خطابُ السيد القائد يطلقُ شعارَ الصرخة في العالم العربي والإسلامي .. بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
لا أحد يبدأ مقالتَه بسؤال، إلا إِذَا كانت مقالةً خبريةً، كما نسميها في مصطلحات الصحافة، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بوضوح وإعلان خبري يهزُّ العالمَ كلَّه، خبر لا مثيلَ له في التأريخ سوى أخبار وأحداث ظهور انتصارات مشاريع الانتقالات التأريخية الكبيرة، كظهور مشروع التوحيد لسيدنا إبراهيم عليه السلام وسقوط مشروع عبادة الأصنام، وظهور مشروع التحرّر من التبعية لسيدنا موسى وسقوط مشروع هيمنة فرعون، وظهور مشروع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله، لبناء المجتمع الواعي بمعرفة الله وقيم كتاب الله، وسقوط مشروع الجاهلية الأولى..
السؤال الخبري الآن هو (هل أصبح اليمنيون اليوم مستعدين لتحمل المسئولية الكبرى، وهي مسئولية نقل وعي وقيم ومشروع الصرخة وشعار الصرخة للأُمَّـــة العربية والإسْــلَامية..؟!!) بل لا أبالغ إِذَا قلت (للعالم وللبشرية كلها)، فهذا هو محتوى خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الليلة بمناسبة أسبوع الصرخة الذي يعد خطابا صريحا وواضحاً لتدشين شعار ومنهجية ومبادئ (وعي وقيم ومشروع) الصرخة في العالم العربي والإسْــلَامي على وجه الخصوص وللعالم عامة..
متى سوف نفهمُ نحن اليمنيين أننا أصحاب هذا المشروع العظيم، الذي أطلقه السيد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، مشروع الصرخة الذي عمل منذ أن أطلقه الشهيد على الفرز الواضح لمعسكرين في المنطقة، معسكر الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، ومعسكر مواجهة الولاء والتبعية لأمريكا وإسرائيل، والمعسكر الأخير الذي انتهج من خلال شعار صرخته بالتعامل الجاد والموقف والمسئولية بضابط الإيْمَـــان بالقُـــرْآن الكريم وضابط الحَــقّ والفطرة، وضابط مبادئ وقيم الهُوِيَّة الإسْــلَامية..
الملاحظُ أن خطابَ السيد القائد شرح لنا المعنى الحقيقيَّ لشعار الصرخة والمتَـمَـثِّـلَ بـ:
(اللهُ أَكْبَــــر)، وهو ما يعني أن لا أحد كبير يجبُ الخوفُ منه أَو اتباعه والولاءُ له إلّا الله ُالكبير، والمشروع القُـــرْآني انطلق من هذا الأَسَــاس لسد الثغرات من الداخل، وقدم لنا خطوات استنهاضية وتعبوية.
(الموتُ لأمريكا) يعني أن الصرخةَ انطلقت لمواجهة التهديد والخطر الأمريكي الذي بات واضحاً وجلياً اليوم على الأُمَّـــة، وهذا يعني الموتَ لمُخَطّطات أمريكا الاستعمارية وفرض الهيمنة والتبعية والولاء لها في كافة المجالات السياسيّة والثقافية والعسكريّة والاقتصادية.
(الموتُ لإسرائيل) يعني الموتَ لصفقة القرن، الموت لمشروع تهويد القدس، الموت للتطبيع مع إسرائيل، الموت لمشاريع التبعية والإرتهان لإسرائيل، الموت لورشة العار والخيانة في البحرين..
(اللعنة علي اليهود) يعني اللعنة على مَن يوالي اليهود، اللعنة على شركاء أمريكا وإسرائيل، اللعنة على مشاريع اختراق كيان الأُمَّـــة، اللعنة على مشاريع التأثير الفكري والسياسيّ والولاء والتبعية والتطبيع، اللعنة على الأَعْـــدَاء ومن والاهم اصحاب رؤية الجبناء والجهلة والعُمَــلَاء الذين يريدوننا أن لا نواجهه أمريكا وإسرائيل، اللعنة على اصحاب العنوان الطائفي والتكفيريين، اللعنة اليهود الذين أصبحوا اليوم هم الأدوات التي تواجه كُـــلّ من يقف ضد مشاريع أمريكا وإسرائيل..
(النصر للإسْــلَام) يعني تحمل المسئولية لإيجاد مشروع نهضوي وتعبوي واسع وشامل لمواجهة مخاطر أمريكا وإسرائيل وأدواتهم، يعني لا بُــدَّ من التعبئة ورفع مستوى الوعي والمعرفة للأساليب الصحيحة للتصدي لهذا العدوّ في كافة المجالات، يعني ضرورة أن تتوفر الرؤية الصحيحة وبرامج العمل لتعبئة الأُمَّــة لمواجهة المشروع الشيطاني، ولن يسحق هذا المشروع إلّا القُـــرْآن الذي يحقّق للأُمَّــة كُـــلّ آمالها لمواجهة كُـــلّ هذه الأخطار، النصر للإسْــلَام يعني معرفة الولاء الإيْمَـــاني وتعليمات وأوامر ونواهي القُـــرْآن الكريم، يعني أن المشروع القُـــرْآني هو وحده من يستطيع مواجهة أساليب المشروع الشيطاني..
النصر للإسْــلَام، يعني أننا نحتاج للوعي الكبير، الذي يفترض أَنْ يَكُـــوْنَ مدعوماً في الأنشطة التثقيفية والإعلامية، يعني حضورَ الوعي والمواجهة والموقف، يعني أن علينا إدراك أن العداءَ والمواجهةَ لأمريكا وإسرائيل هو الموقفُ الصحيح والسليم، وأنه موقفُ الحَــقّ والفطرة والاستقلال والحرية والكرامة، موقف والتمسُّك بالحقوق الثابتة، يعني أن نؤمنَ أن مصيرَ الموقف الحَــقّ والصحيح هذا يستند لتوجيهات الله والهُوِيَّة الإيْمَـــانية الذي عاقبته النصر، وأن نتمسّكَ بهذا الموقف الحَــقّ، لمواجهة الصراع الذي أحد أَهَــمّ صراعاته هو بناء المجتمع، يعني أن نبنيَ ونربي أبنائنا على فهم المبادئ والقيم والعزة والكرامة والثقافة الجهادية الذي يحرّرُ الأُمَّــة من الطاغوت..
النصرُ للإسْــلَام، يعني أننا اليمنيين السباقون والمضحون، وأن لا نتحرجَ من أَية علاقة تنتهج هذا النهج المبدئي، وعلى أَبْنَــاء الأُمَّــة الحذر وعدم التأثر بمساعي تقسيم الأُمَّــة، وأن علينا أن نتسلحَ بالوعي القُـــرْآني، وعلينا أن نكثّــفَ حالة الوعي للأُمَّـــة، ونتحمل المسئولية في نشر ثقافة ووعي وقيم ومشروع شعار الصرخة، التي ضحى ولا يزال يضحّي من أجلها اليمن واليمنيين..