السيد عبدالملك الحوثي في محاضرته الرمضانية الخامسة عشرة:
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ.
وَارْضَ اللَّهُم برِضَاكَ عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وَعَـــنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّـالِحِين.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
وَتقبَّــلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ الصِّيَــامَ والقيامَ وصالحَ الأعمال، اللهم اهدِنا وتقبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ العليمُ، وتُبْ علينا إِنَّكَ أَنْتَ التوابُ الرحيم.
يقولُ اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَلا تَقرَبُوا الزِّنا، إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا) (الإسراء: 32) من أقبح الجرائم وأشنع الذنوب والمعاصي جريمة الزنا وهي من الرذائل السيئة جِــدًّا والله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- حرم الزنا ونهى عنه في كثير من الآيات المباركة القُـــرْآنية وقرّر إجراءات عقابية في الدنيا إما في الآخرة فجهنمُ والعياذ بالله، الله -جَــلَّ شَأْنُــهُ- قال بشأن الزنا: (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً) (الإسراء: 32) فاحشة جريمة شنيعة وفعلة قبيحة من أشنع وأقبح الجرائم هذا موقعه في سلم الجرائم في قائمة الجرائم والرذائل أنه من أشنعها من أقبحها من أسوأها، والزنا هو شنيعٌ جِــدًّا وفظيعٌ وله تأثيراتٌ سلبيةٌ مدمّـــرةٌ في نفس الإنْسَــان وفي واقعِ الحياة.
وأولُ الآثار السيئة لهذه الجريمة الشنيعة القبيحة أنه يؤثِّـــرُ على الإنْسَــان في علاقته الإيْمَــانية بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، هذهِ أولُ كارثة، الإنْسَــانُ الذي يتورَّطُ في هذه الجريمة الشنيعة القبيحة لا يتورّط فيها إلا وقد خسِرَ إيْمَــانه، في حديث عن الرسول صلوات الله عليه (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) يكون قد فقد إيْمَــانَه بالكامل، وهذه قضيةٌ خطيرةٌ جِــدًّا أَكْبَـــر خسارة يمكن أن يخسرَها الإنْسَــانُ هي علاقته الإيْمَــانية بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ليس هناك في واقع هذه الحياة شيءٌ يستحقُّ هذه التضحية أن تضحيَ من أجله بماذا؟ بإيْمَــانِك عندما تخسر إيْمَــانَك، أنت خسرت الخير كله في الدنيا والآخرة، أنت ألحقت بنفسك أَكْبَـــرَ الضرر، أنت أدخلت نفسَك في دائرة المسخوط عليهم المغضوب عليهم من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، أدخلت نفسك في دائرة السخط الإلهي اللعنة من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الوعيد الإلهي، وهي الحالة التي إن مت عليها تدخُلْ جهنمَ، في الدنيا نفسها كم ستخسرُ إِذَا خسرت إيْمَــانك، الإيْمَــانُ صلةٌ عظيمةٌ بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- تحظى من خلالها بالرعاية الواسعة من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بالتوفيقات الكبيرة، تكون محطًّا لرعاية الله ورحمته وفضله ولطفه وتوفيقه ومحبته يدفع عنك الكثير من الشرور من المساوئ من الأخطار يوفقك في كثير من أمور حياتك وبالذات إِذَا استقمت على نهجه إِذَا بقيت معتمدًا عليه إِذَا كنت واثقًا به متوكلًا عليه إِذَا اتجهت في حياتك على أَسَاس من هذا الإيْمَــان في كُــــلّ مسارات الحياة تحظى برعايةٍ تامة من الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فيكون لتلك الرعاية الأثرُ الكبيرُ في نفسك في مشاعرِك في أعمالك في مواقفك في مواجهة تحديات هذه الحياة وصعوبات هذه الحياة ومشاكل هذه الحياة فإذا خسرت علاقتك الإيْمَــانية بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الذي هو ربُّك وخالقك وولي نعمتك والذي بيده حياتُك وموتك، مصيرُك ومستقبلك في الدنيا والآخرة فهي خسارةٌ رهيبةٌ جِــدًّا، البعضُ من الناس في سبيل أن يحافظَ على علاقته بشخص معيّن يرى أنه شخصًا مهمًّا في هذه الدنيا، مَثَــلًا بملك أَو وزير أَو أمير أَو قائد أَو شيخ أَو أية شخصية معينة، قد يضحّي بأشياءَ كثيرةٍ وقد يصبر على أشياءَ كثيرةٍ، ولكن أية علاقة أَهَــمّ من العلاقة الإيْمَــانية مع الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- رب السماوات والأرض من يعي قيمةَ العلاقة الإيْمَــانية وما يترتب عليها مع رب العالمين، مع رب السماوات والأرض، مع رب الناس وملك الناس وإله الناس، مع ملك السماوات والأرض، مع من بيده الحياة والموت والرزق، مع من يحيي ويميت ويذل ويعز معًا من إِذَا أرادك بضُرٍّ لا يكشفه أحد إلا هو، وَإِذَا أرادك بخير فلا رادَّ لفضله أَبَــدًا لا يستطيعُ أحدٌ أن يرد فضله، مع الرب المنعم الخالق الرازق الرحيم، مع من أنت بحاجة إليه حاجة مطلقة لا يمكن الاستغناء عنه أَبَــدًا ومصيرك إليه، مع من رحمته وسعت كُــــلّ شيء ومن لا يعذب عذابه أحد ولا يصل إلا مستوى بطشه وعقابه أي بطش وأي عقاب.
