قوةُ العرب وعزتهم تتوقف على اهتمامهم بالقــرآن الكريم
إعداد/ بشرى المحطوري
بعدَ سنةٍ تقريباً من انطلاقِ الشعار، وبعد أن ظهر الأثرُ الذي تركه الشعارُ على الأعداء، قام السفيرُ الأمريكي بنفسه بزيارة صعدةَ، وفور الانتهاء من تلك الزيارة قامت السلطات الحكومية آنذاك بحملة ملاحقات تم خلالها القبض على كُلّ مَن يصرُخُ بالشعار أو يلصقه أو يوزعه، والقيام بحبسه وإيذائه.
ورداً على ذلك تحدث الشهيدُ القائدُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- في محاضرة ــ ملزمة ــ [الشعار سلاح وموقف] عن العديد من القضايا التي كانت تثار حول الشعار المناهض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ولماذا نردّده؟ وما هو أثره على اليهود وأمريكا.
انعكاسُ المفاهيم عند الناس
ابتدأ الشهيدُ القائدُ محاضرتَه بالتأسف على انعكاس المفاهيم عند الناس بحيث أصبح التصرفُ الصحيح خطأً، والتصرف الخطأ صحيحاً!! فقال: [من المؤسف أنك تسمع أن هناك من يتكلم من اليهود والنصارى على رسول الله، وعلى القُــرْآن، وعلى الإسلام وترى العرب في المقابل، ما يحصل منهم مواقف قوية, بل يصل الأمر إلى أنه مثل ما حصل عندنا في صعدة عندما يندد الناس بأمريكا وإسرائيل, ويتكلموا على أمريكا وإسرائيل، يحصل من يقول لك: لا.. يبطِّلوا ويسكتوا, يتوقفوا لا يكتبوا الشعار هذا.. إلى الدرجة هذه حصلت].
مستفهماً استفهاماتٍ إنكاريةً قوية، وحُجَّيتها دامغة، وفيها الرد الشافي على من يمنع الشعار، فقال: [وكيف أنت تريد تسكتنا أن لا نتكلمَ على اليهود والنصارى، والله قد لعنهم في القُــرْآن الكريم! كيف لا نتكلم على أمريكا وإسرائيل، وها هم لا يسكِّتون من يتكلم منهم على رسول الله، وعلى القُــرْآن، وعلى الإسلام, لا يسكتونهم].
الحلُّ في مواجهة الهجمة الصليبية الشرسة على الأمة
مؤكّـــداً -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن الحَلَّ لمواجهة هذه الهجمة يتمثل في أمرين:ــ
الأمر الأول:ــ
العودةُ إلى القُــرْآن الكريم وتعاليمه، ولا مخرج للأمة سواه مما هي فيه من الذل والمهانة تحت أقدام اليهود، وهو كتابٌ مقدسٌ لا يختلف على صحة ما جاء فيه اثنان من المسلمين؛ لأن المتكفِّلَ بحفظه هو اللهُ سبحانَه وتعالى، قطعيُّ الثبوت والدلالة، فدعاهم إليه قائلاً: [يحاول الناس أن يهتموا بتدبر القُــرْآن الكريم, وسيعرفون أن الأشياء تكون هامة جداً, هامة جداً مسألة أن يكون الإنسان ملتزماً بكتاب الله, وأن يهتدي بكتاب الله, قضية تتوقف عليها نجاته، وهدايته في الدنيا وفي الآخرة, ويتوقف عليها عزة المسلمين، وعزة العرب بالذات, عزة العرب بالذات وقوتهم وتمكينهم يتوقف على الاهتمام بالقُــرْآن الكريم, بغيره لا يمكن أن تقوم لهم قائمة ولا يمكن أن ترتفع لهم راية، إطلاقاً؛ لأنهم ربطوا بالدين, ربط مصير العرب بالدين].
الأمر الثاني:ــ
أن يعملَ الآباء على تحصين أبنائهم بالإسلام الصحيح والفكر الصحيح، حتى لا يصبحوا عرضةً للتضليل، الذي يؤدي بهم إلى القتال إلى جانب اليهود والنصارى ضد أمتهم ودينهم من حيث لا يشعرون، وهذه هي الطامة الكبرى، وقد حصل ذلك من قبل، فقال: [ونحصن أولادنا، ما يصبحوا عرضة للتضليل، ما يصبحوا عرضة بأن يصبحوا في الأخير قد يجندوا لصالح أعداء الله, لصالح اليهود والنصارى, قد يجندوا فعلاً. لأن الأمةَ قد مرت بحالة مثل هذه، الاستعمار الذي انتهى قبل فترة, الاستعمار العسكري الذي كان موجوداً استعمار بريطاني وفرنسي وإيطالي وبلجيكي وغيره, كانوا يسوقون الناس في الحرب العالمية، يسوقون المسلمين ليقاتلوا تحت راية البريطانيين، تحت راية الإيطاليين، تحت راية الفرنسيين، يقاتلون, يجند لك عشرات الآلاف من المسلمين يقاتلون لصالحه، لأطماعه, هذا يعتبر من أسوأ المواقف، من أسوأ الحالات].
استخدم الاستعمارُ أسلوبين لاحتلال الشعوب
مُشيراً -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى أن اليهود والنصارى في هجمتهم الشرسة على الإسلام والمسلمين منذ القدم استخدموا أسلوبين هما:ـ
الأسلوب الأول:ــ الهجومُ المباشرُ بالحرب والقتل على الأمة الإسلامية، وقد أثبت هذا الأسلوبُ فشلَه، حيث قال: [كان الأسلوب الأول يكون من البداية عبارة عن هجوم, الهجوم يخلق عند الناس حالة ردة فعل واستياء من المستعمر؛ ولهذا تجد أنهم في الأخير اضطروا إلى أن ينسحبوا من البلدان التي استعمروها].
الأسلوب الثاني:ـ ذريعة [مكافحة الإرهاب]، وهو أسلوبٌ أخبثُ من الأسلوب الأول، حيث أن الشخص لا يدري ولا يحس أنه تحت الاحتلال إلا بعد أن يكون اليهود وَالأمريكيين قد استحكموا فعلاً من كُلّ مفاصل الدولة، فقال -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-: [الاستعمار الحديث الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرهاب, ومعهم مجموعة يسمونهم إرهابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطرِّدهم, نلحق بعدهم, ويدخلوا المناطق, يدخلوا البلدان, يدخلوا البلاد ويحتلوها ويهيمنوا عليها, ويكونوا قد خضعوا الدولة فيها, والناس ما يروا شيئاً إلا عندما تستحكم قبضتهم, ما يرى الناس أشياء, ما يروا أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم, قد دخلوا البلاد, بنو قواعد عسكرية, توافدوا بأعداد كبيرة].