فاصدَعْ بما تؤمَر .. بقلم الشهيد البروفيسور/ أحمد شرف الدين
عندما تعرفُ الحَــقَّ عليك أن تصدَعَ به، ليس هناك مداهنةٌ، ليس هناك نفاقٌ في مدرسةِ أهلِ البيت، ليس هناك مراوغةٌ، ليس هناك مكرٌ، هناك وضوحٌ في الرؤية، اللهُ سَبْحَــانَــهُ وَتَعَالَى يقولُ للنبي:
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)..
فعندما يقرأُ الإنْسَــانُ هاتين الآيتين يقولُ: إذن أنا مكفي من الله، اللهُ سَبْحَــانَــهُ وَتَعَالَى يكفيني المستهزئين..؛ ولذلك تجدُ بعضَهم يستهزئون بأهل القُـــرْآن، ويقولون هؤلاء يردّدون شعاراً، “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ”، أنا مما أمرت فيه أن أصدَعَ بمجاهرة الظلم، أن أصدعَ بالموالاة والمعاداة، أن أحدّدَ من أوالي ومن أعادي، وأبيّن ذلك بشكل واضح، من أجل أن يعلمَ عدوي ويعلم صديقي أَو يعلمَ مَن هو معي، ثم بعد ذلك لا أخافُ شيئاً، ممَّ أخاف وأنا مكفيٌّ من الله سَبْحَــانَــهُ وَتَعَالَى؟ “إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ”، وبالتالي فإنكم تجدون أن هذه الصرخةَ التي تدوي في هذا المكان، وفي أماكنَ كثيرةٍ في هذه البلاد، هي التي تزعجُ المستكبرين وهي التي تزعج المتخاذلين.