مقتل صيادين يمنيين بطريقة وحشية واعتقال آخرين ومصادرة قواربهم على أيدي السلطات الإريترية
تقرير| هاني أحمد علي:
يتعرَّضُ الصيادُ اليمني على مدى أربع سنوات لأبشعِ أنواع التنكيل والتعذيب، وباتت الشريحة الأكثر تضرراً من العدوان وقصف الطيران وسط البحر وكذا الحصار المفروض عليه من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الذي تسبب بكارثة اقتصادية جراء قطع أرزاق عشرات الآلاف من الصيادين ومنعهم من ممارسة مهنة الصيد سواء في سواحل البحر الأحمر أَو سواحل البحر العربي وحرمانهم من الحصول على مصدر دخل يومي يوفر لهم ولأسرهم أدنى مقومات العيش والبقاء.
ورغم ما يتعرضُ له الصيادون اليمنيون من معاناة وانتهاكات جسيمة على أيدي دول العدوان السعودي والإماراتي، فإن ذلك لم يشفع لهم ليحصلوا على تعامل أكثرَ رحمة وإنسانية من قبل بعض الدول الإفريقية التي تربطها حدودٌ بحريةٌ مع اليمن، حيث أقدمت السلطات الإريترية على اعتقال وقتل عدد من الصيادين والعمل على مصادرة قواربهم.
وقالت المحامية والناشطة الجنوبية هدى الصراري: إن السلطاتِ الإريترية تواصلُ مسلسلَ الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبُها بحق الصيادين اليمنيين وقتلها لهم واعتقالهم بطريقة وحشية ومصادرة قواربهم باستمرار.
وأكّدت المحامية الصراري في تغريدها نشرتها على صفحته بـ “تويتر”، أمس السبت، أن الانتهاكاتِ الإريترية قضيةٌ مهمة يجب أن يُفتح ملفها وتناقش من قبل كُـــلّ الإعلاميين والحقوقيين، متسائلة عن أسباب صمت وغض الطرف من قبل حكومة الفارّ هادي في الوقت الذي يدّعي تحالف العدوان على اليمن أنه يقوم بتأمين البحار اليمنية.
ولفتت الناشطة الجنوبية، إلى أن هناك العديدَ من الصيادين المنتمين لمحافظة الحديدة يتم اعتقالُهم والاعتداءُ عليهم ومصادرة قواربهم بشكل مستمر، دون تحريك ساكن من قبل حكومة المرتزقة لحمايتهم، مبينة أن الصيادين اليمنيين لم يقوموا بأي اختراق للسواحل الإريترية، داعيةً كُـــلّ الحقوقيين لرصد تلك الانتهاكات والتبليغ من قبل الضحايا.
وقد تعدّدت صورُ الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون من أبناء محافظة الحديدة، بداية بالاختطافات وقبل هذا بانتهاك السيادة اليمنية ومن ثم اختطاف مواطنين يعملون في المياه الإقليمية اليمنية وهذا مخالفٌ تمامًا لاتّفاقية التحكيم الدولي الموقّعة بين اليمن وإريتريا في عام 1999 والمعترف بها دوليًا والموثقة في الأمم المتحدة.
ووفقًا لتقديرات الجمعيات التعاونية وملتقى الصياد التهامي، فإن إريتريا اعتقلت أكثرَ من 4600 صياد يمني خلال العامين الماضيين ولا يزال المئات منهم يقبعون في سجونها حتى اللحظة دون أي اكتراث لما يسمى الحكومة الشرعية بحياتهم وأوضاعهم الصحية وتجاهل تام لقضيتهم بعد أن باتوا ملفاً منسياً في جدول أعمال الفارّ هادي وحكومة المرتزقة.
وقد ساهم العدوان والحصار على اليمن بشكل رئيسي في تدمير كُـــلّ القطاعات الاقتصادية وعلى رأسها الثروة السمكية، وفي الوقت الذي كانت اليمن هي صاحبةَ أكبر ثروة سمكية في العالم لاتساع الشريط الساحل الممتد على البحر الأحمر والعربي وندرة أنواع الأسماك الأجود على مستوى المنطقة، فقد أصبحت الأسماك تباعُ داخل الأسواق اليمنية بأسعار خيالية، بينما يباع الكيلو في دولة الاحتلال الإماراتي بــ ٥ دراهم فقط، بعد أن منعت أبو ظبي الصيادين اليمنيين من الاصطياد وتضييق الخناق عليهم منذ بدء العدوان والحصار، فيما سمحت لأربع شركاتٍ إماراتية بالاصطياد وتصدير الأسماك إلى بلادها وعدد من دول العالم واستفادة من مواردها المالية لحسابها الشخصي في صورة جسدت أبشع صورة من صُوَرِ الاحتلال.