في العاصمة أَو في بقية المحافظات.
وقال الدكتور يوسف الحاضري –الناطق الرسمي لوزارة الصحة- في تصريح لصحيفة “المسيرة”، أمس: إن الكثير من الضحايا يفقدون حياتَهم نتيجة العجز الكبير من الأجهزة والمستلزمات والأدوية في المستشفيات الحكومية وكذلك نتيجة لتسرب الكوادر من المستشفيات الحكومية نظراً لتأخر دفع الحوافز للعاملين وعدم تغطية كُــلّ الكوادر بالحوافز الشهرية، مما يؤدي إلى أن يفقدَ كثيرٌ من الضحايا حياتَهم في حين كان يمكن أن ننقذَهم لو كانت هذه الأجهزةُ والأدويةُ متوفرةً وحوافز العاملين مدفوعة، مضيفاً أن عدداً من ضحايا الاستهداف يصابون بإعاقات جزئية أَو كاملة نتيجة لتأخر الاستجابة في عمل المنظمات الدولية في بلادنا عوضاً عن آلاف الضحايا المصابون بأمراض مزمنة والذين سقطوا ويسقطون يومياً؛ نتيجة هذا الوضع وانعدام الأدوية.
ولفت الدكتور الحاضري إلى المسح الذي أجرته وزارةُ الصحة في نهاية العام 2018م للمستشفيات والمراكز والوحدات الصحية في اليمن كشف خروج ما بين 92 إلى 95 % من الأجهزة في المستشفيات عن عمرها الافتراضي أَو تعطلها وبناءً على نتائج هذا المسح أعدت الوزارة خطة الاحتياجِ من الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية الأَسَاسية والمنقذة للحياة بما يمكن القطاع الصحي من تقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية وقد تم تقديم نسخة من الاحتياجات المذكورة إلى المنظمات الدولية بعد اللقاء بهم فرادى وجماعات لشرح نتائج المسح والاحتياجات الأَسَاسية التي تضمنه هذا المسح، كما تم تقديم نسخة إلى الدكتور أحمد المنظري مسئول منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في زيارته الأخيرة لليمن وبحضور ممثل المنظمة في اليمن السيد ألطاف موزايني، كما تم تقديمُها إلى بقية المنظمات الأممية والدولية العاملة في اليمن كاليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان والصليب الأحمر وغيرها، موضحة بأنها وحتى هذه اللحظة لم ترَ أية استجابة فعلية منها جَميعاً رغم كثرة الوعود التي وصلتنا منها.
وطالب بيان صادر عن وزارة الصحة، أمس، المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها الأممية والمنظمات الدولية بأن يوفوا بالتزاماتهم وتعهداتهم بسُرعة الاستجابةِ للوضع الطارئ والإنْسَــاني خَـاصَّــة في القطاع الصحي وأن يوفروا الاحتياجات الأَسَاسية والضرورية المقدمة من الوزارة فيما يخص (التجهيزات الطبية – الأدوية الأَسَاسية والمنقذة للحياة – حوافز العاملين الصحيين – المحاليل المخبرية – إعادة التأهيل) لتستطيع الوزارة أن تقدم خدماتها الصحية للمحتاجين والمتضررين، محملاً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية العاملة في بلادنا المسئولية القانونية والأَخْــلَاقية تجاه أي تجاهل أَو تأخير لمطالبنا الإنْسَــانية المشروعة.
ويأتي بيان وزارة الصحة العامة بعد ساعات من تصريحات محمد عبدالسلام – الناطق الرسمي لأنصار الله، بشأن الرد السلبي للأمم المتحدة لدول التي عرضت استعدادها استقبال جرحى جريمة حي الرقاص بالعاصمة صنعاء لعلاجهم لديها.
وَأَضَافَ عبدالسلام في تغريدها نشرها، أمس، على صفحته بـ “تويتر”: مأساة كبيرة ناجمة عن العدوان والحصار والاستهداف المتكرّر للمدنيين من جرحى ومعاقين ومرضى، وقد عرضت دول عدة استعدادها لإجراء العلاج إلا أنه وللأسف الشديد تتلقى رداً سلبيا من الأمم المتحدة بادعائها أنها تقوم باللازم ولا حاجة لأية مساعدة”، متسائلاً في ختام التغريدة: “لماذا هذه الإعاقة من قبل المؤسّسة الأممية؟”.