آلافُ المرتزقة السودانيون يبادون في اليمن دفاعاً عن “إسرائيل”!
المسيرة | خاص
يتواصلُ انكشافُ كواليس الدور القذر الذي تمارسُهُ دولُ تحالف العدوان في إطَار السعي لاحتلال اليمن، ومن تلك الكواليس مشاركة مرتزقة الجيش السوداني في اليمن واستخدامهم كوقود لخوض معارك الرياض وأبو ظبي وتكبّد الخسائر البشرية بدلاً عن الجيش الإماراتي والسعودي، وتأتي تلك المشاركة في إطَار التوجّــه الذي تقوده كُلٌّ السعودية والإمارات للتطبيع مع إسرائيل ومواجهة حركات وتيارات المقاومة في المنطقة خدمة للاحتلال الصهيوني تحت الذريعة الواهية “محاربة إيران”، وهو الأمر الذي يوضح أَيْــضًا أن مرتزقة الجيش السوداني يلقون بأنفسهم إلى جحيم اليمن ليس لأجل المال السعودي والإماراتي فحسب، بل لأجل الدفاع عن المشروع الصهيوني أَيْــضًا، وهو ما يكشف أَكْثَــرَ طبيعة معسكرِ العدوان ومنتسبيه.
صحيفةُ نيويورك الأمريكية نشرت قبل فترة أن عددَ الجنود السودانيين المتواجدين في اليمن بلغ أَكْثَــرَ من 10 آلاف جندي، بينهم 40 % من الأطفال، ومعظمهم من قوات الدعم السريع المعروفة بـ “الجنجويد”.
وفي تقرير بثته، أمس الأول، نقلت قناةُ الجزيرة الإخبارية عن صحيفة لوموند الفرنسية أن الإماراتِ تستخدمَ المرتزقة السودانيين كـ “وَقود للمدافع”، فبما تكلفهم بحماية قواعدها العسكرية، إلى جانب الدفع بهم في المعارك داخل مختلف الجبهات.
كُلُّ هؤلاء الجنود المتواجدين داخل أَكْثَــر من خمس جبهات، يتعرضون بشكل متواصلٍ لمجازرَ ومحارقَ؛ بفعل العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش واللجان وبالذات على الجبهات الحدودية.
وبحسب “الجزيرة” فإن الفريق محمد حمدان حميدتي، قائد قوات ما يسمى الدعم السريع وأحد أبرز القيادات المشرفة على مشاركة مرتزقة الجيش السوداني في اليمن، اعترف في سبتمبر 2016، بأن عددَ قتلى الجنود السودانيين في اليمن بلغ حتى حينها 412، فيما أكّـــدت مصادرُ عسكرية مطلعة في القوات السودانية أن العدد كان ذلك الوقت 850 قتيلاً، ناهيك عن مئات الجرحى.
كانت تلك الأرقامُ قبل أَكْثَــرَ من عامين ونصف عام، ووسط تكتم إعلامي كبير سواء من قبل تحالف العدوان أَو من قبل النظام السوداني، وهو ما يعني أن العدد الفعلي كان أَكْبَــر مما تم الاعتراف به.
ويمكن تقدير نسبة الزيادة في عدد قتلى وجرحى المرتزقة السودانيين حتى الآن بما يجعل الحصيلة تقارب نصف عدد القوات السودانية المقاتلة في صف العدوان.
وبالنظر إلى حقيقة أن قواتِ المرتزقة السودانيين لم تحقّــق منذ بدء مشاركتها وحتى الآن أي إنجاز ميداني لتحالف العدوان، فيمكن القول إن تلك القوات جاءت فقط لإلقاء نفسها في محرقة محقّــقة مقابل المال.
تلك الخسائر كان من الممكن أن تكون هويتها العسكرية سعودية أَو إماراتية، بدلاً عن سودانية وهذا السببُ المعروف لاستمرار الرياض وأبو ظبي بالتعامل مع المرتزقة السودانيين واستقدامهم إلى اليمن.
لكن خلف ذلك السبب يكمُنُ الهدفُ الأشمل الذي توضحه تحَــرّكات قيادات مرتزقة الجيش السوادني والتي توضح أن استمرار تدفق الجيش السوداني إلى اليمن برغم خسائره المتواصلة يأتي جزءاً من مشروع خدمة المُخَطّط الصهيوني الذي ترعاه كُلٌّ من السعودية والإمارات في المنطقة تحت ذريعة “مواجهة إيران”.
ليس خفياً أن المشرفَ العام على قوات المرتزقة السودانيين المشاركين في اليمن، هو الفريق أَوَّل عبدالفتاح البرهان الذي دعمته السعودية والإمارات ليصبحَ رئيسَ ما يسمى المجلس العسكري الانتقالي الحاكم للبلاد بعد سقوط البشير، وهو ما يوضح الكثير من كواليس العلاقة بين مشاركة المرتزقة السودانيين في اليمن وبين التوجّــه الذي ترسمه الرياض للمنطقة لتشكيل انظمتها بما يتوافق مع توجّــه التطبيع مع العدوّ الصهيوني.
مشهدٌ توضحه أَيْــضًا تحَــرّكات نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، الفريق محمد حمدان حميدتي، وهو قائد قوات ما يسمى الدعم السريع المشاركة في اليمن، فبعد سقوط البشير ارتفعت أصوات مطالبة بإيقاف مشاركة القوات السودانية في اليمن، إلا أن حميدتي صرح بأن الأمر سيستمر.
حميدتي الذي بات معروفاً بكونه رجلَ السعودية والإمارات، ظهر مؤخّراً في السعودية إلى جوار ولي العهد السعودي في إطَار اللقاءات والتحَــرّكات التي تديرها السعودية ضمن الخطط الجديدة التي تسعى من خلالها الرياض لتحشيد الأنظمة التابعة لها لتبني “صفقة القرن” وحماية كيان العدوّ الصهيوني بذريعة مواجهة إيران.
ارتباطُ نشاطات قيادات القوات السودانية المشاركة في اليمن بالخطط السعودية والإماراتية الداعمة للكيان الصهيوني، يوضح أن مشاركة المرتزقة السودانيين في اليمن، لم يكن فقط لأجل المال، وإنما هو جزءٌ من مُخَطّط خدمة الكيان الصهيوني، خُصُــوْصاً وقد باتت مشاركة “تل أبيب” في تحالف العدوان على اليمن واضحة ومعترف بها.
يشار أَيْــضًا إلى أن وثائق لويكليكس، قد كشفت في وقت سابق أن كُلّ من البرهان وحميدتي كانا مرشحان لدى الإدارَة الأمريكية لخلافة البشير في حال حدوث تغييرات سياسية نظرا لقربهما من المخابرات الأمريكية، وهو ما يؤكّـــد أَيْــضًا أن مسألة مشاركة القوات السودانية في العدوان على اليمن هو جزء من خطة الولايات المتحدة في المنطقة والتي تتضمن إدارَة العدوان على اليمن كما تتضمن التطبيع مع الكيان الصهيوني.