معرِضُ الصمّاد.. بين نصرَين .. بقلم/ زينب إبراهيم الديلمي
انجلت سنواتُ العدوان العِجافُ، ونبتت اليمنُ بين أضلعِ رجالِها، وأورقت سنابلُ النّصر بلون التضحيّة والإقدام.. وازدهرت برُقيِّها في تصنيعها للصّواريخ والطّائرات، رغماً عن أنف صواريخ العدوّ الغادر والمسموم.
في معرِض الصمّاد.. أُقيمت مراسيمُ افتتاح الصّواريخ والطائرات الحديثة ذات الصّناعة اليمنيّة الفذّة، وكان من بين الصّواريخ الحديثة “قُدس 1” الذي دخل ضمن مرحلة الاختبار النّاري؛ ليجتازَ مرحلةَ الهجوم الرادع لمؤمركات العدوّ وخططهِ التائهة في ثُريّا اليمن وثراها.
في حين أنَّ المُنكرين لتلك المُعجزات التي صنعتها الصّواريخُ والطّائراتُ اليمانيّة التي تصلُ إلى أعماقِ العدوّ وأمواجه.. جعلتهم يستنفذون الحيلَ والخداعَ لمن انخدعوا بكذبهم، وأصبحوا ضحيّة لأكاذيب صنابير الرياض ودفعوا مُقابل ذلك أثماناً باهظة لصنبورهم الكبير “ترامب”، وقيل لهم بأنَّ الصواريخ مُهرَّبة من إيران!
فهل تُرانا نستنجدُ إيران في أن تُرسل لنا الصّواريخ؟! ألم تتأمّل -أَيُّها الغبي والمخدوع- في أنَّ مطار صنعاء مغلق من قبل صنابير ترامب، فكيف عسى أن تُرسل إيران صواريخها إلينا؟!
لن تُجديَ دموعُ التّماسيح السعوديّة والإماراتيّة وتباكيهم على أهدافهم نفعاً؛ لأنَّ الخياراتِ متاحةَ قالها القائد العَلَم جهاراً بأنَّ القُدرة الصّاروخيّة باتت اليوم في متناولنا، فعند مُفترق المصير لا صوت يعلو فوق صوت الصّواريخ والطائرات التي تضرب منشآت العدوّ وأهدافه وباتت في مرمى النّار.
معرِضُ الصمّاد أنجز اليمنيون بافتتاحهِ نصرين إلهيين: النَّصر الأوّل: أنَّ اليد التي صنعت الصّواريخَ والطائرات قد كذَّبت كُلّ من يدَّعي أنّ مشروعَ الصمّاد انتهى وانجلى بعد عروج روحه للسّماء، وأنّ اليمن قد نفَّذت الخطوة الثانيّة لمعركة المصير “أي معركة الهجوم” وفقاً ما نصَّهُ اللهُ تعالى في أنفال القُــرْآن: (وَأَعِدّواْ لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُم مِنْ قوَّةٍ).
والنّصر الثاني: أنَّ اليد التي حَمَت تكفّلت بصيانة عروبة اليمن وتأريخها العريق من شوائب العمالة، وكذا الاستمرار في التصدّي لتصعيدات العدوّ ونعله المرتزق؛ عملاً بالدّستور القُرآني الذي ينصُّ في سورة التّوبة: (قَاَتِلُوُهُم يُعَذِّبَهُمُ اللهُ بِأَيّدِيِكُم وَيَخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِم وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنينَ).
لن نتوانى عن ضرباتنا الموجعة للعدوّ وعن ارتوائنا لعلاج النّصر النّاجع، ولن تستطيعوا أن تكسروا إرَادَةَ اليماني وبأسَه الشّديد؛ لأنّ خيارَنا هو خيارُ الصّمود، خيارُ الإباء، خيارُ التحدّي، خيارُ المواجهة..
إنَّها خياراتٌ ناجعةٌ توصلُنا إلى النّصر الإلهي المُرتقَب.