تفاصيل السيطرة على 70 % من جبهة قعطبة
المسيرة | خاص
استمراراً للحملة العسكرية الكبرى التي تنفذها قواتُ الجيش واللجان الشعبية في محافظة الضالع، والتي تكللت خلال الأسابيع الماضية بتطهير أكثرَ من 1000 كيلو متر مربع، أعلن الإعلام الحربي، أمس الأحد، عن السيطرة على أكثر من 70 % من مدينة قعطبة، في عملية عسكرية نوعية وواسعة استمرت لثلاثة أيام فقط، تم خلالها، وبالتعاون مع المواطنين، تطهير عدد من مناطق المدينة والتنكيل بالمرتزقة الذين كانوا يتمركزون فيها ويمارسون مختلفَ الانتهاكات بِحَــــقّ السكان، وقد عرض الإعلام الحربي مشاهدَ مصورة وثقت جانبًا من تفاصيل العملية وأظهرت الضربات الموجعة التي تعرض لها مرتزقة العدوان والتي أسفرت عن مصرع وإصابة أكثرَ من 213 عُنصراً منهم.
خطة ومسارات العملية
وكالة الأنباء الرسمية سبأ، نقلت عن مصدر في الإعلام الحربي، أمس، أن قوات الجيش واللجان الشعبية بعد أن استكملت تطهيرَ مدينة الفاخر والتباب والجبال المحيطة بها، وضعت خطة عسكرية محكمة لدخول مدينة قعطبة.
الخطوة الأولى من الخطة كانت الانطلاق لاستكمال تطهير منطقة سليم والزبيريات ومعسكر العللة المطل على مدينة قعطبة، واتخاذ تلك المناطق منطلقا لدخول المدينة وتطهيرها.
وبعد استكمال تطهير تلك المناطق والتنكيل بالمرتزقة الذين كانوا يتمركزون فيها، بدأت الخطوة الثانية من العملية بوضع مسارين للهجوم على مواقع وأوكار المرتزقة داخل مدينة قعطبة بعد رصد تحَـــرّكاتهم وتجمعاتهم هناك بشكل دقيق.
وانطلقت هجمات المسار الأول من الخط العام وقرية سليّم ومعسكر العللة، وتوغلت إلى داخل المدينة، وتكللت هجمات هذا المسار بالسيطرة على عدد من القرى والمراكز والمقرات التي كان يتمترس فيها المرتزقة، وُصُوْلًا إلى المُؤَسّسة الاقتصادية ومثّلث قعطبة في قلب المنطقة.
وعلى المسار الثاني تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على كُــلٍّ من جبل صامح ونقطة بتار والخزان والريبي، وتطهيرها بالكامل.
وأكّـــد الإعلام الحربي أن قوات الجيش واللجان الشعبية قطعت عشرات الكيلومترات في تقدمها على مساري الهجوم، وهي مساحة واسعة تظهر مدى انهيار قوات المرتزقة بالنظر إلى المدى الزمني الذي تطلبته العملية والذي لم يتجاوز 72 ساعة.
تفاصيلُ جغرافية
من جهة أُخْــرَى، أفادت مصادر ميدانية لصحيفة المسيرة بأن تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية على مسارَي العملية، حقّـــق طوقَ حصارٍ محكماً على بقية المناطق التي ما زال يتمركز فيها المرتزقة، حيث تم قطع خطوط إمدادهم بشكل كامل على تلك المناطق، وعلى رأسها معسكر الصدرين الذي باتت ضربات الجيش واللجان تناله بسهولة.
وأوضحت المصادر أن مساحة سيطرة الجيش واللجان الشعبية شملت ثلاثة محاور من قعطبة، شرقا وغربا وشمالا، فإلى الشرق تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على قرية زريع، وعلى المحور الشمالي تمت السيطرة على قرية قردح وتأمين مختلف المواقع فيها في ظرف ست ساعات فقط.
وعلى المحور الغربي، سيطرت قوات الجيش واللجان على منطقة العباري وتقدمت إلى منطقة معزوب عامر، مقتحمة أوكار المرتزقة واحداً تلو الآخر.
ومن هذه المعلومات يتبين أن المساحةَ الجغرافية التي شملها تقدمُ قوات الجيش واللجان الشعبية مثّلت كماشةً خانقة حشرت المرتزقة في زوايا ضيقة محاصَرة لا يستطيعون فيها إلا التراجع للوراء والهرب من أرض المعركة.
خسائرُ كبرى للمرتزقة
بيانُ الإعلام الحربي، أوضح أن أكثرَ من 150 عُنصراً من مرتزقة العدوان، بينهم قيادات سقطوا قتلى وجرحى خلال اقتحام مواقعهم ومناطقهم في العملية الهجومية ذات المسارين، إلى جانب أسر عدد منهم.
