مشاهدُ الطيران المسيّر تقطعُ حبلَ الكذب الإماراتي .. بقلم/ علي الدرواني
كثيرةٌ هي العملياتُ العسكرية الردعية للجيش واللجان الشعبيّة والتي تستهدفُ بها مواقعَ عسكريةً واقتصادية لدول العدوان، والتي نفتها الرياضُ وأبو ظبي في أوقات سابقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر نتذكرُ الصاروخَ البالستي الذي ضَرَبَ ينبُع في العام 2017، والصاروخ المجنّح الذي ضرب مفاعل براكة النووي الإماراتي أواخر العام2017، وأدّى إلى تأخير افتتاحِه للعام الثاني على التوالي، وبعض عمليات الطيران المسيّر التي استهدفت مطارات دبي وأبو ظبي ومحطاتِ تكرير نفط في الرياض ونجران وأبها وغيرها، كانت الإمارات والسعودية تحاولُ أن تحافظَ على ماء وجهها أَوَّلاً أمام مواطنيها، لتظهر وكأنها من البلدان التي لا يستطيع أحدٌ أن يؤذيَها، وأن حكامَها عندما أهدروا كُلَّ ثروات البلاد ومقدراتها بشراء الأسلحة الحديثةِ والمتطورة قد وفروا كُلَّ وسائل الدفاع التي لا يمكنُ اختراقَها، وفي نفس الوقت حفاظاً على تدفق الاستثمارات الأجنبية في البلاد، ومنع هِجرة رؤوس الأموال إلى الخارج، سواءٌ أكانت المحلية منها والأجنبية.
قاعدةُ الإنكار والنفي التي مارستها الرياضُ وأبو ظبي طيلة السنوات الماضية كسرتها الرياضُ في بعض الأحيان وخُصُــوْصاً عندما يتعلق الأمر باستثمارها بضجة إعلامية طويلة عريضة لاستجداء العالم أَو استعطاف المسلمين، كما حصل في تجيير الصاروخ الذي ضرب الطائف 2016 والحديث عن استهداف مَـكَّــةَ، وكذلك تصوير إصابة السفن الحربية السعودية والإماراتية في البحر الأحمر وكأنه تهديدٌ للملاحة الدولية؛ بحثاً عمن ينقذ الرياض من ورطتها التي عَلِقَتْ فيها مع الشعب اليمني.
وكما يقولُ المَثَلُ العربي: حبل الكذب قصير..، فقد جاءت المشاهد التي تم الإفراجُ عنها مؤخراً لعمليةِ استهدافِ مطار أبو ظبي الدولي بطائرة من نوع صمّاد 3، والتي استهدفت مبنى الترمينال 1 في المطار، في 26 يوليو حزيران 2018، ويظهر في المشاهد المصورة بالفيديو طائرةُ صمّاد 3 أثناء اقترابِها من مطار أبو ظبي الدولي قبل أن تصلَ إلى الهدف محدثةً كتلةً ناريةً في المكان المستهدف.
هذه المقاطعُ المصورة تقطعُ حبلَ الكذب الإماراتي، حيث أن هذه هي العمليةَ التي نفتها الإماراتُ حينها وأصدرت بياناً أشارت فيه إلى حادثٍ يتم التحقيقُ فيه مع المسؤولين المختصين، ووعدت بالكشفِ عن التفاصيل، قبل أن ينفيَ أحدٌ مسؤوليها لوكالة رويترز الحادثة من أصلها.
الملاحَظُ في هذه المشاهد أن العمليةَ العسكرية النوعية ترافقت مع عملية أمنية واستخباراتية بامتياز، والصور الموثّقة التي رأيناها تُثبِتُ مدى مصداقية القول بأن العملية أصابت الهدف بدقة، وينسحب الأمر بالنسبة لسلاح الجو المسيّر على عمليات القوة الصاروخية وأهداف الصواريخ البالستية والتي ربما تكونُ هي الأُخْـــرَى موثقةً كما رأيناه، من يدري، وهنا تُسحق المكنة الإعلامية للرياض وأبو ظبي ومَن معها وتسقط كُلّ دعاواهم بالنفي أَو اختلاق أَسْبَـاب أُخْـــرَى كانفجار محول كهرباء أَو إطَار أَو حادث عرضي أَو ما شابه.
من نافلةِ القولِ هنا الإشارة إلى أن عملياتِ الجيش واللجان الشعبيّة ذاتِ الدلالات الردعية يتم الإعلانُ عنها أَوَّلاً بأول، وتحديد مدى دقتها وإصابتها لأهدافها، ونوعية تلك الأهداف العسكرية والحيوية والاقتصادية والاستراتيجية، بعيداً عن دعايات الرياض الكاذبة باستهداف مَـكَّــةَ بصاروخ بالستي لا أساسَ له من الصحة، ومحاولة استثماره بطريقة فاجرة وساقطة قبيل القمم التي خططت لها في مَـكَّــةَ المكرمة آخر الشهر الجاري.
وهكذا فإنَّ المشاهدَ المفرَجَ عنها تقولُ الكثيرَ من الأمور وتفشي الكثير من الأسرار، سواء من حَيث توقيتِ عرض المشاهد والذي يأتي بتوقيت الجيش واللجان الشعبيّة وسلاح الجو المسيّر، وهم فقط الذين يختارون متى وكيف ينشرون مثل هذه المشاهد الموثقة.
بقي أن نقولَ إن هناك رسالتين يجبُ أن يأخُذَهما المعنيون جيداً بعد هذه المشاهد، الأولى رسالةٌ إلى الشعب العربي الشقيق في المملكة وهي دعوةٌ لهذا الشعب المغلوب على أمره، إِذَا أرَادَ أن يحصلَ على المعلوماتِ الصحيحة والأخبار الصادقة فعليه أن يستمعَ لما يقولُه الجيشُ اليمني واللجانُ وأن لا يصدق أمراءَ آل سعود وآلتهم الإعلامية الكاذبة، وإن كان قد انخدع فيما مضى، فعليه أن يكونَ متيقظاً في الأَيَّـام القادمة.
والثانيةُ رسالةٌ إلى المستثمرين في السعودية والإمارات وأن عليهم أن لا يعتمدوا على تطمينات حُكّام الرياض وأبو ظبي، فمستقبلُ الاستثمارات في هذه البلدان أصبحَ مرهوناً بإيقافِ العدوان على اليمن، ولا مناخَ آمناً لأيِّ نوعٍ من الاستثمار في هذه الممالك والإمارات إلّا عندما يتم احترامُ إرَادَةَ الشعب اليمني، وتركه ليقرِّرَ مصيرَه بنفسه.