فمن الخسارة الكبيرة للإنْسَــان أن يخسرَ إيْمَــانَه بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- من أجل شهوة عارضةٍ تنطفئُ فيما بعدُ ويكون الإنْسَــانُ قد خسِرَ خسارةً فادحةً خسارةً رهيبة تتبدّلُ علاقته بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- من حالة الرضا إلى حالة السخط والغضب تغضب الله ما أحقرك وما أضعفك وما أعظم غباءك إِذَا ورطت نفسك فأسخطت الله، أغضبت الله عليك، من أنت وفي أي حال أنت حتى تستهتر بغضب الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وتتجاهل سخط الله ومقت الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فلو تأمل الإنْسَــان في هذه المسألة بحد ذاتها يجد أنه ما من شيء في هذه الحياة من رغبات النفس وشهواتها يستحقُّ أن تخسَرَ هذه الخسارة من أجله وفي سبيل الحصول عليه أَبَــدًا أي شيءٍ آخر.
ثم كذلك الخطر الآخر والمشكلة الثانية والأثر الثاني لهذه الجريمة الشنيعة القبيحة السيئة الرذيلة المدنسة للإنْسَــان أثرها السيء على المستوى النفسي الله يريد لنا كمؤمنين وكمجتمع مسلم أن نتزكى أن تكونَ نفوسنا نفوسًا زاكيةً طاهرة، مشاعرُنا نظيفةً، قلوبنا ووجداننا نقيًّا.
الزكاءُ في النفس من أَهَــمِّ ما يحتاج إليه الإنْسَــانُ لصلاح العمل وللاستقامة في هذه الحياة والنفس الزاكية هي التي تتجذر فيها مكارم الأَخْـــلَاق وتنمو فيها المشاعر الطيبة، وبالتالي يكونُ لهذا الأهميّة الكبيرة في الواقع العملي في واقع الحياة، الإنْسَــانُ إِذَا كانت نفسُه زاكيةً يكون عطاؤه في هذه الحياة عطاءً جيدًا عطاءً إيجابيًّا عطاءً سليمًا، نتائجُ جهده في هذه الحياة نتائج إيجابية، اهتماماته اهتمامات جيدة أعماله أعمالًا جيدة وهكذا يكون لزكاء النفس الأثر الكبير في واقع الحياة وفي مسيرة الحياة في الأعمال والاهتمامات والمواقف والمواقف، يقف المواقف الصحيحة المواقف الإيجابية يستطيع أن يتحَــرّك في هذه الحياة وينهض بمسؤوليته يكون أَكْثَـــر صبرًا وأعظم قوةً وتماسكًا نفسيًّا في مواجهة التحديات، وفي مواجهة الصعوبات، وفي النهوض بالمسؤوليات.
إذا خسر زكاءَ النفس وتدنست نفسُه فهذه حالةٌ خطيرةٌ على الإنْسَــان يكون مَيَّــالًا إلى حَــدٍّ يفقدُ فيه توازُنَه وانضباطَه يكون مَيَّــالًا إلى الرذائل، نحو المفاسد نحو الأشياء السيئة يصعب عليه أن يضبط نفسه ومشاعره، وبالتالي أن يتوازن في مواقفه وأعماله، وتتغير نفسيته تتغير اهتماماته تتغير وتتبدل مشاعره، تتأثر أَيْــضًا أعماله، بالتالي مستوى التحمل والتوازن والتماسك والاستقرار النفسي والمعنوي لديه، يختل، وهذا يؤثر عليه في مواقفه في تصرفاته في أعماله في أشياء كثيرة، أَيْــضًا مكارم الأَخْـــلَاق تنقلع جذورها من نفسها يصبح دنيء النفس منحط النفس يكون متقبلًا ومستسيغًا للأمور القذرة والرذائل والخسائس والنقائص، ميّالًا إلى سفه الأمور، منحطا في تصرفاته، هذا يوجه ضربة قاضية لإنْسَــانية الإنْسَــان، لكرامة الإنْسَــان، لهويته الإنْسَــانية، يكون قريبا من حالة الحيوانات الأُخْـــرَى التي لا تعيش في واقع حياتها التوازن النفسي؛ لأَنَّها تتبع الغرائز، الحيوانات الأُخْـــرَى تشتغل بالغريزة لا تشتغل بالضوابط الأَخْـــلَاقية والشرعية، بالغريزة ولا لوم عليها؛ لأَنَّ حالها يختلف عن الإنْسَــان حال الكلاب حال الحمير حال الحيوانات الأُخْـــرَى أما الإنْسَــان، فَـ اللوم عليه وفي موقع التكليف والذي منحه اللهُ ورسم له طريقَ الخير والشرف والكرامة والمؤهلات والعوامل المساعدة التي تساعده على سمو النفس وزكائها، والمسألةُ خطيرة جِــدًّا، الإنْسَــان إِذَا تدنست نفسُه وَإِذَا ألحق بعُمق نفسه ومشاعره هذا الأثر السيء للرذائل والمفاسد يتأثر تلقائيًّا في أعماله وفي مسيرته في الحياة ولهذا يركز الأعداء أعداء الأُمَّـــة، يركزون على نشر هذه المفاسد؛ لأَنَّها تحقق لهم هذه الأهداف جملة وتفصيلًا، فصلُ الناس عن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- في رعايته في نصره في تأييده في توفيقه إلى آخره…، إبعاد الناس عن العلاقة الإيْمَــانية بالله وما يترتب عليها من نتائج إيجابية في الرعاية الإلهية وَأَيْــضًا في الأثر النفسي، ثم كذلك ما يترتب على الموضوع من تأثيرات نفسية سلبية جِــدًّا، والتأثيرات كذلك في الواقع العملي، وهذه مسألة خطيرة جِــدًّا، إن سمو النفس وزكاءها ومكارم الأَخْـــلَاق، هي أغلى رصيد يمتلكه الإنْسَــان أغلى من المال أغلى من كُــــلّ ثروة، أغلى من كُــــلّ ما يمكن أن تمتلكه في هذه الحياة.
سموُّ النفس وزكاؤها ومكارمُ الأَخْـــلَاق عندما تكونَ إنْسَــانًا، إنْسَــانًا بما تعنيه الكلمةُ تمتلك نفسًا زاكيةً نفسًا طموحة للخير نفسا خيرة صالحة، نفسا تحمل في وجدانها ومشاعرها مكارم الأَخْـــلَاق المتجذرة، مكارم الأَخْـــلَاق المتجذرة في أعماقها، إنْسَــاناً شهمًا، إنْسَــاناً ذا مرؤة، هذه نعمة كبيرة هذا شرف كبير، إنْسَــانًا غيورًا، إنْسَــانًا يتوق لمعالي الأمور، إنْسَــانًا تتجذر فيه الكرامة الإنْسَــانية، هذا هو أَهَــمّ رصيد تمتلكه في هذه الحياة أغلى من كُــــلّ الدنيا وأعز من كُــــلّ شيء فإذا خسرت هذا المعنى الإنْسَــاني الإحساس بالكرامة بالعزة بالشرف بمكارم الأَخْـــلَاق وتبدلت مشاعرك إلى مشاعر السوء والانحطاط والخسة والدناءة والرذيلة والميل وراء الأشياء السيئة هذه خسارة، أنت تنحط، تنحط، من الواقع الإنْسَــاني إلى حالة الحيوانات التي كما قلنا تتحَــرّك في حياتها بالغريزة وحسب على أَسَاس من الغريزة.
الإنْسَــانُ هيّأ اللهُ له أن يضبطَ غرائزَه، سواء في الأثر الإيْمَــاني والتربوي أَو في التشريعات الإلهية التي تمثل عاملًا مُهِمًّا ومساعدًا يساعد الإنْسَــان على ذلك.