ولم تقفِ الخسائرُ البشرية للمرتزقة عند هذا الحد، فبعد أن تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من تحقيق السيطرة على 70% من قعطبة، دفع العدو بمجاميعَ أُخْــرَى من مرتزقته في محاولة زحف لاستعادة بعض ما خسروا، إلا أن قوات الجيش واللجان الشعبية كانت لهم بالمرصاد، واستهدفتهم بضرباتٍ مسددة ومكثفة أوقعت أكثرَ من 63 قتيلاً وجريحاً منهم، وتم أسر آخرين، لترتفع بذلك حصيلة خسائرهم إلى أكثر من 213 قتيلاً وجريحاً.
أما عن خسائرهم المادية، فقد أوضح الإعلام الحربي أنه تم خلال العمليات تدميرُ العشرات من آلياتهم ومدرعاتهم المتنوعة.
كاميرا الإعلام الحربي توضح المشهد
الإعلام الحربي أكمل توضيح القصة بمشاهد مصورة بثها مساءَ أمس، وأظهر فيها جانبًا من مجريات العملية النوعية.
ورافقت كاميرا الإعلام الحربي أبطال الجيش واللجان الشعبية في مسيرتهم المقتحمة للمواقع والقرى التي كان يتمركز فيها مرتزقة العدوان، موثقةً الضرباتِ المسددة التي وجهها المجاهدون على تجمعات ومواقع المرتزقة خلال العملية.
وتجولت عدسة الإعلام الحربي داخل تلك المواقع والقرى بعد أن تم طرد المرتزقة منها، وتطهيرها منهم بالكامل، موثقة جثثَ عدد من قتلاهم وبعض آلياتهم التي تم تدميرُها وإعطابها والتي ظهرت عليها شعارات ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات”.
ومن بين القرى التي عرضتها المشاهدُ بعد السيطرة عليها، قرية حمر السادة وقرية قردح، كما أظهرت المشاهد عدداً من خطوط إمداد العدو التي قطعها أبطال الجيش واللجان الشعبية بالقُرب من معسكر الصدرين وفي مناطقَ أُخْــرَى.
وأظهرت المشاهد أَيْضًا جانبًا من الغنائم العسكرية التي اغتنمتها قوات الجيش واللجان الشعبية بعد اقتحام مواقع وأوكار المرتزقة.
تعاونٌ وترحيبٌ كبيرٌ من أبناء المنطقة
على غرار العمليات النوعية السابقة التي نفذتها قواتُ الجيش واللجان الشعبية في المحافظة، فقد تمت العملية الأخيرة في قعطبة بتعاون كبير من أبناء المنطقة الشرفاء الذين استقبلوا أبطالَ الجيش واللجان بترحيب، فرحين بالتخلص من مرتزقة العدوان الذين كانوا يعتدون عليهم بشكل متواصل.
وقد وثقت كاميرا الإعلام الحربي عدداً من شهادات سكان بعض القرى والمناطق التي سيطر عليها قوات الجيش واللجان الشعبية خلال العملية، حيث أفاد أحد السكان بأن المرتزقة منعوهم حتى من النزوح إلى أماكنَ بعيدة عن المواجهات ورفضوا حتى خروجَ المعاقين والمرضى من المواطنين، وهو ما يوضح محاولة المرتزقة لاستخدام الأهالي كدروع بشرية.
وأوضح المواطنون أن مرتزقةَ العدوان كانوا طوالَ فترة تواجدهم في المنطقة يعتدون على المنازل والمزارع وممتلكات المواطنين بشكل هجمي ومستمر.
وعبروا عن ترحيبهم ووقوفهم إلى جانب قوات الجيش واللجان الشعبية في ملاحقة عصابات المرتزقة الإجرامية إلى آخر أوكارهم في المنطقة.
شهادات لم تكن غريبة على مشهد عمليات الجيش واللجان الشعبية في محافظة الضالع بالذات، ففي وقت سابق هذا الأسبوع عرضت قناة المسيرة تقريرا ميدانيا من داخل منطقة “الفاخر” التي سيطر عليها أبطال الجيش واللجان في قعطبة، وأفاد المواطنون بأن المرتزقة كانوا يعاملونهم بشكل عدواني ومهين، ويمارسون مختلف أنواع الانتهاكات بحقهم.
وقد كان أبناء وقبائل الضالع دَائماً في مقدمة الصفوف خلال كُــلّ العمليات السابقة التي نفذتها قوات الجيش واللجان في المحافظة والتي تكللت بنجاح كبير بفعل ذلك التعاون والترحيب الشعبي.