الكهرباء.. بين الاحتكار والعشوائية وغياب الدولة .. بقلم/ محمد صالح حاتم
من بين المعاناة التي يعانيه المواطن اليمني جراء العدوان عليه والحصار الاقتصادي الذي يقوم به تحالف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني، انعدام الكهرباء فمنذ بداية العدوان والكهرباء في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات تعيش في الظلام دامس؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية في صافر والخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي، وكذا توقف محطات التوليد التي تعمل بالمشتقات النفطية في ذهبان وحزيز وذلك لانعدام الوقود، وهو ما جعل المواطن يتجه نحو إيجاد البدائل مثل الطاقة الشمسية والتي حلت بعض المشكلة، حَـيْـثُ أصبحت أغلب المنازل والمحال التجارية الصغيرة تعتمد على ألواح الطاقة الشمسية.
وقد ظهرت في الفترة الأخيرة المولدات الكهربائية الخَاصَّــة لبعض التجار والتي تعمل في الاحياء والحارات، ولكن هذه المولدات تعمل بعشوائية في التمديد والتوصيل للشبكة والأسلاك الكهربائية، إضافةً إلى أن مُلّاكَ هذه المولدات يعملون على ابتزاز المواطنين من أصحاب البيوت وأصحاب المحلات التجارية والورش والمعامل، ويحدّدون أسعاراً مكلفة للكيلو وات، وكذا رسوم اشتراك دون أدنى رقابة من الحكومة، أَو استفادة الحكومة من هذه الاستثمارات كضرائب أَو ما شابه ذلك.
إضافة إلى ذلك يتقدم العديد من المشتركين بهذه المولدات بشكاوى مختلفة فالبعض يشكو من الانقطاعات المتكرّرة ولفترات طويلة وهو ما يتسبب في تلف واعطاب معظم الأجهزة والادوات الكهربائية الخَاصَّــة بالمشتركين، وكذا لا توجدُ إجراءاتُ الأمن والسلامة سواء للمواطنين أَو للعاملين والمهندسين التابعين لهذه المولدات، وقد ظهرت عدة مشاكل بين أصحاب المولدات بسبب الاحتكار فكل واحد يقوم بالاحتكار للحارة أَو الحي أَو المربع ولا يسمح للآخرين بتقديم الكهرباء، وكأنها ملكيه خاصة به فلا حسيب ولا رقيب، والسببُ هو غيابُ الدولة ممثلة في وزاره الكهرباء، والمؤسسة العامة للكهرباء الغائبة تماماً.