النَفَسُ الطويل .. بقلم/ عبدالجليل محمد الموشكي
معركتُنا معركةُ النَفَس الطويل، قالها القائدُ الفذ ذات يومٍ والأعراب حينها يتغطرسون بعنجهية ويُطلقون التصريحات بالاجتثاث خلال أسابيع وأشهر واستمروا في غيهم وَإذَا بهم ينزلقون في مُستنقع أطماعهم القذرة وحينما يعود المرء بفكره وبصره إلى الشهور الأولى من الحرب حتماً سيجد عبارات السحق في كُــــلّ مكائنهم الإعلامية الضخمة فضلاً عن عبارات الإنكار والنفي لأية اختراقات في الحدود أَو سقوط أية نيازك بالستية يمنية ومع مرور الأَيَّام وتعاقب الشهور ونفاد الوقت المُتوقع وغير المُحتمل وَإذَا بهم يُطلقون أساليبهم القذرة من حرب ناعمة ونفسية وتضليل وتهويل ومحاولات فاشلة لتفكيك الجبهة الداخلية التي راهن على خلخلتها الأمير الصغير الذي لم يبلغ ولن يبلغ الحلم في السياسة وغيرها من الطرق والألاعيب التي استنفذت جُهد ومال التحالف الأرعن.
وماذا حدث آنذاك؟
تكسرت كُــــلّ الألاعيب والحيل على صخرة تكتل فيها الشعب بمكوناته وفئاته حتى أصبح صخرة من نار تلتهم ما يعتريها وإن كان ناراً.
وتزامنا مع اليأس والفشل الذي انتهى به كُــــلّ درب فتحوا فيه النار على أنفسهم اتجه الحليفان إلى قبض ثمن الحرب بالسيطرة على مهرة وسقطرى اليمن وفي المُقابل يحشد الشعب قواه وتتماسك مفاصلة يوماً إثر يوم ولأعدائه عكس ماله من التلاحم والصمود.
فالمُراقب لوضع العدو يرى التناقض والشتات والملشنة والهيمنة الاستعمارية وتعدد أقطاب الصراع لصالح الخارج وليس للداخل من ذلك شيء سوى القتل والنهب والسلب والتهجير واقلاق السكينة ومصادرة الحقوق والحريات على عكس صنعاء وباقي محافظات اليمن الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني.
وللواقع حديثٌ ومعطياتٌ يجسدها الثبات والاستبسال فلنرى ما الذي تغير في موازين هذه الحرب الظالمة على الأرض.
ولنبدأ بالاعترافات المتتالية بسقوط صواريخ يمنية على السعودية والإمارات ويشهد على ذلك المعرض الذي أقاموه حيال قمم مكة الثلاث واعترفوا بعد إنكارٍ طويل، وللأبابيل اليماني حضور أوجع الخصوم وأوصل رسالة الشعب المكلوم.
هو المُسَيَّر الذي يسري ووقوده الإيمان وأشلاء الأطفال ودماء الضحايا ودعوات المظلومين لا يُخطئ الصيد ووصل إلى دُبيِّهم وأبو ظبيهم ورياضهم ومدن أُخْـــرَى وآخرها المطارات التي أضحى مصيرها مرتبطاً بمطار صنعاء الشموخ وما أذهلهم والعالم هو الإصابات الدقيقة للأهداف؛ ولأن تقصف بطيرانك المُسير مرابض الطائرات ومواقع عسكرية داخل مطار سعودي إقليمي دون أن يتضرر المدرج المدني وهو بالقرب منه فذلك شيء يقف له التأريخ في حين يرى التحالف المجرم لا يفرق بين هدفٍ مدنيٍ وعسكري.
وعلى الأرض للأبطال حديث في أكثر من محور يلوح من طياته النصر المؤزر كحصيلة تتوج بطولاتهم وصمود الشعب وعظمة القيادة.
وما يبدو جلياً هو انقلاب موازين الحرب التي طالما أُجبر الشعب اليمني على خوض غمارها حينما حاصره العدو وضيَّق عليه الخناق وحاربه حتى في قوته.
واندحر العدو في عمقه ووجه الشعب حربة انتقامه إلى خاصرته وهي حربةٌ رأسُها هذا الشعب الذي أقسم أن يثأر للطفولة والكهولة والنساء.
وانتصارنا هنا أن التحالف لم يَعُد يتشدق بإعادة الشرعية بل أصبح يتباكى ويحشد العالم بدعوى الدفاع عن نفسه وما وصلنا إلى هذه المرحلة إلا بفضل الله ثم بفضل القيادة والحكومة والجيش واللجان الشعبيّة والتصنيع الحربي والصمود الشعبي الاسطوري وهُنا يعلم العالم أننا نخوض معركة النَفَس الطويل.
وليعلم العدو أننا أصبحنا أقوى من ذي قبل وأنه يواجه من قاتلهم على كُــــلّ مقومات الحياة وقاتلهم حتى عليها أيضاً ولم يستطع أن يسلبهم شرفهم وكرامتهم وهُويتهم وانتمائهم وليضع في حساباته أن مالم ينله في أكثر من 1500 يوم ماضية لن يتحقّــق له ولو في 1500 عام قادمة فَرِهانُنُا منتصر بالله الذي وعد الذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا بأنه على نصرهم لقدير.