صحيفة المسيرة تستعرض تفاصيل اعتداء عصابة مسلحة على مسافرين هناك:
المسيرة | جبران سهيل
يحيى دبا.. يقررُ الذهابَ إلى زيارة أرض الحرمين لأداء مناسك العمرة، يتفقُ مع والدة وعددٍ من جيرانه من أبناء قرية المواهبة في مديرية كعيدنة بمحافظة حجة، وعددُهم خمسة، تحَـرّكوا صوب بيت الله الحرام ولزيارة بعض أقاربهم العاملين في السعودية، وفي طريق العودة نحو الوطن رافقهم في سفرهم أَيْضاً شخصان من أبناء منطقتهم ليكتمل عددهم سبعة أشخاص.
وفي طريق العبر منطقة الرويك مأرب الواقع تحت وطأة الاحتلال وسلطات الفارّ هادي وميليشياتها المسلحة، كانت مجموعةٌ من قطاع الطرق تترقب وصول المسافرين للمكر بهم ونهبهم، ومع تجاوز نقطة أمنية وعلى مسافة قصيرة جداً منها، تم إيقاف المسافرين من قبل المجموعة المسلحة التي تستقل سيارة دفع رباعي، بعد أن أمطرتهم بوابلٍ من الرصاص، من أجل سلبهم متاعهم واموالهم وَكل ما يملكون.
دار شجارٌ، وَكانت هناك مقاومة محفوفة بالمخاطر من قبل بعض من الأفراد المسافرين؛ لأَنَّ هناك ضمنهم أشخاصاً مسنين لا يستطيعون فعلَ شيء أمام المسلحين.. كان من أبرز من قاومهم الأُستاذ “أحمد حسين ماهوب” الذي كاد أن ينتزع سلاحَ أحد أفراد العصابة، لكن فرد آخر في العصابة كاد أن ينتزع روح أحمد حسين حين أطلق الرصاصَ عليه، فأصابه بثلاث طلقات إحداها جاءت في منطقة الحوض وأصابت خِصيته التي تم استئصالها لاحقاً في أحد مشافي مدينة مأرب. وبقية الطلقات أصابت قدميه حتى سقط أرضاً ليتم أخذُ ما بحوزته من مال وجوالات ومحفظة، وفرت تلك العصابة دون إيجاد من يلاحقهم.
هذه صورةٌ واحدةٌ وشاهدٌ واحدٌ على عملية اعتداء ونهب تعكس الصورة الحقيقية لمن يتشدق بوهم الشرعية واستعادة الجمهورية وبناء اليمن، وهذا هو واقعُ مناطقَ معينة شاءت الأقدار أن تكون درساً لمن لا يزال ينعم بالأمن والاستقرار في ظل تواجد الجيش واللجان الشعبية أن يدركوا جيداً مخاطر التفريط.
استطعنا الحصولَ على أسماء ضحايا ذلك الاعتداء وهم كُلٌّ من:
١- الحاج محمد دبا ماهوب
٢- يحيى محمد دبا ماهوب
٣- محمد علي أحمد ماهوب
٤- علي عبده يحيى شوك ماهوب
٥- صالح دبا ماهوب
٦- محمد صغير قاسم ماهوب
٧- أحمد حسين ماهوب “مصاب”
أما ما تم نهبُه من قبل العصابة المسلحة فيصل إلى مبلغ ١٥٥٠٠ ريال سعودي، إلى جانب ٣ حقائب أغراض شخصية وهدايا٠
يُذكر أن طريقَ العبر مأرب كثيراً ما يتعرضُ فيه المسافرون لعمليات تقطع ونهب في ظل انعدام الأمن والفوضى التي تشهدها مناطقُ من تسمِّي نفسها “الشرعية” دون إيجاد أية حلول.
ومن يسلم من رداءة وحفريات الطريق العام وما يتسبب من حوادث راح ضحيتها المئات يجدُ أمامه وجهاً لوجه عصاباتٍ تقطع الطريق وتنهب ما بحوزة المسافرين من أغراض وتسفك دم كُـــلّ من يقاومهم دون حسيب أَو رقيب.
وكل ما تقدمه لك النقطة الأمنية التابعة للمرتزقة هناك، هي نصيحة موجهة للمسافرين أن يتجمعوا حتى يصلوا لعدد من السيارات ثم يتحَـرّكون، دون وجود لأية جهة يشكون إليها طغيانَ وعبثَ هذه العصابات، في ظل شرعية مزيّفة تائهة في فنادق الرياض وفي سُبات عميق جلبت لليمن ولليمنيين القتلَ والدمار والفوضى والمحتل ولا شيء غير هذا، فيما يستخدمها أعداءُ اليمن لتدميره ومحاولة إذلال شعبه ونهب ثروته واحتلال كامل أراضيه، لكن كان ولا يزال على أرض الوطن أبطال يقفون لمشاريع العمالة والارتزاق بالمرصاد، ويذودون عن اليمن ببسالة واقتدار، ويدوسون بأقدامهم الشريفة كُـــلّ مشاريع ومخطّطات العدو وأدواته للعام الخامس.