عموميةُ الصرخة في كلمة قائد الثورة .. بقلم/ هاشم أحمد شرف الدين
سبعَ عشرةَ سنةً ما بين أول إطلاق للصرخة على لسان الشهيدِ القائدِ السيد حسين بدرالدين الحوثي سلامُ الله عليه، وبين ترديدِها على لسان قائدِ الثورة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله تعالى- في كلمته بالأمس بمناسبة الذكرى السنوية لها، والتي قدَّمَ فيها مقارباتٍ بين دوافعِ نشأة المشروع القُـــرْآني -الذي تمثِّلُ الصرخةُ أَو الشعارُ واجهتَهُ- وبين ضروريات استمراريته وحتمية ديمومته، كحالةٍ تتطلبُها أخطرُ مرحلة لم يعد العدوُّ الأمريكي خلالَها يمهِّدُ لتحَــرّكاتِهِ، بل أصبح يضربُ دونما مباﻻة في جسدِ الأُمَّـــة، وبالاعتماد أَيْــضاً على أنظمةٍ عربيةٍ لم تعد تخجلُ من كشف خضوعِها التام وتبعيتها المطلقة للعدوّ..
وامتداداً لكلماتِ المناسبة خلال سنوات ماضية، فقد بَرَزَ مجدّداً البُعدُ العامُّ الذي قدَّمه السيدُ القائدُ للشعار، كشعارٍ للأُمَّـــة جمعاء، ليس محصوراً بجماعةٍ معيَّنةٍ أَو فئة محدّدة أَو طائفة ما أَو حتى شعبٍ ما، فقد حرص على استهلالِ كلمته بتوطئةٍ عن دواعي المشروع القُـــرْآني وإطلاق الصرخة الشعار بداية عام 2002م كتحَــرُّكٍ في مواجهة مُخَطّط عدائي أمريكي يستهدفُ الأُمَّـــةَ بكاملها وليس أفغانستان أَو اليمن أَو العراق مثلاً..
وليعزِّزَ الوعيَ بعمومية الشعار، فقد ورد اسمُ “الأمة” عشرات المرات في كلمة السيد القائد، وحرص على استكمال كلمته دونَ الخَوض في تفصيلات محلية رافقت انطلاقةَ المشروع القُـــرْآني في اليمن، أَو إلى ما تعرض له الشعارُ ومردّدوه من قمع وصل حَــدَّ القتل والحرب، بل أخذ يتحدَّثُ عن استهداف العدوّ الأمريكي للأُمَّـــة ككل، موضحاً أنواعَ الاستهداف وغاياتِه التي تضمن حتماً تحقيقَ المصلحة الأمريكية الكاملة على حساب الأُمَّـــة ودينها وحريتها وكرامتها وحياتها..
ولتعزيز الرسالة عن عمومية المشروع والشعار على مستوى الأُمَّــة، مضى السيدُ القائدُ بالحديث عن القضية الفلسطينية ومستجداتِ ما تسمى صفقة القرن، كورشة البحرين، وخطورة التبعية لأمريكا وإسرائيل التي بلغت عندَ بعض الأنظمة العربية درجةَ تقديم مُقَــدَّسات وأراضي الأُمَّـــة هديةً لهم.
إن الملفتَ هنا هو البُعدُ الإضافي الذي أعطاه السيد القائد للشعار، حين أكّـــد أن التحالُفَ مع أمريكا وإسرائيل الذي تتقدمُه السعوديّة والإمارات هو غدرٌ للأُمَّـــة، بما يشير ضمناً إلى أن الشعار يتضمَّنُ عُمَــلَاءَ أمريكا وإسرائيل وإنْ لم يصرح بأسمائهم.
لم يفُتِ السيدَ القائدَ -الذي تنقُلُ حوالي عشرين قناة تلفزيونية عربية وإسْــلَامية كلمتَه المتلفزة- أن يخاطِبَ الشعوبَ العربية والإسْــلَامية وليس الشعب اليمني فقط، بالحديث عن مسئوليتهم أمام الله في مواجهة العدوّ الأمريكي، وعن ضرورة أن ينخرطَ الجميعُ في مشروع نهضوي تعبوي شامل يتجهُ لجميعِ أَبْنَــاء الأُمَّـــة، ويحسِّسَ الجميعَ بالمسؤولية ويرفع مستوى الوعي لديهم، مؤكّـــداً أن المشروعَ القُـــرْآني الذي تحَــرّك به الشهيدُ السيد حسين بدرالدين الحوثي يتضمنُ خطواتٍ عمليةً في كُـــلّ المجالات؛ لتحصين ساحة الأُمَّـــة من كُـــلّ حالات الاختراق والاستهداف.
باختصارٍ.. لقد قال السيدُ القائدُ -في كلمته-: إن المشروعَ القُـــرْآني كبيرٌ كبرَ القُـــرْآن، وإن عموميتَه تشملُ الأُمَّـــةَ بل والكرة الأرضية كلها، كخيار للوقوف أمام المعتدين المستكبرين الظالمين، وإن علينا أن نوسعَ من نظرتنا له وفهمِنا لدوره، وأن ندركَ أبعادَ الشعار، وأن ﻻ يجُرَّنا البعضُ إلى جزئيات تصرفنا عن تركيز الاهتمام والجهود في مواجهة العدوّ الأَكْبَــــر الحقيقي، المتَـمَـثِّـل في أمريكا وإسرائيل..
ختاماً.. إن شعاراً ينُصُّ على “الموت لإسرائيل” ﻻ يمكنُ لقائد الصارخين به إلا أن يختمَ كلمتَه بلسانٍ يمثلُ كُـــلَّ أحرار الأُمَّـــة؛ لتجديد الموقف الثابت المبدئي من القضية الفلسطينية، بعد التأكيد على أن مصير صفقة القرن وورشها هو الفشل بإذن الله..
وبقدر ما كانت كلمة السيد القائد كلمة توعية وتحصين وتحميل للمسئولية، فقد كانت كلمة براءة كاملة من أمريكا وإسرائيل وعملائهم، تماما كالصرخة كالشعار..
فسلام الله على مبتكر الشعار، وعلى من أوصله إلى العالمية، وعلى كُـــلّ من ردّده وهو يدرك ويعي قيمته وعموميته..
الله أَكْبَــــر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسْــلَام