هل اقتربت صحوة الجنوب بعد سنوات الاستعمار؟! بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
من المعلوم أنَّه كان هناك تحرُّكٌ مسبقٌ لامبراطوريّة الاستعمارات “بريطانيا” في جنوب اليمن التي امتدَّت مائة وخمساً وعشرين عاماً في استعمارها دون أنّ يُحرِّكَ أهل الجنوب ساكناً، وشكَّل هذا التحرُك سطوةً كبيرة لمن سيستعمرون الجنوب من بعدهم.. وامتدت نفوذ الاستعمار إلى التدخُل الفوري في الاستيلاء على عددٍ من الألويّة العسكريّة، بيد أنَّ هذه الامبراطوريّة مارست كُلَّ أشكال التعذيب قبل أن يأتي طُلّابها الغاوون “القاعدة وداعش” ليحلِّوا محلّ جدَّتهم وربيبتهم الكُبرى “بريطانيا” بعد جلائها من أرض الجنوب.
تزاحمت الأحداث والأعوام، وجاء مُستعمرٌ جديد وبالمنطوق المُناسب له “مُستحمر إماراتي”؛ ليُدشِّنَ احتلالاً رسمياً للمحافظات الجنوبيّة من جديد.. بتأييد من أهالي الجنوب الذين باعوا أرضهم لحفنة من صُبيان الاستحمار الإماراتي، ولم يستوعبوا الدّرس بعد أنَّ عجوز بريطانيا قد استعمرهم أَكْثَـــر من قرن ونصف.. وجِيئ بمستعمرٍ قذر قد تم تعميده؛ لأجل أنّ ينزل أهل الجنوب عند رغباته وأنّ يكونوا عبيداً لهم ونساءهم إماءاً للإماراتيين!
فهذا الاحتلال وهذا الاستعمار المرفوض من قبل أحرار اليمن لا تُمثِّل مشكلة عند خنازير النّظام السعودي؛ لأَنّ مُرادهم الرئيس هو أن يتسلَّطوا على مُقدرات اليمن وموانئها ومطاراتها وطرقها.. أنّ تسقُط اليمن تحت سيطرتهم وجورهم، وأنّ يُملشنوا أهل الجنوب؛ ليُقاتلوا في صَفّ الخنزير السعودي والإماراتي.
سُقطرى هي الأُخْرَى تنادي بالثبور في سطوة الصبيّة على مُقدراتها رغم نُدرة ما لديها من أملاك لم تكن موجودة في العالم، وبوقاحة معلنة استولى صبيّة بنو زايد شجرة دمّ الأخوين النّادرة واستأصلوها من جذورها ونقلها إلى دويلتهم.. وبمنطوق ساذج وسخيف باسم “الحريّة والتحرر” يأتي الصبي الإماراتي في تجنيس أهل الجنوب بالجنسيّة الإماراتيّة، وذلك من أجل تسويق ادّعاءاتهم الفارغة في شرعنتهم وسطوتهم على مُقدرات جنوب اليمن؛ ليُصدِّق من كان أحمق في أنّ سقطرى وغير سُقطرى أصبحت مُلكاً لزمرة الصبيان الإماراتيين!
ومن منطوقاتهم التافهة أيضاً: تعميد محتلّ آخر في “مُحافظة المهرة” لتكون إحدى أهدافهم الواهنة باحتلالهم للمحافظات الشرقيّة، ولأنّ صحوة أهل المهرة المُبكِّرة واستيعابهم لما يحصل في الجنوب.. أجبروا الاحتلال السّعودي برحيله على الفور قبل أنّ يمسسهُم نيران غضب من أبى أن يبقى المُحتلّ يعبث بعرض وطنه ويُدنّس تراب أرضه؛ حتى لا تُصبح المهرة طُعمة للاحتلال ولا تصيرُ مرتعاً لصبيّة الحرب القذرة.
والآن إليكم الكلام يامن بعتم للمحتلّ شرفكم وأرضكم من أجل الدراهم والدنانير التي لا تُعادل قيمتها بتراب الوطن، هل تُريدون للغازي والمستعمر أن يبقى عابثاً بخيرات أرضكم؟! هل استوعبتم ما حصل لكم في بارحة الاستعمار البريطاني أم لا زلتم مُصرِّين على وجود الإماراتي الذي جاء يُدنِّسكم بخُفّيه القذرتين؟! هل حانت صحوتكم واستيقاظكم من جمود الصّمت ونفض غُبار التثبيط عن أبصاركم؟!
الفرصة متاحة لكم في أنّ تُقاوموا الاحتلال كما نقاومُ نحن هذا العدوان وغطرسته، الوقتُ حان في أن تعودوا إلى رشدكم.. فإنّا لكم ناصحون.