الأمم المتحدة تقر بوقوف الفارّ هادي ودول العدوان ضد أية خطوة لتخفيف معاناة الشعب اليمني
المسيرة: نوح جلاس
أقرت الأُمَمُ المتحدة ضمنياً بوقوفِ الفارِّ هادي وحكومة المرتزِقة ومن وراءها دول تحالف العدوان خلف كُــلّ العراقيل التي تم وضعها أمام اتّفاق السويد الرامي إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني.
المتحدثُ باسم الأُمَم المتحدة ستيفان دوجاريك وجه صفعة لقوى العدوان خلال مؤتمر صحفي، أمس الأول، بعد رده على سؤالِ أحد الصحفيين حول الرسالة التي بعثها الفارّ هادي للأمين العام للأُمَم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وانتقد خلالها المساعيَ الأُمَميةَ بقيادة “غريفيث” في تنفيذ اتّفاق ستوكهولم، حيث أكّـــد دوجاريك ثقة الأمين العام في مبعوثه الخاص إلى اليمن.
وعلى الرغم من تذبذب مواقف الأُمَم المتحدة تجاه مختلف القضايا في العدوان على اليمن وآخرها تأخر تنفيذ اتّفاق ستوكهولم بفعل تعاملها غير الجدي مع تنصل الطرف الآخر والعراقيل التي يضعها أمامه واستمرار المجازر اليومية وتصعيد الحرب الاقتصادية، إلا أن الخطوات الأحادية التي نفذها الجيش واللجان الشعبيّة والمتمثلة في الانسحاب من الموانئ الثلاثة في الحديدة وكذا المبادرات الاقتصادية التي أطلقتها القيادتين الثورية والسياسيّة، أجبرتها على تبني الموقف الذي ينبغي عليها القيام به تجاه اتّفاق ستوكهولم، ليأتي الرد على رسالة الفارّ هادي على لسان دوجاريك الذي قال “إن التزام الأُمَم المتحدة تجاه اتّفاق ستوكهولم ينبع أَوَّلاً وقبل كُــلّ شيء من رغبة عميقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني والمساعدة في معالجة الأزمة الإنْسَــانية”، وهو ما يظهر سر ضجيج الفارّ هادي وقوى العدوان على جهود “غريفيث” الذي يأتي من باب محاولة التَّنَصُّــل عن تنفيذ اتّفاق السويد والالتزامات المتعلقة به وعرقلة كُــلّ ما يقضي بتخفيف معاناة اليمنيين، في حين تستمر المجازر اليومية والانتهاكات الصارخة بحق الإنْسَــانية أمام مرأى من العالم وإشادات من قوى العدوان بمواقف الأُمَم المتحدة إزائها.
الخطواتُ الأُحادية التي قامت بها القيادة السياسيّة فيما يخص ملف الحديدة بإشراف اللجنة الأُمَمية أحرجت الأُمَم المتحدة وأمينها العام، ما جعلها تؤكّـــدُ صحةَ وسلامة كُــلّ الخطوات التي تم تنفيذها، وهو ما أثار حفيظة دول تحالف العدوان ومرتزِقتها لتتقافز الانتقادات والاحتجاجات على دور “غريفيث” في تنفيذ اتّفاق ستوكهولم، في رسالة الفارّ هادي لـ “غوتيريش”، والتي أكّـــدت انزعاج قوى العدوان من أية خطوة تفضي إلى تخفيف حدة المعاناة التي يعاصرها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار والحرب الاقتصادية، علاوةً على مساعيها الحثيثة في عرقلة كُــلّ الاتّفاقات المتعلقة بالشأن الإنْسَــاني، والتي كان آخرها لقاء عَمّان الاقتصادي، وملف الأسرى المندرجين تحت اتّفاق ستوكهولم القاضي بتحييد الاقتصاد وتخفيف حدة المعاناة الإنْسَــانية التي يعيشها الشعب اليمني.
وفي هذا السياق أكّـــد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن رسالة الفارّ هادي تهدف بالدرجة الأولى إلى الترهب من الالتزامات التي باتت على عاتق تحالف العدوان ومرتزِقته.
وقال محمد عَبدالسلام في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: بعد تنفيذنا من طرف واحد أَهَــمّ خطوة في تنفيذ اتّفاق الحديدة تعالى ضجيج الطرف الآخر؛ بهَدفِ التَّنَصُّــل من تنفيذ الالتزامات التي عليهم حسب الاتّفاق نفسه، خَاصَّــة وأن خطوات التنفيذ المطلوبة حَالياً باتت منهم”.
وكان الفارّ هادي إيعاز من دول تحالف العدوان قد بعث رسالة لـ “غوتيريش” انتقد فيها الجهود التي يبذلها “غريفيث” في ما يخص تنفيذ اتّفاق ستوكهولم الإنْسَــاني، معتبراً ذلك تدخلاً في شؤونه، متناسياً أن اتّفاق السويد تضمن دور أُمَمي إشرافي في تنفيذ بنوده، ليتضح جلياً بعد هذا الانزعاج هُويَّة الطرف المعرقل للاتّفاقات التي من شأنها تخفيف الأثقال على كاهل الشعب اليمني.