عمل المنظمات الإنْسَــانية ظاهره إنْسَــاني وباطنه تجسسي استعماري .. بقلم/ محمد صالح حاتم
من أوجد المنظمات الإنْسَــانية هو من ينتهك حقوق الإنْسَــان، ومن أوجد منظمات الإغاثة وتقديم المعونات الإنْسَــانية هو من يتسبب في انتشار الجوع بين السكان، ومن أوجد منظمات الأمن والسلام هو من يتسبب في نشوب الحرب والقتل والدمار، ومن أوجد منظمات الرعاية الصحية وحماية المرأة والطفولة هو من يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة المعدية.
مفارقات عجيبة…!
فمن أوجد هذه المنظمات ودعمها هي دول الاستكبار العالمي ممثلا ًفي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، والهدف هو استغلال الشعوب واحتلالهم مجدّداً عن طريق هذه المنظمات.
هذه هي حقيقة المنظمات التي تدعي الإنْسَــانية وهي بعيدة كُــلّ البعد عن العمل الإنْسَــاني، بل إن هذه المنظمات تقتات وتجمع المليارات من الدولارات مستغلة معانات الشعوب الفقيرة والتي تتعرض لكوارث وحروب.
وهذا هو ما يحصل في اليمن، فبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات الإغاثة العالمية الإنْسَــانية العاملة في اليمن تقوم برفع تقاريرها عن حدوث كارثة إنْسَــانية في اليمن؛ بسَببِ الحرب والعدوان والحصار وأن ملايين اليمنيين أصبحوا تحت خط الفقر وأن أَكْثَــر من عشرين مليون محتاجين للمساعدات، وأن مئات الآلاف من النساء والأطفال تهدّدهم الأمراض القاتلة؛ بسَببِ انتشار الأمراض والأوبئة المعدية وبسبب سواء التغذية.
فهذه المنظمات تستغل معانات ملايين اليمنيين؛ بسَببِ الحرب والحصار فتقوم بجمع المليارات من الدول المانحة وأَكْثَــرها من دول العدوان (أمريكا والسعوديّة والإمارات)؛ بهدف تقديم معونات غذائية للمواطنين اليمنيين وتقديم العلاجات واللقاحات وإيواء النازحين والمتضررين من الحرب والعدوان، وكذا تزيين وتحسين صور الدول الكبرى أنها تقدم المساعدات والمعوْنات للشعوب المتضررة والمنكوبة والتي فيها حروب ويتعرض أبنائها للنزوح.
ولكن للأسف الشديد فهذه المنظمات تقوم بتوزيع مواد غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية ولا تصلح كغذائي آدمي، بل إنها عبارة عن سموم قاتلة، وتعمل كذلك على تخدير المواطنين وصرفهم عن البحث عن أعمال ومصدر دخل لهم ولأسرهم، وإبعادهم عن الزراعة والاهتمام بها بحيث يصبح المواطن اليمني معتمداً كلياً على ما تقدمه هذه المنظمات من مواد غذائية شهريا ً.
والأفظع من هذا وذاك أن هذه المنظمات تعمل على إهانة وإذلال المواطن في طوابيرَ طويلة منذ صباح الفجر حتى عصر يتعرضون للبرد وحرارة الشمس القاتلة، وهذه هي عملية ترويض للشعب بحيث يصبح مطيعاً وخاضعاً لأوامر من يطعمونه ويشبعون جوعه، بل إن هذه المنظمات تقوم بجمع البيانات الخاصة بالمواطنين وأسرهم وأرقام تلفوناتهم وصورهم وحتى أخذ بصماتهم وهذه المعلومات من المفترض أنّها معلومات سرية خاصة بالدولة فقط، ونحن نعلم أن هذه المنظمات تتبع دول الاستكبار وَالاستعمار العالمي، وبالتأكيد أن هذه المنظمات تقوم بإعطاء الدول الكبرى هذه المعلومات السرية، وهذا انتهاك للسيادة.
فعمل هذه المنظمات ليس إنْسَــانياً كما تدّعيه بل إن عملها تجسسي استخباراتي واستعمار جديد للشعوب، وأن عدونا بهذه المنظمات يسعى إلى تحقيق ما عجز عن تحقيقه بالحرب والقتل والدمار والحصار وَهو الخضوع والركوع والاستسلام لمخططاته ومشاريعه.
فعلينا جَميعاً ًكيمنيين أحرار أن نوحد صفنا ونجمع كلمتنا ونحلّ مشاكلنا بالحوار الأخوي وأن نغلب مصلحة الوطن فوق كُــلّ المصالح، وأن لا نرتهن لهذه المنظمات ولا نعتمد عليها في قوتنا، وأن لا نذل ونهينا أنفسنا ولا نبيع سيادتنا بانتظار ما تقدمه لنا هذه المنظمات من فتات وأغذية فاسدة ومنتهية الصلاحية وسموم قاتلة، وأن نعتمدَ على أنفسنا ونتوجّه لزراعة أرضنا ونأكل من خيرات بلادنا ونحفظ كرامتنا وعزتنا ونصونا أعراضنا ونحافظ على صحة أبنائنا، وأن نتعاون ونتكاتف ونتراحم فيما بيننا فعدونا لا يريد لنا الخير ولا لبلدنا الأمن والاستقرار والسلام.
وعاشَ اليمنُ حراً أبياً، والخزيُ والعارُ للخونة والعُملاء.