باحثون يناقشون أبعاد ورشة البحرين وتداعياتها وسبل إفشال مخطّطاتها تحت عنوان “القدس ليست للبيع”
المسيرة: نوح جلاس
نظّمت الجبهةُ الثقافيةُ لمواجهة العدوان وملتقى الوعي والتلاحم الشبابي، أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاءَ، ندوةً سياسية ثقافيةً؛ للوقوف عند المواقف العربية والإسلامية إزاء ورشة البحرين الخيانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وفي الندوة التي عُقدت بالتعاون مع حركة حَــقّ للحقوق وتيّار الوفاء الإسلامي – البحرين، تحت عنوان “القدس ليست للبيع”، ألقى أمين عام ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي، كمال الشريف، كلمةً أكّـــد فيها موقف الشعب اليمني الثابت والمبدأي تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار الشريف، إلى أن المساعي الخليجية لتصفية القضية الفلسطينية ستواجَهُ بسخط يماني كبير على جميع المستويات، داعياً الشباب والمثقفين والمفكرين والنشطاء والإعلاميين إلى تعزيز وتكثيف الجهود التعبوية لتحذير شعوب العالم العربي والإسلامي من مخاطر المؤتمرات والورشات الدولية المنعقدة لتعبيد الطريق أمام التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفي مقدمتها ورشة العار المزمع عقدها في البحرين.
المعاهداتُ الدوليةُ سلاحُ الكيان الصهيوني لبسط نفوذه على الحق الفلسطيني:
فيما قُدِّمت خلال الندوة ثلاث أوراق عمل، استعرض الأولى منها ممثلُ الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، الأُستاذ خالد خليفة، أشار فيها إلى المؤتمرات الدولية والاتّفاقات التي عُقدت خلال العقود الماضية في مختلف الدول الأوروبية وعلاقاتها بالتمهيد لتمرير صفقة ترامب.
وفي ورقته التي كانت بعنوان “صفة القرن وورشة العمالة بالبحرين” أكّـــد خليفة أن المؤتمراتِ الدولية والاتّفاقات التي رعتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي خلال السنوات الماضية لم تكن في يوم من الأيام إلا محطات لخدمة الكيان الصهيوني وتمكينه من إحكام قبضته على الأراضي الفلسطينية وقرارها السيادي تحت مسميات كاذبة واتّفاقيات زائفة.
وأشار خليفة إلى أن تلك الاتّفاقياتِ مكّنت الكيانَ الصهيوني من التحكم بالقرار السياسي والأمني والاقتصادي الفلسطيني، وضيّقت الخناقاتِ على الشعب الفلسطيني المظلوم والمنهوب، مؤكّـــداً أن تلك الاتّفاقاتِ الخادعة والمقيتة لم تكن لتتم لولا التواطؤ العربي الخليجي المخزي مع توجهات الكيان الصهيوني.
وطالَبَ في ورقته السلطاتِ الفلسطينية إلى سحب توقيع الدولة الفلسطينية من اتّفاق “أوسلو” وغيرها من الاتّفاقات وإبلاغ الأمم المتحدة بذلك، مضيفاً “كُلُّ تلك الاتّفاقات لم تنفذ أيٌّ من بنودها التي تعطي الحق الفلسطينية لأهله، بل مكّنت الكيانَ الصهيوني أمنياً واقتصادياً وجغرافياً على حساب الدولة الفلسطينية.
ودعا خليفة فصائلَ المقاومة الفلسطينية إلى التوحُّد والتلاحم والتماسك لمواجهة المؤامرات التي يحيكها العدو الصهيوني والأنظمة الخليجية العملية.
وفيما يخص ورشة العار في البحرين، أكّـــد ممثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، أن الأنظمة العملية المشاركة في هذه الورشة ستخط على جبينها وصمة عار أمام التأريخ وأمام القضية الفلسطينية، داعياً الشعوبَ العربية والإسلامية إلى الخروج الشعبي الكبير للاحتجاج على أنظمتها التي أعدت عدتها للمشاركة في تلك الورشة الخيانية وبيع القضية الفلسطينية.
وطالب الأممَ المتحدة أن تقومَ بدورها المسؤولِ وإخراج الدولة الفلسطينية من قائمة الدول المراقبة إلى قائمة الدول الفاعلة وصاحبة القرار في الأمم المتحدة، مهيباً بالسلطات الفلسطينية لعمل كُـــلّ الجهود لإفشال صفقة القرن.
وتطرق خليفة إلى مواقفِ الشعب اليمني العظيم مع فلسطين أرضاً وشعباً ومع قضايا الأمة المركزية رغم ما يعانيه من عدوان غاشم وحصار جائر.
حربُ المصطلحات.. سلاحٌ آخر استخدمه الكيانُ الصهيوني لإفراغ الذاكرة الثقافية والفكرية العربية من رمزية القضية الفلسطينية:
وفي ورقة العمل الثانية تناولت رئيسةُ الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، الدكتورة ابتسام المتوكل، الحربَ الفكرية والثقافية التي شنها الكيان الصهيوني إلى جانبِ غزوه العسكري؛ لتغيير المصطلحات والمفاهيم وجعل القضية الفلسطينية قضية لا وجود لها في فكر والثقافة العربية والإسلامية كما هو واقع دول الخليج وباقي الدول ذو الأنظمة المنضوية تحت مظلة الكيان الصهيوني.
