في معرض الصماد تتجلّى العبقريةُ والأصالة اليمنيتان .. بقلم/ عبدالملك العجري
من المتوقَّع أن يستقبلَ المرتزِقة ما نقولُ وَما يكشفُ عنه التصنيعُ العسكريُّ اليمني من صواريخ وطائرات مسيّرة بحفلة صاخبة من السُّخرية ويمرون عليها متضاحكين كما مَرَّ ملأٌ من قوم نوح عليه وهو يصنعُ الفلكَ وهم يتضاحكون، وكما رَدَّ عليهم نوحٌ بالسخرية نقولُ لكم: يكفيكم إنكم صرتم المسخرةَ في العالمين، ونؤكّدُ لكم ولأسيادكم أن هؤلاءِ الذين تصفونهم بالمتخلفين القادمين من الكهوف هم الامتدادُ الحقيقيُّ لعبقرية الإنْسَــان اليمني التي ألهمته بناءَ السدود والصهاريج ونحتَ الحُصُون في الصخور وتشييدَ القلاع ومقارعةَ كُـــلّ الخطوب، ولأصالته التي تضرِبُ في أعماق التأريخ والحضارة وتمنعُه من الاستسلام لشروط الكيانات الطارئة المنبعثة من بين الرمال، وَلا زالت هي ذاتِها تلهمُه فنوناً من الاستراتيجيات لقهرِ الظروف القاهرة، وإبداع ما لا يخطُرُ على بال خصومه المستكبرين من عواملِ القوة والصمود، وفي الوقت الذي ينتظرُ فيه أعداء اليمن رفعَ راية الاستلام تتفتَّقُ عَبقريةُ اليمني الأصيل بالكشفِ عن دفعةٍ جديدةٍ مطوَّرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ، وككل الشعوب الأصيلة تتحوَّلُ الحربُ العدوانية (التي لم نسعَ إليها وفُرضت علينا فرضاً) لمصدر إلهام وإبداع وليس استسلاماً واتّباعاً، ولا ننسَ أن أوروبا بذرت نهضتَها الصناعية على هامش الحروب في القرنَين 18و19؛ بهَدفِ تزويد دولهم بما يحتاجونه من الأساطيل وَاختراع البرق والاتصالات اللاسلكية، والمدرّعات والسفن والغوّاصات والطائرات وغيرها من الصناعات العسكرية ثم بعد ذلك تحوّلت تلك الاختراعاتُ للأغراض المدنية.
وعلى كُلٍّ يكفينا للمقارنة اليوم نفتتحُ معرِضاً صناعياً وخصومُنا يفتتحون معرِضاً لنيكي ميناخ..