أمريكا مزعوجة!! .. بقلم/ عبدالملك العجري
أبدت الخارجيةُ الأمريكية انزعاجَها من استهدافِ اليمن السعوديةَ بطائرات مسيّرة وصواريخ إيرانية الصنع، حَــدَّ زعمهم!!
هل نفهمُ من ذلك أنه إِذَا تأكّـــد لهم أنها صناعةٌ يمنيةٌ لن يكونَ مزعجاً؟ أَو في حال استخدمنا سلاحاً روسياً أَو أمريكياً مثلاً لن يكون مزعجاً؟
ألم يكن الأجدر بأمريكا أن تقلق لسقوطِ الآلاف من المدنيين في اليمن ضحايا لأسلحتها؟
ألم يكن الأولى أن يزعجَها أَيْــضاً مشاهدُ المدرّعات والعربات الأمريكية الصنع وعَلَمُ القاعدة وداعش يرفرفُ عليها في تعز وعدن وغيرهما؟
لن يرتاحَ بالُ أمريكا حتى لو تأكّـــدَ لها أن الصواريخَ والمسيّرات صناعة يمنية خالصة؛ ذلك أن انتقالَ الخِبرة وتطويرَها هو المزعجُ وليس انتقالَ السلع.
أمريكا تريدُ احتكارَ الخِبرة ولا تمانعُ من انتشار السلاح، وسبق لها أن رفضت توقيعَ معاهدة توجبُ على الدول الكبرى المصنِّعة للسلاح الامتناعَ عن بيع وتصدير السلاح للبلدان التي تعاني من صراعات أهلية، ومافيا السلاح في أمريكا مستعدةٌ لإيصاله لكل مناطقِ الصراع.
المالُ هو إلهُ أمريكا المقدَّسُ، وفي فلسفتها البرجماتية العالَمُ سوقٌ، والشعوبُ والدولُ زبائنُ، والسياسة والقيم والمواقف والقرارات والجيش كلها سلعٌ مثلُها مثلُ السلاح معروضةٌ للبيع ومَن يملك المال يمكنه أن يحصلَ منها على كُـــلّ ما يريد مقابل المال.
الحصارُ الشاملُ الذي فرضَه العدوان دفع الجيشَ واللجانَ الشعبيّة للاعتماد على الذات وبناء خبرات وقدرات ذاتية في مجال التصنيع العسكري والاستغناء عن شراء أَو استقدام السلاح وأثبتت الأَيَّــامُ أن نقلَ الخبرة أسهلُ من نقل السلاح إِذَا ما توافرت العزيمةُ والإرادة، وخلال العامين الأخيرين كشف الجيشُ واللجان الشعبيّة عن الكثير من المفاجئات يسابقون الزمنَ لتطويرِها كَمًّا وكيفاً.