الأثرُ الآخر المدمّـــرُ في هذه الجريمة الشنيعة الفظيعة القبيحة الخسيسة، الأثر السلبي في الواقع الاجتماعي تدمّـــرُ بُنية المجتمع، اللبنات الأَسَاسية التي يتكون منها المجتمع هي الأسر، والأسرة تتكون من خلال الزوج والزوجة، والروابط المشروعة بين الزوج والزوجة، والتي تصب فيها الغريزة الجنسية، الشهوة، الإنْسَــان يقضي شهوتَه مع زوجته الزوجة تقضي شهوتها مع زوجها، وهنا يحفظ الله النسل البشري باستمرار التناسل المشروع وتتكون الأسرة تبتني الأسرة التي عندما يرزق الله الزوجين بالأولاد بالذرية ثم يتجه الزوجان أَيْــضًا إلى أن تكونَ لهما ذرية طيبة صالحة مستقيمة وتكون لبنة صالحة في المجتمع، لبنة متماسكة تربط بينها رابطة النسب وأواصر الرحامة ثم أَيْــضًا العلاقة ما بين هذه الأسرة وتلك، علاقة الصهارة التي تمثل أَيْــضًا رابطًا آخر من الروابط وهكذا ينشأ المجتمع مجتمعًا لهُ روابطُ، بدءًا من الأسرة التي تربطها رابطة الأسرة رابطة الرحامة والقرابة والتي تساعدها أن تعيش في واقع الحياة متعاونة، متكاتفة، متعاطفة مع بعضها البعض، وهكذا يكون مجتمعا منظما ومجمعا متماسكا ومترابطا ومجتمعا متعاونا.
عندما تشيعُ الفاحشة والجريمة، جريمة الزنا والمفاسد الأَخْـــلَاقية، توجّــه ضربة إلى هذه اللبنة المهمة، لبنة الأسرة، وتؤدي إلى تفكك في واقع المجتمع تفكك كبير وخطير جِــدًّا، ثم تؤدي كذلك بَدَلًا عن كُــــلّ الآثار الطيبة التي هي في الإطار الأسري، الرحمة والأواصر القوية والقرابة والتعاون والتكاتف، تؤدي إلى نشوء حالات في المجتمع هي نتاج لذلك التفكك، حالات لا ترابط بينها، أولاد غير شرعيين، وتؤدي كذلك إلى ضعف الإقبال على الزواج وتكوين الأسر، وتؤدي إلى مفاسد كبيرة في الواقع المجتمعي، مفاسد كبيرة جِــدًّا، المجتمعات الغربية من أَكْبَـــر ما يهدّدها اليوم هذا التفكك الاجتماعي، هذا التفكك الخطير جِــدًّا الذي يصل في بعض المناطق لبعض البلدان أن تكونَ نسبة الأولاد الذين لا أب لهم، لا أسر لهم إلى نسبة مئوية، عشرين بالمائة، ثلاثين بالمائة، في بعضها أربعين بالمائة، أولاد لا أسر لهم، ينشأ بدون أسرة، لقطوه من الشارع فقط وذهبوا به إلى ما ينشئونه هناك من مؤسّسات للحضانة، ثم ينشأ لم يحظَ بما حظي به ابنُ الأسرة الذي حظي برعاية أسرته ونشأ في إطار أسرته، في جوِّ الأسرة، ينشأ ذلك من الشارع في حالة من الانفلات والضياع، ثم تأتي أَيْــضًا مؤسّسات ومنظمات إجرامية تستغله، تستغله، تجد فيه شخصا منفلتا، لم يحظ بتربية ولا حماية من أسرته ولا من أحد، فتستغله استغلالًا كَبيرًا في أشياء كثيرة يستغلونها بما فيها الجريمة، فالقضية خطيرة جِــدًّا، المجتمع إِذَا تفكك ضعف، ولا مستقبل له، الترابط الاجتماعي من أَهَــمّ عواملِ القوة ومن أَهَــمّ عوامل الاستقرار الذي يفيد المجتمع وينفع المجتمع ويصلح المجتمع، فالأعداء يحاولون أن يلحقوا ضررًا كَبيرًا في البنية المجتمعية وأن يدفعوا بالبعض إلى الابتعاد عن الزواج المشروع الذي من خلاله يقضي الإنْسَــان شهوته في محلها ويكون أسرة وَإِذَا حمل الفهمَ الصحيحَ واستوعب الرؤية الصحيحة لبناء الأسرة وفق تعاليم الإسْـــلَام يستطيع الناس من خلال ذلك أن يتوجّــهوا لبناء مجتمع عظيم وصالح تقوم دعائم الحياة فيه وروابط الحياة فيه على أَسَاس من تعليمات الله وتوجيهاته، على أَسَاس من مكارم الأَخْـــلَاق، على أَسَاس من الشرف والزكاء والطهارة والكرامة، ويكون لهذا الأثر الكبير على مستوى القيمة الإنْسَــانية والأَخْـــلَاقية وعلى مستوى الاستقرار المجتمعي والأمني، ولهذا عندما قال الله -جَــلَّ شَأْنُــهُ- عن جريمة الزنا (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا) أسوأ طريقة لقضاء الشهوة، أسوأ طريقة؛ لأَنَّ اللهَ قد رسم طريقة صحيحة سليمة من كُــــلّ تلك الآثار السلبية جِــدًّا لقضاء الشهوة وهي الزواج ومن خلال الزواج يكون حتى للشهوة أثر إيجابي في تعزيز الروابط ما بين الزوج وزوجته بَدَلًا عن أن تكونَ لها أية آثار سلبية على المستوى النفسي أَو على المستوى الإيْمَــاني أَو على مستوى العلاقات الاجتماعية.
