من منهجية وعلى خُطَى (فُـــزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَـةِ) .. بقلم/ أمل المطهر
تقتربُ منا ذكرى موجعةٌ وفاجعةٌ عظيمة حلت على الأُمَّــة الإسْـــلَامية بل وفجعت بها الإنْسَــانية بأسرها وهي ذكرى ارتقاء أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب أمام المشارق والمغارب.
وبينما نحن نسترجع تلك الذكرى ونقف في محراب الوصي التقي ونرى دمائه الزكية تراق بيد أشقى الأشقياء.
بينما نحن في خضم ذلك الوجع وَبكبر تلك المصيبة نعود إلى زماننا هذا ونقيس ما بين ذاك الزمان الذي استهدف فيه الإِمَــام عَلِيّ وهذا الزمان سنرى أن الإِمَــام عَلِيّاً كمنهجية كثقافة كولاية كأَسَاس بناء للنفس البشرية في جميع مجالات الحياة مازال يستهدف حتى الساعة.
الإِمَــام عَلِيٌّ الذي عُرف بعقليته الفذة وحكمته البالغة وقوته الجسدية العظيمة التي اكتسبها من خلال بناء نفسه وعقله البناء الإيْمَــاني الراقي والوعي المتنامي بناء قرآنياً ربانياً أوصله لمبالغ درجات الكمال الإيْمَــاني ذلك الرجل الذي أكمل به وبولايته دين الله رغم كُــــلّ هذا وغيره الكثير لن يتسع لنا المقام لذكره إلا أننا نراه يسقط في محرابه شهيدا لتضيع أُمَّــة الإسْـــلَام وتتوه بين صحاري ثقافات مغلوطة وولاءات متعددة.
يُقتل الإِمَــام عَلِيّ ويستهدف بشكل مدروس وممنهج بشكل دقيق فَالإمام علي كان أَكْبَــر خطر على أَعْـــدَاء الدين وأَعْـــدَاء الإنْسَــانية، ومن بعد وفاة النبي صلوات ربي عليه وعلى آله سعى أَعْـــدَاء الدين الإسْـــلَامي لطمس الدين المُحَمَّــدي السليم والمنهجية القويمة
وكان استهداف الإِمَــام عَلِيّ على رأس ذلك المخطّط، فهو المنبع الصافي الزلال لتلك المنهجية المُحَمَّــدية وبدأت رحلة الأُمَّــة مع الشقاء باستهداف أعلام هديها جيلاً بعد جيل وتغييبهم واخفاء معالم طريقهم المستقيم وصنع أعلام من ورق أفعالهم هشة وبطولاتهم خيالية لتجري الأُمَّــة وراء سراب يحسبونه هو المخلص والمنقذ ويجرون بَعيداً عن المنقذ الحقيقي والمخلص الوحيد لهم من كُــــلّ ما يعانونه من شقاء.
وتتجلى لنا الحقائقُ واضحةً كنور الشمس فنرى الأن من يتولى أمريكا وإسرائيل ويسير في فلكها ويسبح بحمدها ونرى من يقاتل في صف الباطل وهو يشهد بأن الله هو الواحد الأحد ونرى من يضرب ويظلم ويقتل وهو لا يحرك ساكنا ولا يدفع عنه ضيماً؛ بسَببِ ذلك الولاء الهش والانْتِمَاء المجوف الخالي من اية مبادئ.
لكن رغم كُــــلّ هذا الظلام وتلك الأوجاع نرى نور الله ينبثق من بين تلك الجداران وينبلج ساطعا من وسط ذلك التيه ليقولها ويؤكّــد تلك السنة الالهية بأن دماء الإِمَــام عَلِيّ هي من انتصرت كما انتصرت دماء ابنه الحسين بكربلاء وكما انتصرت دماءُ ابنه زيد في أرض الكناسة وكما انتصرت دماء ابنه الحسين بمران.
وها هي تلك الجُملةُ الشهيرة التي قالها الإِمَــام عَلِيّ حينما ضربه ابن ملجم على رأسه الشريف حتى تخضبت لحيته الشريفة بدمه الطاهر (فُـــزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَـةِ) تتردّد الآن على مسامعنا من فم كُــــلّ مجاهد أبى الضيمَ والإذعان لمعاوية عصره.
ها هي أَفِيْ سَلَامَةٍ مِنْ دِيْنِي يتردّد صداها في أرض الحكمة والإيْمَــان فيسمعها العالم بأسره أفي سلامة من ديننا إِذَا فلا نبالي بصواريخكم ولا بحصاركم ولا بعواصفكم.
أفي سلامة من ديننا لا نبالي بعدتكم ولا بقوتكم.
ها هي ضربات الإِمَــام عَلِيّ في كُــــلّ مترس ووراء كُــــلّ صاروخ وخلف كُــــلّ بندقية ها هي تسبيحات وصلوات واستغفار ودعوات الإِمَــام عَلِيّ تتردّد في سمائنا وتشق الفضاء تكَبيراً وتمجيداً لله الواحد الأحد.
هكذا فزنا ورب الكعبة بولايتنا للأمام علي وهكذا كنا وعدنا خير أُمَّــة أخرجت للناس وأصبحت ليلة استشهاد الإِمَــام عَلِيّ نقطة انطلاقة لنا لإحقاق الحَــقّ وإبادة للباطل وانتصار للإنْسَــانية.