يعسوبُ الدين .. بقلم د/ فاطمة بخيت
كان الناسُ يطلقون الأعيرة النارية فرحاً وابتهاجاً، تعالت أصواتُ الميكرفونات بالخطابات والأناشيد للذكرى العظيمة، ذكرى ميلاد يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين، لكن في الطرف المقابل كان يصرُخُ هو بشكل هستيري، وكان يتوعد بعقاب من حضر الحفل من الطلاب، ومكافأة من لم يحضره، هكذا كانت ردة فعل أُستاذنا في المدرسة، إلا أن عقولَنا الصغيرة لم تدرك حينها السر وراء ذلك الصراخ والهستيريا، سوى أننا كنا نعرف عنه كراهيته لشيعة أهل البيت عليهم السلام؛ لذا لم يتمالك نفسَه عندما سمع من يفرح لذكرى مولد الإمام علي عليه السلام، الإمام علي الذي قال عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وورد عنه أيضاً: ما قام الإسْــلَام إلا بسيف علي ومال خديجة. وغيرها الكثير من الأحاديث التي ذكرت مناقب الإمام علي عليه السلام، والدور العظيم الذي قام به في بناء صرح الإسْــلَام الشامخ. ولأنّ أعداء الإسْــلَام لا يستطيعون إنكار ما جاء في الروايات والأحاديث في فضل هذا الرجل العظيم، حاولوا محاربته عن طريق فصل الأُمَّـة عن كُــلّ ما يربطها به واتباعه والسير على نهجه؛ لأَنَّهم يدركون جيداً مدى خطورة حضور هذه الشخصية في نفوس المسلمين على مشروعهم الذي يهدف إلى هدم الدين وضرب المسلمين في دينهم وقيمهم ومبادئهم.
لأنّ نهجَه نهجُ حياة، منهج متكامل يرفع من سار عليه إلى درجات عالية في دينه وقيمه ومبادئه.
ولما كان أهلُ اليمن أَكْثَــر الناس ارتباطاً وولاءً للإمام علي عليه السلام؛ لذا كان هذا الولاء والانتماء مما يغيظ اليهود وأعداء الدين، وما عدوانهم الظالم على هذا البلد إلا محاولة لضرب هذا المشروع القُــرْآني الذي أقتدى فيه أصحابه بالإمام علي، ورفضوا الذل والهوان والاستسلام وواجهوا أعتى طواغيت الأرض.
سيظل الإمام علي عليه السلام حاضراً في وجدان هذا الشعب وفي مشروعه وتحَـرّكاته، وستنتصر عدالة القضية، وسيبقى هذا البلد عزيزاً شامخاً.
وقد فاز فوزاً عظيماً من كان الإمام علي عليه السلام قدوته ومولاه.