أيضًا من الآثار السيئة والخطيرة لجريمة الزنا انتشارُ الآفات والأوبئة المدمّـــرة للحياة وفي مقدمتها مرض الإيدز، أَهَــمُّ عامل رئيسي لانتشار مرض الإيدز هو المفاسدُ الأَخْـــلَاقية، الانحرافُ الجنسي، جرائمُ الزنا والفساد الأَخْـــلَاقي، أَهَــمُّ سبب لانتشار مرض الإيدز، وهو من الأمراض الخطيرة والفتاكة والقاتلة؛ لأَنَّه يدمّـــر المناعة في الجسم، يدمّـــرُ المناعة في الجسم، وَإِذَا انتهت وتعطلت ودمّـــرت المناعة في الجسم يصبح الجسم ضعيفا وقابلا للانهيار وصحة الإنْسَــان معرضة للانهيار الكلي تجاه أي مرض، لا تقاوم أي مرض من الأمراض، وهذه حالة خطيرة جِــدًّا، والأعداء عندما يسعون إلى نشر هذه المفاسد في مجتمعاتنا فهي أَيْــضًا من الوسائل القاتلة والمدمّـــرة لمجتمعنا، مع أمراض وأوبئة أُخْـــرَى، أمراض أُخْـــرَى ليس هذا فحسب، إنما هذا في مقدمة الأمراض والأوبئة التي تنتشر في المجتمعات التي ينتشر فيها الفساد الأَخْـــلَاقي وتنتشر فيها جرائم الزنا، فالمسألة خطيرة جِــدًّا، واقع الإنْسَــان إِذَا أصبح مصابًا بهذا المرض وهو أَيْــضًا مرضٌ مُعْــــدٍ، المشكلة أنه ينشر العدوى، في كثير من المجتمعات يضطرون إلى أن يعزلوا من يصابون بهذا المرض ضمن إجراءات الحجر الصحي، وهذه مأساة على الإنْسَــان في بقية حياته عندما يصبح يشكل خطورة بين المجتمع ويحتاجون إلى أن ينعزل عن المجتمع في حجر صحي؛ لأَنَّه أصبح يشكل خطورة على الآخرين حتى لا يصيبهم بهذه العدوى، فالمسألة خطيرة جِــدًّا، الأعداء لا يريدون لنا أي خير، عندما يعملون على نشر هذه الجرائم في مجتمعاتنا هم يريدون قتل مجتمعنا وتدميره بكل الوسائل، بكل الأساليب بكل الطرق المتاحة لهم.
وهذه الجريمةُ الشنيعةُ القبيحة التي هي رذيلة وخسة ودناءة وانحطاط وتدمير للقيمة الإيْمَــانية والإنْسَــانية والأَخْـــلَاقية وهتك للعرض، الإنْسَــان المجرم الذي يمارس هذه الجريمة هو يعتدي أَيْــضًا يعتدي على أعراض الآخرين، على أعراض الناس، معتدٍ ومسرف ومجرم، ومن أسوأ المجرمين يتحول الإنْسَــان سواءٌ أكان رجلًا أَو امرأةً إِذَا مارس هذه الجريمة يتحول من أسوأ المجرمين المسخوط عليهم الملعونين عند الله المغضوب عليهم، يخسر إيْمَــانه، يخسر قيمته الإيْمَــانية يخسر شرفه، يخسر كرامته، قضية شنيعة جِــدًّا، خطيرة للغاية، ووراءها جهنم في الأخير، الزناة مصيرهم إلى جهنم، الفاسدون أَخْـــلَاقيًّا مصيرهم إلى جهنم والوعيد لهم بالنار وعيد متكرّر في آيات قرآنية أُخْـــرَى، في سورة الفرقان وفي سور قُــــرْآنية أُخْـــرَى، فالقضية خطيرة جِــدًّا، خطيرة جِــدًّا جدا وسيئة للغاية.
