مكانةُ الإنفاق .. بقلم/ صالح مقبل فارع
من خلل اطلاعي على القُـــرْآن الكريم، وجدتُ أن اللهَ سَبْحَــانَــهُ وَتَعَالَى لم يمدح جهادَ الإمام علي وبطولاته في المعارك وشجاعته، بل مدح جانباً آخرَ فيه وهو الإنفاقُ والصدقةُ، وبهذا استحق الإمام عليٌّ هذه المكانة الرفيعة عند الله ورسوله والمؤمنين.
فقد مدحه في سورة الإنْسَــان عندما قال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).
ثم فرض اللهُ ولايتَه علينا في سورة المائدة عندما تصدق وهو راكع، قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
ثم مدحه اللهُ في سورة البقرة عندما أنفق أربعة دراهم، حَـيْــثُ قال: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
لم يأتِ هذا المدحُ من فراغ وإنما ليقولَ لنا الله سَبْحَــانَــهُ وَتَعَالَى بأن الإنفاق بالمال والصدقة جزء من الجهاد، بل قدمه الله على النفس في كُـــلّ الآيات ما عدا واحدة، قال تعالى (جاهدوا بأموالِهم وأنفسِهم) فالمال قبل النفس، وكله جهاد.
ولذلك يا من يحب أن يُكتب من المجاهدين ولم يستطع الذهاب إلى الجبهة فعليه بالإنفاق، ليدعم المجاهدين بالإنفاق، وليتصدق على فقراء حيه ومنطقته، قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدَّق وأكن من الصالحين.