2700 مركز صيفي تحتضنُ أكثرَ من 200 ألف طالب في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية
المسيرة: نوح جلاس
في ظل الهجمات الفكرية الشرسة التي يشُنُّها تحالُفُ العدوان ضمن حربه الناعمة ضد الشعب اليمني إلى جانب عدوانه العسكري وحصاره الغاشمين؛ بغرض تجريده من هُوِيَّته الأصيلة ودينه القويم واستبدالها بأَفكار ومعتقدات تزيده جموداً وضعفاً واستسلاماً لكل ما يحاك من أعدائه، فقد شكلت المراكز الصيفية حصناً حصيناً للأبناء والشباب كفيلاً بعكس رياح العدوان الناعمة، وذلك بما تحتويه من مناهجَ فكريةٍ نابعة من الثقافة القُـــرْآنية الحقيقية والوعي قرآني المرتكز على قاعدة “عين على القُـــرْآن وعين على الأحداث”، وهو ما يسد الباب أمام دسائس الأعداء.
وفي هذا السياق، أكّد مدير عام تعليم القُـــرْآن الكريم في الجمهورية اليمنية ورئيس لجنة العلماء في المراكز الصيفية، الأُستاذ غايب الرازحي أنه لا بد من أسلحة فكرية وتربوية مضادة لهجمات الأعداء الهدّامة والرامية إلى تجريد الشعب اليمني من فكره النيّر ودينه القيم، ووعيه العالي بأعدائه ومخاطر ما يحيكونه تجاهَه.
المراكزُ الصيفية سلاحٌ مضادُّ لمؤامرات الأعداء الهدامة للفكر للنيّر:
وقال الرازحي في تصريحات خاصة لصحيفة المسيرة: “إن المراكز الصيفية من ثمارها وأهدافها التي ستعود على المجتمع بفائدة عظيمة بعون الله تعالى تتمثل في إخراج جيل متنور متفهم واعٍ بما يدورُ حوله من مؤامرات للأعداء المتربصين باليمن وبالشعب اليمني، وشباب وأبناء يعرفون مَن هو عدوهم ومن هو صديقهم”.
وأشار الرازحي إلى أن خطورة اليهود والنصارى على الأمة أجمع تستدعي حشد الطاقات وشحذ الهمم لدحر أخطارهم ومؤامراتهم، مضيفاً “لا بد أن تعرف أجيالُنا بأن اليهود والنصارى ما زالوا يعيثون في الأرض فساداً وما زالوا يريدون أن يستعبدوا الناس وأن يذلوهم”.
وتابع رئيسُ لجنة العلماء في المراكز الصيفية حديثه للمسيرة “ونحن بعون الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- نريد أن نحصِّنَ أولادنا وأبناءنا وأجيالنا من كُـــلّ مؤامرات ومكائد العدو، وبالتالي فإن المراكز الصيفية التي وُجدت لتعليم الثقافة القُـــرْآنية وعلوم الفقه والقُـــرْآن الكريم هي الحصن الحصين لأجيالنا وأبنائنا وشبابنا وبناتنا بإذن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-“.
انزعاجُ الأعداء من المراكز الصيفية يُقابَلُ بتوافد غير مسبوق للطلاب:
وأكّد غايب الرازحي -مدير عام تعليم القُـــرْآن الكريم بالجمهورية اليمنية-، أن العدو إزاءَ افتتاح المراكز الصيفية والإقبال الشعبي الكبير للالتحاق بها، بدا منزعجاً بشكل كبير دفعه لإثارة ضجة إعلامية كبيرة كشف من خلالها مدى قلقه من مخرجات هذه المراكز.
وأضاف الرازحي خلال حديثه للصحيفة “العدو هنا يركز تركيزاً كبيراً وينزعج من المراكز؛ لأَنَّه يعلم أن هذه المراكز تخرِّجُ جيلاً متحصناً واعياً مومناً بالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وبكتابه العظيم الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، ومؤمناً برسوله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، ومتمسكاً بالعظماء من أعلام الهداة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين”.
وفي سياق مواجهة القلق الكبير للأعداء من مخرجات المراكز الصيفية فإن وعي الشعب اليمني بات كفيلاً باختيار الرد المناسب، حيث كان الإقبال الكبير للطلاب والطالبات نحو المراكز الصيفية هو الخيار للشعب اليمني للرد على قلق العدو وضجيجه الإعلامي، حيث أكّد غايب الرازحي أن هناك توافداً غيرَ مسبوق من قبل الراغبين بالالتحاق بالمراكز الصيفية.
وقال: “الحمدُ لله هناك إقبالٌ كبيرٌ وغيرُ مسبوق من قبل أبنائنا وبناتنا الطلاب، وما زال هناك توافُدٌ وإقبال كبير للطلاب إلى حَــدّ هذه اللحظة يتوافدون إلى مختلف المراكز والمحافظات يرغبون بالالتحاق بالمراكز الصيفية ويطالبون بفتح مراكزَ جديدة”، مضيفاً “وأنا أتوقع أن عددَ المراكز الصيفية هذا العام سوف يصل إلى 3 آلاف مركزٍ صيفيٍّ وربما يزيد عن هذا العدد؛ نظراً للإقبال المتزايد نحو هذه المراكز التي تشكل الوقاية من حرب العدوان الفكرية والناعمة”.
أرقامٌ كبيرة وغيرُ مسبوقة لأعداد منتسبي المراكز الصيفية تعكسُ وعيَ الشعب بمؤامرات العدوان الفكرية:
وفي سياق تزايد الإقبال على المراكز الصيفية، أوضح غايب الرازحي مدير عام تعليم القُـــرْآن الكريم، في حديثه للصحيفة أن عدد المراكز الصيفية لهذا العام بلغ أكثرَ من 2700 مركزٍ صيفيٍّ في عموم محافظات الجمهورية اليمنية، مشيراً إلى أن هناك تصاعداً مستمراً لعدد المراكز؛ نظراً للإقبال اليومي من أبناء الشعب في مختلف المناطق.
وأضاف الرازحي: “بالنسبة للطلاب هناك إقبال كبير واهتمام من الأهالي والمواطنين بالمراكز الصيفية، حيث بلغ عددهم بشكل غير مسبوق أكثرَ من 200 ألف طالب والحمدُ لله وهناك تواجُدٌ كبيرٌ للراغبين بالالتحاق، ما يعكس وعيَ المجتمع اليوم بخطورة المرحلة وما تستدعيه لمواجهة العدوان فكرياً وسياسياً وعسكرياً بناءً على أساس الثقافة القُـــرْآنية الملمة والتي تستوعب كُـــلَّ المسائل المتعلقة بمواجهة الأعداء ومؤامراتهم”، مؤكّداً أن الإقبال الشعبي للمراكز الصيفية سيستمر في تصاعد أرقامه كون الشعب اليمني بات مؤمناً بأنه “لا بد من التعليم ومن الاهتمام بالتعليم ولا بد من الوعي، والوعي هنا بخطورة العدو”.