ما الذي يوقع الإنْسَــان في هذه الجريمة، عوامل توقع البعض في هذه الجريمة منها وفي مقدمتها الخلل الإيْمَــاني والإخلال بالضوابط الشرعية.
اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قد جعل من التوجيهات والتشريعات ما يساهم على حماية مجتمعنا المسلم من خلال الالتزام بها من الوقوع في هذه الجريمة وجعل في تلك التشريعات ما يمثل حاجزًا يصون المرأة ويصونُ الرجلَ من الوقوع في هذه الجريمة، هذه الضوابطُ الشرعيةُ هي مهمة جِــدًّا في صيانة مجتمعنا المسلم في الحفاظ على عفته على طهارته على شرفه، على كرامته، على إنْسَــانيته على أَخْـــلَاقه، على روابطه الأسرية، الضوابط الشرعية ذات قيمة عالية وهي التي تشكل الضمانة المؤكّـــدة لحماية المجتمع المسلم.
عندما نلاحظ في النص القُـــرْآني كيف قال (ولا تقربوا الزنا) أتى بمفردة تقربوا، المشكلة على الإنْسَــان هي الاقتراب، هي الاقتراب، الزنا لا يأتي إلا عبر المقدمات، له مقدماته، الوقوع في المقدمات هي التي توقع، هو الذي يوقع في الجريمة، هو الذي يسقط الإنْسَــان إلى هذه الجريمة الشنيعة الفظيعة السيئة للغاية، ولهذا أتت عبارةُ لا تقربوا، لا تقربوا، احذر من المقدمات؛ لأَنَّه لا يمكن أَبَــدًا الوقوع في هذه الجريمة إلا من خلال المقدمات.
المقدمات يمنعك عنها الضابط الشرعي، الالتزامات الشرعية التي تحرمها، يحرم الإسْـــلَام التبرج الذي يمثل حالة من الإغراء واستماله الآخرين، وهذا تحريم على النساء، يحرم على المرأة التبرج الذي تغري به الآخرين عندما تظهر زينتها ومفاتنها أمام الآخرين غير الأرحام، هناك دائرة محدده للمرآه يمكنها أن تظهر فيها زينتها، أن تتزين وتلبس زينتها فيها، حددها القُـــرْآن الكريم في سوره النور في إطار المحارم عند الزوج، وللزوج مساحة كبيرة جِــدًّا ليست لغيره في إظهار الزينة والمفاتن، حدود معينة أَيْــضًا أَقَـــلّ مما يخص الزوج في إطار بقية الأرحام الأب، الإخوة، في إطار معين بأقلَّ من الزوج، للزوج ما ليس لغيره في ذلك من إظهار الزينة والمفاتن.
اما في حدود بقيه الأسرة فلا يجوز أَيْــضًا إظهار المفاتن ولا التعري بأي شيء من الجسد مما يحرم إبداؤه أمام الآخرين، ولكن بالنسبة للملابس هناك مساحة معينه أمام الأرحام، أما الأجانب الآخرين فلا، لا، يجوز التبرج وإظهار الزينة أمامهم، كذلك النظرة الحرام تمثل مشكلة خطيرة، النظرة التي يحاول الإنْسَــان فيها أن يستمتع ويتلذذ بالنظر إلى الآخر سواء الرجل إلى المرأة، أَو المرأة إلى الرجل، ثم كذلك كسر حاجز العلاقة، الدخول في علاقة مباشره وخَـاصَّـــة ما بين أي رجل أجنبي مع امرأة أجنبية أُخْـــرَى، هذه العلاقة التي يدخل فيها إما مغازلة أَو خلوة أَو تعامل فيه اختلاط مؤثر، أَو كذلك ما يحصل من البعض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أَو التراسل بالجوالات، تبادل الرسائل الخَـاصَّـــة بالغزل، والتأثير على العواطف والمشاعر ثم إثارة الغرائز والرغبة.
