النصرُ القادمُ من اليمن .. بقلم/ علي الزهري
لن يظلَّ اليمنُ هامشياً كما يُرادُ له أن يكونَ، تابعاً في قرارِه، منتهكةً سيادته مُحتلة أرضه، فالعدوانُ وأدواتُه إلى زوال، ولن يستمرَّ الصلَفُ على اليمن مهما طال أَمَدُه، فاليمنُ القويُّ قادمٌ، وسيخرُجُ من محنته أَشَــدَّ وأصلبَ، وسيكونُ له حضورٌ قويٌّ وتأثيرٌ في رسم وجه المنطقة وحسم مِـلَـفّاتها، فكُلُّ مقومات القوة والتأثير متوفرةٌ فيه، بدءاً من القيادة الرشيدة الواعية الصادقة المخلصة، مروراً بالثروة البشرية الهائلة التي تعد الركيزةَ الأساسيةَ للقوة، وليس انتهاءً بالموقع الاستراتيجي، وهو اليومَ يخوضُ معركةَ التحرّر من كُـــلِّ أشكال التبعية والضعفِ وينفضُ عن كاهله تراكماتِ الترهُّل والإحباط والوهن، ويُعيدُ تموضعَه ليكونَ حَيثُ يجبُ أن يكونَ، مناصِراً لقضايا الأُمَّــة العادلة ومسانداً لكل المظلومين ومتحدياً لكل الظلمة والطغاة المعتدين، اليمنُ المتمكّنُ قادمٌ ليكونَ سنداً قوياً لمن لا سندَ له في أمتنا، مثلما هو حالُه اليوم سنداً وعوناً حتى في ظل وضعِه الاستثنائي الراهن، اليمنُ القوي تتجلّى ملامحُ قدومِه حتى قبل انقشاع غُبارِ المعركة، ولعلَّ افتتاحَ مَعرِضِ الرئيس الشهيد صالح الصمّاد للصناعات العسكرية التي أزاحت فيه القيادة العامة للقوات المسلحة الستارَ عن أسلحة جديدة، منها صاروخ قدس 1 الباليستي المجنَّح وصناعات حربية يمنية جديدة لسلاح الجو المسيّر لَدليلٌ على أن اليمنَ يُعيدُ ترتيبَ أوراقه وتموضعِه وسيراه الجميع في مكانه الطبيعي بين الأمم، نعم لن يغيبَ اليمنُ عن المشهد في منطقتنا المشتعلة، ولن يستطيعَ أحدٌ بعد اليومِ تغييبَه أَو تجاوُزَه أَو التهكُّمَ عليه، وإذا كانت دولٌ كبيرة في منطقتنا ارتضت أن تتخلّى عن دورها وحضورها وحجمها وتأثيرها لصالح طموحِ محمد بن سلمان في أن تكونَ المملكةُ سيدةَ المنطقة وصاحبةَ القرار لتبيعَ وتشتريَ في مقدسات الأُمَّــة وأعراضها، فإن اليمن لن يقبلَ أن يكونَ هذا الحالُ على حسابِ كرامةِ الشعوب وقضاياها المحقّة، فقيادةُ المملكة الحالية غيرُ مؤهلة لقيادة المنطقة أَو حفظ وحماية مقدرات الأُمَّــة ومقدساتها، بل على العكس من ذلك فهي تشكّل خطراً حقيقياً على الأُمَّــة، وما هرولتُها للتآمر على القضية الفلسطينية من خلال مساعيها لتمرير صفقة القرن إلا دليلٌ على عدم أهليتها للعب دور إيجابي لصالحِ الأُمَّــة، فالتفريط والخيانة والعمالة والارتهان والتطبيع والعداء للمسلمين أبرزُ ملامح وجه الكيان السعودي القبيح؛ ولذلك نجدُ شرفاءَ الأُمَّــة يفرحون بسماعِ أخبارِ قصفِ اليمن لأهدافٍ سعودية، لما ترسَّخَ لديهم من قناعاتٍ بأن السعوديةَ شَرٌّ محض، وأن اليمنَ موطنُ القِيَمِ والنبل والثبات على صدق المواقف وأن نصرَ الأُمَّــة من نصرِ اليمن وقوتَها من قوتِه، فأهلاً بنصرِ الأُمَّــة القادمِ من اليمن.