وأكّـــدت الدكتورة ابتسام المتوكل في ورقتها التي كانت بعنوان “القدس ثقافياً” أن الكيان الصهيوني حاول تبديد كُـــلّ المصطلحات التي تشد الفكر العربي والثقافة العربية نحو القضية الفلسطينية وقدسيتها بالنسبة للأمة العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن الحربَ الناعمة كانت الأسلوب الذي انتهجه الكيان الصهيوني نحو شعوب العالم العربي والإسلامي لإفراغ مفكراتهم الثقافية والفكرية من مركزية القضية الفلسطينية.
وتطرقت المتوكل إلى أهميّة الحفاظِ على المسميات والمصطلحات الثقافية والفكرية المرتبطة بالقضية الفلسطينية والمقدسات، ومواجهة حرب المصطلحات والحرب الناعمة التي يعممها الكيان الصهيوني اليوم بشكل كبير، داعية المفكرين والمثقفين إلى القيام بدورهم في توعية المجتمعات وتحصينها من الرياح الناعمة التي يصدرها الكيان الصهيوني.
ورشةُ البحرين الخيانية.. يمثّلها النظامُ الخليفي الخائن والزعماء المرتهنون لتل أبيب:
وفي مشاركة لحركة حَــقّ البحرينية للحقوق، أكّـــد ممثلها الأُستاذ عبدالقوي الخنجر في مداخلة له عبر الشاشة، أن ورشة العار المزمع عقدُها في البحرين لا تمثل سوى النظام الخليفي، مشيراً إلى وجودِ سخط شعبي كبير يسود الشارع العام البحريني إزاء الخطوات الخيانية التي تمارسها الأنظمة الخليجية بكل تجرد من الأخلاق والمبادئ والحياء.
وأكّـــد الخنجر أن موقفَ الشعب البحريني الحُرِّ هو مناهَضةُ تلك الورشة المنظمة صهيونياً، لافتاً إلى الديكتاتورية الكبيرة التي يمارسها النظام البحريني بحق الأحرار من شعب البحرين المناهضين لسياسات التطبيع والارتهان للكيان الصهيوني.
وأثنى الخنجر على الشعب اليمني العظيم إزاء مواقفه العظيمة والتأريخية في هذه المرحلة المفصلية من تأريخ القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الشعب اليمني منذ الأزل وإلى الأبد سيظل شعب إيمان وحكمة، ومدافعاً عن حمى الأمة ومقدساتها ومقدراتها.
وأكّـــد أن صمود الشعب اليمني أمام العدوان السعودي الأمريكي الغاشم هو صمود الشعب الفلسطيني وصمود كُـــلّ الشعوب العربية والإسلامية أمام المؤامرات الصهيونية الأمريكية البريطانية.
صفقةُ الفرن.. مخاوفُ صهيونية من معادلات يمنية:
وفي خضم الندوة، قدم الأُستاذ محمد العابد -أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان- ورقة العمل الثالثة بعنوان “صفقة القرن والتطورات الأخيرة الناتجة عنها”، تطرق من خلالها إلى تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو التي عبر فيها عن مخاوفه من انتصار الشعب اليمني ومسانده ومشاركته في العدوان على اليمن.
وأكّـــد العابد أن العدوانَ من لحظاته الأولى كان إحدى المعارك التي يشنها الكيان الصهيوني ضد كُـــلّ من يحمل روحية الولاء لفلسطين والبراء من اليهود والنصارى المعتدين، لاقتاً إلى المخاوف الصهيونية من تطور القدرات اليمنية في مواجهة العدوان.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني وعملاءَه باتوا اليوم يصطفُّون بكل شفافية ووضوح لتصفية القضية الفلسطينية ومحاربة محور المقاومة، منوّهاً بالمواقف الإيرانية المشرفة التي تبنتها طهران مؤخراً في كسر شوكة العدو الأمريكي ومواقفها المشرفة منذ عقود في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ومساندة قضية فلسطين منذ انتصار الثورة الإيرانية الإسلامية التي طردت الوجود الأمريكي والإسرائيلي من داخل طهران ووضعت اول سفارة للدولة الفلسطينية في العالم.
وأكّـــد العابد أن محورَ المقاومة في اليمن والعراق والشام سيكونُ على العهد في مناصرة القضية الفلسطينية والوقوف أمام كُـــلّ المؤتمرات والندوات والاتّفاقات والورشات التآمرية الهادفة إلى مصادرة الحق الفلسطيني، داعياً الشعوبَ العربية والإسلامية وفي مقدمتها الشعب اليمني إلى رفع الأَعلام الفلسطينية في كُـــلّ الأرجاء اليمنية؛ لإيصال رسالة للكيان الصهيوني أن فلسطين ليست للبيع.
وفي ختام الندوة، صدر بيانٌ مشتركٌ للجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وملتقى الوعي والتلاحم الشبابي – اليمن، وحركة حَــقّ – للحقوق، وتيار الوفاء، أكّـــد أن ورشة البحرين ستواجَهُ بسخط شعبي كبير يحبط كُـــلّ مخطّطاتها وأهدافها، داعياً إلى رص الصفوف العربية والإسلامية في مواجهة الأنظمة العميلة المنضوية تحت المظلة الصهيوني، فيما تخلل الندوة فلاشات معبرة عن القضية الفلسطينية وخطورة صفقة القرن، كذا قصائد شعرية أكّـــدت حضور القضية الفلسطينية في الوسط اليمني بشكل كبير.