هذه الممارسات بكلها ممارسات محرّمة في الإسْـــلَام، يحرم عليك أن تدخل في علاقة مباشرة خَـاصَّـــة مع امرأة أجنبية، يحرم عليك أن تخلو بها، الاختلاط يمثل خطورة كبيرة أَيْــضًا وسلبية كبيرة جِــدًّا، كسر هذه الحواجز والدخول في المقدمات التي فيها إقامه روابط وعلاقات محرّمة، ثم إثاره للغرائز ثم وقوع وسقوط في الجريمة، فالمقدمات هي الخطر وهي التي توقع الإنْسَــان في الجريمة كذلك التفكير، التفكير السلبي عندما يجلس الإنْسَــان يفكر في الحرام يتخيل الحرام يركز على الحرام ينشغل ذهنيًّا وخياليًّا، هذا يؤثر عليه تأثيرا خطير جِــدًّا، فالإنْسَــان إِذَا صان نفسه من هذه المقدمات والتزم بالضوابط الشرعية واجتنب هذه العلاقة غير المشروعة مع المرأة الأجنبية، اجتنب، ماهناك أي لزوم لأي علاقة مباشرة مع امرأة أجنبية هناك ضوابط، هناك أرحام، هناك تشريعات، تصون الإنْسَــان عن الوقوع أَو الدخول في هذه العلاقة الشخصية المباشرة التي تخلو فيها مع تلك، سواء في المكان، أَو تخلو من خلال الرسائل وهذه الروابط التي لا ضرورة لها ليست ضرورة ولا شرعيه لها، وتكسر الحاجز حاجز الحياء ثم تؤسس للميول والرغبات ثم توقع الإنْسَــان في الجريمة والعياذ بالله، فالإخلال بالضوابط الشرعية يمثل خطرا كَبيرًا والحفاظ على الضوابط الشرعية يصون المجتمع، يصون الإنْسَــان، يصون النفس، يساعدك على أن تكونَ منضبطا، مشاعرك متوازنة، لا تعيش حالة الانفلات في هذه المشاعر حالة الاستعار في هذه الرغبات والشهوات، لا، تكون في حالة من التوازن.
من الأشياء المهمة جدًا جِــدًّا، العمل على تيسير الزواج، وتشجيع الزواج، هذه مسألة مهمة، الطريقة الشرعية، الطريقة التي تحفظ المجتمع المسلم ثم تجعل مسألة الشهوة في إطارها الصحيح، في إطارها السليم في إطارها الفطري، الفطري حتى في واقع البشر بكلهم، هذا هو الإطار الصحيح لقضاء الشهوة الزواج، من الأشياء المؤسفة جدًا، صعوبة تكاليف الزواج صعوبة الزواج عن طريق ارتفاع تكاليفه، المشكلة في هذا تأتي من أين؟ أن البعض من الآباء يعتبر ابنته سلعة، يريد أن يحصل من خلالها على ثمن كبير؛ لأَنَّه يأكل المهر، لو سلِمَ الناس أكل المهور لانخفضت التكاليف، الكثير من النساء قد ترغب بالزواج وقد تتفهم هي لأَنَّ الزواج هو حاجة للمرأة وحاجة للرجل، حاجة لكليهما، فالكثيرُ من العانسات والمعانيات من بقائهن لفترة طويلة لم يتزوجها قد تتفهم أن تخفض من التكاليف، يعني ليست متجهه الكثير الكثير من النساء ليس توجّــهها في هذه الحياة مركّزًا على الحصول على أموال هائلة جِــدًّا، هي تريد حياة مستقرة، هي بفطرتها ترغب في تكوين أسرة، ترغب أن يكون لها أولاد وترغب أن تعيش حياةً أسرية مستقرة، فعندما يركز البعض من الآباء على أن يحصل من خلال ابنته على مبالغ مالية هذا ظلم لها، ظلم لها عندما يتأخر زواجها كَثيرًا وتعاني نتيجة ذلك، وظلم لها؛ لأَنَّه سيأكل مهرها وهو مال حرام عندما يأكل مهرها هو أكل مالًا حرامًا عليها.
