وإن مع الصبر نصراً وإن العدوان لَفي خُسر .. بقلم/ زينب الشهاري
لماذا الصراخُ بشعار الموت؟!
أنتم دعاةُ حرب وموت ولستم دعاةَ سلام!
شعارُكم يثير حفيظة أمريكا وإسرائيل ويجعلهما تعادياننا وتقاتلاننا، فلماذا لا تسكتون!!
شعاركم مجرد كلمات لا تنفع ولا تؤثر!
انزعاجٌ وامتعاضٌ وغضبٌ، تعددت الانتقاداتُ وَكلها تنادي بالكف عن إعلان شعار البراءة، وَبالسكوت عن الهتاف بالصرخة في وجه المستكبرين، والسبب واحد، “نفسية انهزامية ذليلة خاضعة تابعة مدجنة مطبعة عميلة”.
لن نرجعَ إلى الوراء لنفتش في المسألة وَلن نعودَ إلى الماضي لنتبين الأمر، فالحاضر قد أفصح عن كُـــلِّ شيء وَرد على أبواق النفاق بل وأخرسها وأظهر حقيقة ادعاءاتها وباطل اتهاماتها وألزمها الحجة وكشف كُـــلّ المغالطات وَأصبح كُـــلّ شيء واضحاً وضوح الشمس.
هما مساران، مسار يدعو إلى تسليم الأُمَّــة مع مقدّساتها وأموالها وتدجين وتطويع شعوبها لتصبح خادمة صاغرة مستسلمة تابعة مطيعة لأعدائها، ومسار آخر يعبق بالكرامة وَيفوح منه أريج العزة وَالاستقلال والبراءة العلنية للأُمَّــة من أعدائها وإظهار معاداتهم قولاً وفعلاً.
هي الحكمة والرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة لقرين القُـــرْآن الذي قدم للأُمَّــة مشروعاً مناهضاً للهيمنة والتبعية هو المشروع القُـــرْآني الذي تحَــرّك به الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي يتضمن خطوات عملية في كُـــلّ المجالات لتحصين ساحة الأُمَّــة من كُـــلّ حالات الاختراق والاستهداف، الله أكبر من كُـــلّ مخلوق ضعيف حقير، الله أكبر على الظالمين الطغاة، الموت لمشروع أمريكا التدميري الاستعماري الاستكباري على الأمم وَالشعوب، الموت لإسرائيل التي قتلت وَدمّرت وَهجّرت وَاستوطنت فلسطين واستحلت ما ليس لها، اللعنة على اليهود الغاصبين قتلة الأنبياء الخبثاء المفسدين، النصر لمن يقيم الحَــقّ وَالعدل، النصر لمن أراد الله لهم العزة من المؤمنين بحق الذين قال فيهم تعالى: “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”.
إن كُـــلَّ المنضوين تحتَ لواء المعسكر الأول، ممن تجردت نفوسهم من كُـــلّ معاني الإباء وَالشموخ وَالكرامة، معسكر الخضوع والولاء لأمريكا رأيناهم يتسابقون ليقدموا ما يستطيعون لأعداء الأُمَّــة، رأيناهم اليوم في العلَنِ يبيعون ما ليس لهم لمن لا يستحقُّ، وعلمنا سبب ما تعيشُه الأُمَّــة من ضياع وشتات لعقود طوال، رأينا ما كان يدور خلف الكواليس يتباهون به بل وَيتنافسون فيه في العلانية وَبكل بجاحة، رأيناهم يتاجرون في قضايا دينهم وأمتهم بل ويدفعون فوق ذلك أموالهم متذللين طالبين الود من اليهود وَالنصارى، رأيناهم تلاميذَ تعشاهم الذلةَ وَالهوانَ يصفقون بحرارة للأمريكي الصهيوني كوشنير في خيانة لله والإسْــلَام والمسلمين في ورشة المنامة التي عرت الجميع، يقدمون فلسطين على طبق من ذهب لإسرائيل لترضى الإدارة الأمريكية عنهم، وَلكنها وَبقول الله تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” وَقال تعالى: “ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيْمَـــانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم” هذه هي أمريكا وَإسرائيل، لا يملكون إلا نفوسا خبيثة مليئة بالحقد والكراهية تجاه الإسْــلَام والمسلمين وإن قدم الأعراب لهم ما قدموا فلا ولن يرضوا عنهم حتى يغيّروا ملتهم ويتصهينوا ويكفروا وهذا ما كان منهم.
ضج المنافقون من الشعار، يريدون أن لا يكون لأمة لإسْــلَام موقفٌ حتى على مستوى الكلمة لمن يتآمر ولا يألو جهداً في استهدافها بشتى الطرق، فهم يريدونها أن تظل صماء بكماء إزاءَ كُـــلّ ما يُقترف بحقها وتمد يد السلام “الاستسلام” بكل سذاجة وانهزامية لمن يمد لها الصواريخ والنار والموت، وَيظل شعار البراءة من الأعداء التي أمر بها الله هو الحصن الحصين ومنبر التوعيةً وشعار الفخر قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، ولهذا حاولوا إسكاته ومحاربة كُـــلّ من يصرخ به لعلمهم أنه سيخلق وعياً لدى الأُمَّــة وَهو وإن كان في الظاهر مجرد كلمات إلا أنها بمثابة صواريخ ترعب معسكر الشر وتزلزلهم وتوجّــه البوصلة نحوهم كونهم العدوّ الأول.
الشعارُ الذي صرخ به الأحرارُ المنضوون تحت لواء المعسكر الثاني، معسكر الحَــقّ قبل سنين عديدة تتجلى أهميته وَجدوائيته وصدق توجّــهاته للجميع سواء المناهضين وَالمحاربين له أَو المناصرين بأحداث وشواهد العصر، بما لا يدع مجالاً للشك بأن مشروع نصرة الأُمَّــة وانتشالها من غياهب السقوط هو مشروع الثقافة القُـــرْآنية الذي أسسه السيد حسين -رِضْـــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- وَيسير بدفته نحو صون وحماية وانتصار الأُمَّــة السيد عبدالملك حفظه الله؛ لتكون اليمن هي منبر الأحرار وقبلة المؤمنين وقائدة الأُمَّــة إلى عزها وشموخها ومنعتها وقوتها وليشهد التأريخ لمن وضع اسمه في قائمة العار والخزي والخيانة المكتملة الأركان في قائمة العمالة ممن ستلعنهم الأجيال القادمة، ومن سجل أشرف المواقف وكان من الأحرار المقاومين المناصرين لقضايا الأُمَّــة، الهجمة علينا شاملة وتستهدفنا في كُـــلّ شيء ونحن بحاجة لأَن نقابلَ هذا المشروع المعادي بحالة استنهاض وتعبئة شاملة لكل أبناء الأُمَّــة ولا بد من وجود مشروع شامل يتجه لجميع أبناء الأُمَّــة، يحسس الجميع بالمسؤولية ويرفع مستوى الوعي لديهم.
وإن مع الصبر نصراً وإن العدوانَ لفي خسر.