ماذا يحدث في مأرب؟ بقلم/ زينب العيـاني
ها هم المرتزقةُ يقومون بالهجوم على قرى الأشراف في مأرب، يستضعفونهم؛ لأَنَّهم يخالفونهم بالمذهب والفكر والعقيدة مع ذلك هم مواطنين ومزارعين يعيشون في بيوتهم ولا يرغمون احداً على الانتماء إليهم وَلا يمتلكون السلاح والذخيرة التي تجعلهم يتصدون لكل تلك الترسانة الإصلاحية المتطرفة.
فأَكْــثَــر أهالي قرى الأشراف الذين كانوا مع أنصار الله نزحوا من مأرب لكي لا تكون هناك ذريعةٌ لسلطان العرادة ومرتزقته لإقامة الحرب وسفك الدماء.
ورغم ذلك لم يترك المرتزقة، الأهالي والمزارعين في قرى الأشراف في حال سبيلهم برغم أنهم كانوا لا يعرفون من هم الحوثيون ولا ينتمون لهم بأية صلة!!!!؛ لكن لأَنَّهم أحرار ومتمسكون بعقائدهم وفطرتهم الدينية قاموا بالاعتداء عليهم.
ففي بداية هذه الفتنة التي قام بها مرتزقةُ سلطان العرادة كان هناك بضعةُ رجال من الأشراف يقومون بشراء القات، هنا بدء المرتزقة بافتعال مشكلة مع أحد رجال الأشراف الذي كان ينتظر أصدقاءه في السيارة، قاموا بسبه بأبشع الكلمات، برغم أن هذا الرجل عمل على أن لا تحدث مشكلة تكون بدايتها حرباً لا تنتهي، وحاول تجاهُلَهم لكن نيتهم كانت خبيثةً، خلقوا الأعذارَ لكي يبدأوا بالحرب والاعتداء على هؤلاء المواطنين وإخضاعهم.
وبعد شتمهم وإهانتهم له أثاروا فيه غيرةَ الرجولة فكرامة الرجال غالية جداً ففضّل مواجهتهم وباسل بروحه برغم أنهم كانوا محاصِرين سيارته، لكن كرامتَه أغلى من كُـــلّ شيء، فقام بقيادة سيارته بأقوى سرعة، وبإرادة الله قام بتخطيهم، وحينها أمطروا سيارته بالرصاص، في هذه اللحظة خرج أصدقاؤه من السوق ورأوا صديقهم على وشك أن يُقتل.
ومن هنا بدأت الاشتباكات، وبعدها قاموا بمحاصرة قرية المنين وطالبوا بتسليم الرجال الثلاثة الذين اشتبكوا معهم في السوق.
حينها تحَــرّك جنودُ سلطان العرادة بالتعدي على أهالي المنين الذين لا يمتلكون السلاح، وبدأوا بالضربِ الثقيلِ على البيوت، وأضرموا النيرانَ فيها، وحاصروها منذ اليوم الأول حتى من الماء؛ ليسقُطَ الشهداء والجرحى حتى من الأطفال والنساء وأصبح هناك لا يرى إلاّ الحرائق والدخان، وكأنّا نرى لجهنمَ صورةً مصغرة في الدنيا!!!!
فلقد تمادى بن العرادة وأتباعه، ولكنه قرب أجله بإذن الله وسيذوق من رجال مأرب الشجعان أشدَّ وأقسى أنواع الموت، وسيقول: يا ليتها كانت القاضية في الدنيا قبل الآخرة.