من المهم أن يتعاون الجميع من جانب الدولة من جانب المجتمع من جانب العلماء من جانب الوجاهات، للضغط على تخفيف تكاليف الزواج، تيسير عملية الزواج، هذه مسألة مهمة في الإسْـــلَام، رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو القدوة، كم كانت تكاليف زواجه هو عندما تزوج، وعندما زوّج، كم كانت تكاليف الزواج عندما زوّج ابنته سيدة نساء العالمين؟ فاطمة الزهراء، أعظم إنْسَــانة في الواقع البشري بكله، هل كانت قيمتها مرهونةً بثمن مادي؟ الأرض بكلها لم تكن لتكون ثمنًا لفاطمة الزهراء عليها السلام، العالم بكله ما كان ليكون ثمنًا لفاطمة الزهراء عليها السلام، قيمة إنْسَــانية إيْمَــانية عالية جدًا، ولكن المسألة بالنسبة للمهر وتكاليف الزواج لا تعبّر عن قيمة المرأة، لا تعبر عن قيمة المرأة، أَبَــدًا، هي عملية إحسان وتكريم وتقدير تكون بالقدر الممكن، بالقدر المتيسر بالقدر الذي لا يحوّل مسألة الزواج إلى مسألة معقدة وصعبة، لا يستطيعها الكثير من الشباب، الكثير من الناس، وللأسف الشديد يعاني من يريد الزواج، المشاكل المادية سواءً على مستوى ما يقدّمه لولي أمر المرأة لوالدها أَو لأخيها، أَو الإشكالية لأُخْـــرَى المتعلقة بالتكاليف، تكاليف العرس وتأتي مسألة استئجار الصالات وتأتي مسـألة العادات والتقاليد التي ترتبط بها تكاليف مادية أُخْـــرَى، تتحول المسألة إلى عقدة كبيرة جدًا، يحتاج إلى ما يقدّمه للزوجة من حاضر من تكاليف لأسرتها لوالدها إلى آخره..، وما يحتاجه هو عنده لإقامة العرس ثم ترتبط المسألة كذلك عادات وعادات تصبح مكلّفة جدًا ومرهقة وتتعذر على الكثير من الفقراء وَإِذَا تعسّرت مسألة الزواج لذلك آثار سلبية جدًا في الواقع المجتمعي.
فمن المهم جدًا العمل على تيسير الزواج؛ لأَنَّ ذلك ما يساهم في الحفاظ على الكرامة، على الشرف على العرض، بما يساهم في صون مجتمعنا المسلم، والحفاظ على الشباب والشابات من هذه الجرائم.
في الواقع الزوجي والحياة الزوجية مهم كذلك تعزيز الحالة الإيْمَــانية، الروابط، روابط ما بين الزوج والزوجة، العلاقات، المحبة، واجتناب كُــــلّ العوامل التي تؤثر سلبًا في زكاء النفوس وفي الميل، الميل نحو الحرام والعياذ بالله، التشريعات الإلهية كافية في ضبط هذه الغريزة وفي قضاء هذه الشهوة بشكل صحيح وسليم، وفي صون المجتمع المسلم، والله قال عن تشريعاته في القُـــرْآن الكريم (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ، وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) (النساء:27 – 28) الله قد قدّم التشريعات اللازمة التي ترعى هذا الإنْسَــان، والله يعلم بنقاط الضعف لدى هذا الإنْسَــان فقدّم التشريعات التي تحفظه تساعده على الالتزام على الانضباط.
نؤكّـــد أيضًا على الشباب والشابات، على الناس جميعًا، فيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، سواءً في الفيس بوك أَو الواتس، كُــــلّ تلك المحطات التي يتواصلون من خلالها والمواقع بمختلف مسمياتها، أن يتقوا الله، أن يحذروا هذا الدخان في علاقات شخصية مباشرة تدخل في مرحلة التأثير النفسي وتعزيز روابط غير مشروعة ثم تدخل أَيْضًا في مرحلة أُخْـــرَى من الغزل ثم تدخل في مرحلة أسوأ، مما يوقع الإنْسَــان في الجريمة والعياذ بالله، المراسلات عبر الجوالات كذلك، الإنْسَــان يصون نفسه، الرجل يصون نفسه والمرأة تصون نفسها عن الدخول في مثل هذه الروابط والمراسلات والعلاقات المفسدة الخطيرة جدًا، على الإنْسَــان وعلى نفسيته.
نكتفي بهذا المِقدارِ من الحديثِ على ضَوء هذه الآيةِ المباركة، وَنَسْأَلُ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أَنْ يُوَفِّـــقَنَا وإيّاكم لما يُرضيه عنَّا.. وَأَنْ يَرْحَــمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وَأَنْ يشفِــيَ جرحانا، وَأَنْ يفــرِّجَ عن أسرانا وَأَنْ يَنْصُرَنَا بنَصْرِهِ.. إِنَّـهُ سَـمِيْـعُ الدُّعَـاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..