ماذا لو لم يأتِ السيد حسين؟! .. بقلم/ هاشم المهدي
السيد حسين هذا هو الشهيد الذي لم تنحنِ له قامةٌ ولم يخبُ له صوتٌ، ولا سُمِعَ منه نحيبٌ ولا عرف عنه عويلٌ، بل حافظ على شموخ الشهادة وعزة الأنصار وبقي رمزاً نفتخر بها.
قدم نفسَه وأرخصَ دمَه الطاهرَ فداءً لدين الله..
ورفعَ رايةَ الحق ونُصرة المستضعفين ومقارعة الظالمين الذين يحسبون أنفسهم ملوكَ هذا الأرض.
ماذا لو لم يقُم السيدُ حسين بهذا المشروع الذي هو في منطلقِه وفي مساره وفي أهدافه نراه مشروعاً عادلاً محقاً؟
هل كُنا سنوصلُ إلى هذا الوعي الذي سكَنَنا وبصيرة ومعرفة قراءة الأحداث بواسطة القُـــرْآن؟!
والشعارُ الذي هو براءةٌ من فراعنة هذا العصر الذي قام باستنباطه من القُـــرْآن يصنعُ المعجزاتِ بأبسط الإمكانات في مواجهة أكبر وأعظم الإمكانات التي تمتلكها الأعداءُ، وعندما نصرخ يعني أننا نصرخ بالحق والفداء ورفع الظلم وَمواجهة الظالم والوقوف مع المستضعفين ومواجهة المستكبرين وَالكرامة والعزة وَتعني أنك مع الله ومع رسول الله ومع أولياء الله، وَضد أعداء الله وَرسوله وأوليائه وتعلن التولي لله ورسوله والإمام علي وأولياء الله وَالبراءة من المشركين وأعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الإمام علي وأعداء أولياء الله؛ لأَنَّ الشعارَ لا يرفعه إلّا مَن وجدت في نفسِه العزة والكرامة والشموخ والحرية.
لم يطأطئ رأسَه عندما تكالبت عليه دول السوء بأوامرَ كانت تصدر من قبل أمريكا وإسرائيل..
قال السيد حسين سلام الله عليه:
عندما قلنا لهم لماذا تمنعون الناس من ترديد الشعار؟
قالوا علينا ضغوط من أمريكا.
قال عليه السلام ونحن علينا ضغوط من الله وسنردّدُ الشعار.
وماذا لو لم يكن هو قائدنا هل كانوا سيقاتلون بالطبع لا؛ لأَننا كُنا في حالة صمت ساكنين المقابر ينتهكون أعراضنا..
ويسلبون ثرواتنا ويحتلون أرضنا وخضعنا وذلينا تحت من ضربت عليهم الذلة والمسكنة كنا نخدمهم ونحن لا نشعر فأتى إلينا وأنقذنا وأخرجنا من الذلة إلى العزة ومن الظلام الذي كان يسودُ واقعنا إلى النور الذي يريدُه الله، وانتصر على كُـــلّ المؤامرات التي حيكت عليه والحروب التي شُنّت لإيقافه وإخراسه وإسكاته وكان قوله: لو صب الأمريكيون كُـــلّ ما لديهم من قوة عليّ وحدي لما ساوى ذلك كله يوماً واحداً في نار جهنم.
شعارك سيدي يرفعُ من سوريا ولبنان وتركيا ودولٍ أُخْـــرَى.
يرفع عند كُـــلّ اقتحام وعند إحراق وتدمير آليات العدو وحصونه وعروشه.
هذه العزةُ وهذه الكرامةُ التي وصلنا إليها هي ثمرةٌ من ثمارك وحسنةٌ من حسناتك وأثرٌ من آثارك يا سيدي حسين، سلامٌ من الله عليكم.