نحوَ مشروعٍ جامع .. بقلم/ محمد أمين عزالدين الحميري
داخلَ كُـــلّ جماعة ومذهبٍ وحزبٍ متعصبون ومتطرفون كُــــثْــــرٌ، وبما أننا في اليمن نعيشُ ظروفاً استثنائيةً وعلى عتبات مرحلة جديدة تقتضي تضافرَ الجهود، وكُلٌّ يعملُ على خدمة المشروع الوطني من موقعه وبطريقته، نتمنى من بعض المندفعين بحُسن نية أَو المتعصبين داخل جماعة أنصار الله أن لا يحجروا واسعاً في إلزام مَن يقفُ معهم في خندق واحد بكل شاردة وواردة وأن يكونوا نسخةً طبق الأصل من المنتميين حركياً للجماعة، الذي علينا وعليكم التأكيدُ عليه لتصُبَّ مخرجاتُ أيِّ عمل وطني في خدمة المشروع هو الانطلاق من خلال مرتكزات ومحدّدات واعية وصحيحة، وأن يحذر الجميعُ الوعيَ المنقوصَ الذي يضُرُّ صاحبه أكثرَ مما ينفع.
ليس بوسعنا ولا بوسعكم الاستغراقُ في التفاصيل التي عادة ما تكونُ لها انعكاساتُها السلبية على أي تقارب وتفاهم وعلى وحدة الصف الذي نأملُ أن تتوطدَ مداميكُه، لا ننكر أن ثمة تراكماتٍ متعددةً تتطلب التصحيحَ والتغيير داخل كُـــلّ الجماعات والأحزاب وَ…، لكن علينا أن نتعاملَ مع ذلك بحكمة ونعمل على الارتقاء بتدرج، إلا فيما كان لا يجوز فيه تأجيل البيان عن وقت الحاجة فهذا لا مانع.
ودائماً ما نقول إن وجودَ مشروع جامع وقيادة حكيمة ومسؤولة -كما في بلادنا اليوم والحمدُ لله- سيكونُ باعثاً على التحديث والتطوير داخل كُـــلّ الأطر التنظيمية، وكل المتغيرات والتحولات الإيجابية هي التي ستفرضُ على الجميع تصحيحَ المسار، ومَن لم يواكب ذلك بشكل إيجابي سيتجاوزه الزمن؛ لذا فما علينا هو كيفية الالتفاف لتحقيق التطلعات والأهداف المنشودة، لا نريد تكرارَ المكرّر الخطأ الذي تعيشه بعض الأحزاب والجماعات في تحالفاتها، فهي تحالفات وتكتلات قائمة على الحقد والكراهية ضد أطراف أُخْـــرَى داخل المجتمع ولها سياساتها وبرامجها التدميرية، نحن شعب مكون من جماعاتٍ ومذاهبَ متعددةٍ، والمطلوب هو إبراز القواسم المشتركة فيما بيننا وهي كثيرة، والسعي لمقاومة العدوان كمشكلة حالية، والإسهام في بناء الدولة كُـــلٌّ بما يناسبه ويجيده، ومع هذا سيأتي الانفتاحُ على بعضنا البعض بشكلٍ أكبرَ ويحصل الانسجام وتُزالُ الكثيرُ من التخوفات لدى البعض ويحصل من التواصل والمراجعات الشيءُ الكثير، وهذا سيكون إن شاء الله حالَ امتلكنا نظرةً ثاقبة للواقع اليوم وما فيه وحرصنا على تشجيع الخطوة الإيجابية الصادرة عن هذا أَو ذاك أياً كان تأثيرها وحجمها وبأية طريقة عبّر عنها، وخطوة يتلوها خطوة وموقف ورأي صحيح، كُـــلُّ هذا كفيلٌ بتشكل صحوة واسعة ووعي مستنير ملموس.
أتحدث لإخواننا في جماعة أنصار الله نعم؛ لأَنَّ الجماعةَ اليومَ هي الحاملُ الأولُ للمشروع الإصلاحي النهضوي في اليمن، وبالتالي فعلى المتصدرين المشهدَ من أعضائها وقياداتها أن يكونوا على قدرٍ كبير من الحصافة والمرونة والمسؤولية عند التعاطي مع الأفكار والأشخاص وأية تحولات آتية من هذا التوجه أَو ذاك؛ ليحصل تضافر الجهود والتكامل والتعاون على ما فيه الخير.