جندي سعودي يقتل مرتزقاً في مأرب و”غزوان” يرأس محكمةً خاصةً به في مدينة تعز
المسيرة | خاص
ضمن مسلسل الفوضى الإجرامية المتواصلة التي تعصفُ بجميع المناطق الواقعة تحت عبث العدوان ومرتزقته، شهدت محافظتَا مأرب وتعز، خلال الأيام الماضية انتهاكاتٍ جديدةً كشفت عن مستوىً عالٍ من الإجرام تمارسُه قوى الاحتلال ومرتزقتها بحق المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها في المحافظتين.. انتهاكات أظهرت أيضاً سلطةَ المرتزقة على حقيقتها المخزية كأداة رخيصة لتغطية جرائم الاحتلال بحق اليمنيين، حتى وإن طالت هذه الجرائم أفرادا محسوبين على سلطة المرتزقة نفسها.
ففي محافظة مأرب، وباعتراف وسائل إعلام المرتزقة، أقدم أحدُ جنود الاحتلال السعودي الذين يتواجدون في معسكر ماس التابع للعدوان، على قتل أحد عناصر المرتزقة المنتسبين للمعسكر نفسه، يوم الثلاثاء الماضي، في فضيحة جديدة تكشف مدى اذلال الاحتلال لمرتزقته.
تفاصيل الواقعة تعتبر فضيحة أكثر من الواقعة نفسها، إذ ذكرت العديد من المصادر المتطابقة، أن الجندي المرتزق المقتول “عز الدين مهدي صالح القوطي” المنتسب لما يسمى اللواء “81 مشاة” التابع لمرتزقة الإصلاح، وهو من أبناء محافظة ريمة، كان يعمل كـ “طباخ” لدى القوات السعودية المتواجدة في المعسكر، وأن سبب مقتله كان أن الأكل الذي أعده لم يعجب أحد جنود الاحتلال السعودي!
وبحسب المصادر فإن الجندي السعودي القاتل “محمد مفرح الصهلولي” أطلق رصاصةً مباشرةً أصابت “القطوي” في الصدر، ونُقل على إثرها إلى المستشفى لكنه توفى بعدها بيوم واحد.
ولم تقفِ الفضيحةُ عند هذا الحد، إذ أكّـــدت المصادر أن عناصر المرتزقة في المعسكر قاموا بحماية الجندي السعودي القاتل، ورافقوه إلى مكان آمن بعيد عن المعسكر، لكي لا يتعرض لأي انتقام، في إثبات جديد على أن علاقة المرتزقة بالاحتلال وصلت إلى أقصى حدود الامتهان والاستعباد.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للمرتزقة صورا لجثة القتيل وقد تمت تغطية مكان إصابته بالرصاصة في الصدر.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها المرتزقة لتصفيات من قبل قوات الاحتلال، فما حدث في معسكر ماس لا يختلف عن الضربات الجوية التي يتلقاها المرتزقة في مختلف المواقع والمناطق والامتهان الذي يتعرضون له في السجون الإماراتية والسعودية في الحدود، أَو في المناطق الجنوبية.
ومن مأرب إلى تعز، حيث أعلن القيادي المرتزق، غزوان المخلافي، أحد ضباط ما يسمى اللواء “22 مدرع” التابع للعدوان، عن افتتاحه محكمة خاصة به أمام منزله لممارسة مهام القضاء، وإصدار الأحكام والعقوبات.
وفي بيان عن “المكتب الإعلامي” له، أعلن المرتزق المخلافي، الأربعاء الفائت، أنه بدأ بالفعل بعقد جلسات قضائية أمام منزله.
وأرفق البيان بعدة صور التقطت خلال تلك “الجلسات” وظهر فيها المرتزق المخلافي وهو يرأس المحاكمات، ويقوم بتنفيذ الأحكام التي يصدرها، وسط عدد من المسلحين التابعين له والذين يقومون بإحضار “المتهمين” والقبض عليهم.
ويعد الصبيُّ المرتزق “المخلافي” أحدَ “المطلوبين أمنياً” لسلطة المرتزقة نفسها، وسبق للمحكمة الجزائية بتعز إصدار قرار قبض قهري عليه، لكنه يتجول بحرية داخل المدينة تحت عين كُــلّ أجهزة سلطة المرتزقة، بل إنه بات يشكل سلطة خاصة.
فضحية أخرى لا تختلف كَثيراً عما حدث في مأرب، غير أن الضحايا هنا هم المدنيون والمواطنون الذين يتعرضون للاعتداءات ونهب الحقوق من قبل قضاء “المخلافي” وتحت سطوة غيره من قيادات المرتزقة الذين يبني كُــلّ منهم لنفسه “دولة” خاصة في المنطقة التي يسيطر عليها، وكل ذلك بمباركة من سلطات الفارّ هادي في المدينة.
وليست هذه المرة الأولى أيضاً التي يقيم فيها قيادات المرتزقة محاكم خاصة بهم داحل محافظة تعز، فقد سبق لجماعة المدعو “أبي العباس” أن فعلت المثل ونفذت إعدامات بحق المواطنين، كما فعلت أيضاً مليشيات حزب الإصلاح.
وبين ما يرتكبه الاحتلال السعودي بحق المرتزقة في مأرب، وما يرتكبه المرتزقة بحق المواطنين في تعز، تتضح المزيد من ملامح الواقع الإجرامي الفوضوي الذي يعصف بالمناطق الواقعة تحت سيطرة العدوان، وهي ملامحُ غير جديدة، إذ عرفتها هذه المناطقُ منذ بداية العدوان من خلال ما لا يمكن إحصاؤه من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان ومرتزقتها.