معرِضُ الشهيد الرئيس الصمّاد.. معرِضٌ للنصر والتمكين .. بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
مَعرِضُ الشهيد الرئيس صالح الصمّاد للتصنيع الحربي اليمني، مجرد النظر في يافطة هذا المَعرِض، تدعو أي إنسان سوي لأَن يسجد لله سجدة شكر وحمد على هذا التمكين والنصر العظيم، فعندما نعترف أولاً مؤمنين وصادقين لله عز وجل بالتمكين والنصر، فسوف يمنحنا القوةَ لحماية وبناء ما مكّنا الله سبحانه منه، وسوف يمنحنا مع تلك القوة ذلك الرشد والوعي لإدارة ما تم تمكيننا إياه، التمكين يتطلب كشرط أساس أداء مهمة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وَحين يكون النقد كأداة (للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ممكناً ومتاحاً، وقتها علينا أن نتفاخر بالحديث عن وعي نظام كلي وقيم شعب جماعية ومشروع دولة شامل..
الإيْمَـانُ بالتمكين من اللهِ لفئة ما أَو لجماعة ما أَو لدولة ما أَو لشعب ما، لا يمكنُ أن يأتيَ من فراغ هكذا وكأنه تحصيلُ حاصل، أَو استحقاقٌ لمظلومية معينة، مهما كانت مأساوية وظالمة، التمكين من الله يحتاج لبناء، وهذا البناء يحتاج لأساس متين وصلب، هذا الأساس مكون ومترابط بمداميك متلاصقة ومتداخلة مع بعضها، وهي (الوعي – القيم – المشروع)؛ لذلك لا يمكن أن يأتي التمكين بدون الحاجة لفهم الوعي بهدى الله، التمسك بقيم كتاب الله، وتنفيذ مشروع سنن الله في التغيير، يحتاج التمكين لهذه الثلاثة الأسس، كمنظومة واحدة، لترتقي من خلالها الأمة أَو الشعب أَو الدولة وتتطور القوة وينمو الرشد في عقل وضمير ممارسات وتصرفات ومسئولية الذي مكنهم الله..
التمكين الإلهي من الله (سبحانه وتعالى)، هو تمكين لتحقيق النصر للأمم والشعوب والإنسانية كلها، على يد رجال لديهم الوعي بهدى الله يحاربون به وعي الشيطان وأدوات الباطل والشر، رجال لديهم قيم ربانية عليا سامية، ضمنها كتاب الله، يتعاملون بها مع أفرادهم وأبناء مجتمعهم وشعوبهم وقادتهم والشعوب والأمم الأُخْــرَى، قادة ومسئولون لديهم مشروع ينفذ من خلاله سنن الله في التغيير، مشروع فيه يدٌ تبني للناس جيش وقوة تحميهم، ويبني مؤسسات دولة الحق والعدل والمساواة، يبني دولة وقيادة وشعب، لهم يدٌ تحمي سيادة واستقلال الأرض والعرض، وتصون الشرف وتحفظ الكرامة، إنهم رجال الله الذين يقودون الأمة بوعي هدى الإيْمَـان والحق والخير، وقيم الشرف والرحمة والصدق ومشروع الكرامة والعدل والمساواة..
بعد اليوم علينا أن نعي جيداً أنه لا توجد لدى الله (سبحانه) أزمة في اختيار من سيمكنهم في الأرض أَو يستخلفهم فيها، حتى يحقّــق للبعض نصراً مستعجلاً (سفرياً)، على حسب الأهواء، أَو لأَن هؤلاء البعض يعتقدون أنهم كما نقول بالعامية اليمنية (أفضل الفسول) في هذه المرحلة، وهم رجالها الوحيدون، معتقدين أنه لن يتحقّــقَ التمكين أَو النصر إلا على أيديهم، لا، نقول لهؤلاء (اعقل يا ذاك انت واياه)، إنه الله ووعد الله القائل (ويستبدل قوماً غيركم، يحبهم ويحبونه)، وهو سبحانه الذي وضع شروطاً للتمكين قائلاً عز وجل (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)، إنه الله، والتمكين والنصر من حق الله ومن اختصاصه وحدَه لا شريك له..
النصرُ والتمكينُ الذي هو لله سوف يكون على يد رجاله المؤمنين والمتقين المخلصين الصادقين، رجاله المدافعين عن الحق والمحاربين للباطل، رجاله (المتقين، المتقين، المتقين)، اللهُ ليس بحاجة كما قلنا (لأفضل الفسول)؛ لأَنَّ من أَهَمّ شروط التمكين والنصر اليوم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفساد الشعوب وصلاحها مرتبطٌ أولاً وأخيراً بفساد رجال ومسئولي النظام وصلاحهم، دون الدخول في لعبة أن النظام ابن شعبه، النظام مسؤول ولديه سلطة الضبط؛ لذا تقع عليه مسؤولية إصلاح الفساد، النظام موجود كي يضبط الأمور ويمنع الشعوب من الفساد، أما حين تفسد هذه الشعوب يكون ذلك النظام قد توقف عن أداء دوره، إما بالإهمال أَو بتوظيف الفساد للمصالح الشخصية، وهنا يسقط الله النصر والتمكين عنهم ويستخلفهم بقوم يحبهم ويحبونه..