حذارِ من استهداف العدو للعقل والوعي .. بقلم/ محمد أمين عزالدين الحميري
أرادوا القضاءَ على الحوثيين بزعمهم باسم محاربة الروافض ففشلوا وبعدين استهدفوا الأسرَ الهاشمية ولا زالوا بحجة ولاء بعضهم للحوثيين وهناك حملاتٌ تثقيفية سيئة في هذا السياق تهدفُ لتمزيق نسيج المجتمع عموماً وسيفشلون، حتى وإن وصل الأمرُ لسحل بعض المنتمين لهذه الأسر كما في تعز فالمنتصر في الأخير هو الحق والعدل، ليس هذا فحسب، فقد استهدفوا كُـــلّ القبائل اليمنية بطرق ووسائلَ مختلفة، وقد تجاوزت القبيلة في اليمن هذا التحديَ بجدارة، نعم لقد فشلوا وأثبت الشعبُ أنه أسرة واحدة ولكُلٍّ قدره ومكانته، فلا طائفيةَ ولا عنصرية ولا مذهبية ولا مناطقية ولا سلالية إلا في إطار المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ومع ذلك سيأتي اليوم الذي ينتصرُ الناسُ هناك على هذه الأغلال والقيود التي تمنعُ من وحدة الصف وجمع الكلمة.
أتحدَّثُ عن الاصلاح وكُلِّ مَن دار في فلكه، وقد كان هذا الاستهدافُ في بداياته للعقل وللوعي الصحيح لينتهي الأمرُ بارتكاب كُـــلِّ جُرم عملي في حق من يختلفون معه!
اليمنيون الأحرارُ ملتفُّون اليوم حول هُوِيَّة أصيلة، ولديهم رؤية واضحة، وفي الوقت الذي سيصلون فيه إلى المقدمة والشعب من حولهم سيكتشفُ أولئك المعتوهون الكهنوتيون أن ما وصلوا إليه هو الفشلُ بمختلف أشكاله والتقدم لكنه التقدم إلى الخلف.!، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.
ويبقى أن علينا في إطار المجلس السياسي الأعلى القيامُ بالعديد من الخطوات التي تعزز تماسُكَ المجتمع وتوطيد أواصر الأُخوّة، ومنها التوعيةُ المستمرة بأهمية نبذِ الكراهية التي لا تزال متجذرةً في عقول وقلوب البعض ضد البعض الآخر على أساس عِرقي أَو مذهبي أَو مناطقي، وأن يقترنَ مع هذا العمل قيامُ العلماء والمفكرين والمثقفين داخل كُـــلّ التيارات والتوجّــهات بتنقية التراث الفكري الذي تحول جزءٌ منه إلى دين معصوم وفي جانب منه ما يؤسس لحالة الكراهية بين أبناء المسلمين، وقد يكون السببَ الخلافُ في وجهات نظر معينة في قضايا ومسائلَ فكرية أَو فقهية أَو سياسية وربما ذهب البعضُ لتفسيقِ وتكفيرِ مَن يختلفُ معه في جزئيات هامشية؛ ولهذا من الصعب اليوم السعيُ لتقريب وجهات النظر والدعوة لعلاقات إيجابية وتعاون مشترك وهناك تركةٌ ثقيلة من هذا النوع، وهناك مَن يعتبر أن إعادة النظر في هذا التراث وترك ما ينبغي تركُه يعتبر من الانحرافِ عن الحق وعن الصواب وهو في حقيقة الأمر عينُ الباطل والخطأ.
هذه مسؤوليةٌ جماعيةٌ والتبصيرُ بها لا بد أن يكونَ من خلال وسائلَ متعددة بدءاً من المحاضن العلمية ومنبر المسجد وانتهاء بالوسائل الإعلامية بمختلف مسمياتها، إذ لا يجوزُ أن نستمرَّ بالتشبث بقناعات وتصورات حول بعض القضايا أَو في جانب التعامل مع بعضنا ومع الآخرين وقد جنينا من ورائها خلال عقود معظمَ المشاكل والكوارث وكشفت لنا الأحداثُ عدمَ سلامتها، ومن هنا سيكونُ المدخلُ لحلحلة الكثير من القضايا العالقة على كُـــلّ الأصعدة بسهولة ويكون التوجُّــهُ نحو بناء وعي جمعي من قبل مثقفي المجتمع بمختلف توجّــهاتهم، فما كان من عوائقَ وحواجزَ قد ذهب، وهناك من المرتكزات الجامعة ما يوحّدُهم ويدفعُهم لإعادة التصحيح والتعاون في الطريق نحو النهوض.
واللهُ الموفقُ والمُعين.